هل ستستطيع حكومة حماس الصمود أمام كل الضغوطات الخارجية والداخلية وإنهاء مدة الأربع سنوات القانونية ؟! .. أم سترغم هذه الحكومة على تخليها ؟ ، أم انها ستلجأ يائسة إلى تنفيذ ما طالما هددت به وهو قلب الطاولة على الجميع وحل السلطة وإشاعة الفوضى العامة ؟ ..
ام انها ستفاجئ الجميع في نهاية المطاف لاتخاذ قرار عقلاني تستجيب فيه لنداء المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ، وترضى بما يدعو إليه الرئيس محمود عباس ، ليس بالمقاييس الغير واقعية التي تطرحها حماس وإنما بما يتفق عليه الإجماع الوطني ؟
كل هذه الأسئلة وغيرها كثير تشكل عاصفة من التساؤلات الحائرة التي تظهر جلية في الشارع الفلسطيني في الوقت الذي تفاقمت فيه الأزمة الاقتصادية الخانقة وبات الموظفون يضيقون ذرعا ويفقدون القدرة على الصبر او ما يسمى بالصمود ، حيث فقدوا أي شكل من مقومات الصمود.
ليس ثمة من ينكر ان حكومة حماس غير مرغوب بها دوليا وعربيا وفلسطينيا واعني quot;بفلسطينياquot; الفصائل الأخرى وعلى وجه التحديد حركة فتح التي خسرت أكثر مما كانت تتوقع بفشلها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والذي أدى إلى انتصار حماس في هذه الانتخابات ومن ثم تورطها في عملية الحكم التي لم تكن تتوقعها على الإطلاق ، وبالتالي لم تكن مؤهلة لها بكل المقاييس مما جعلها تدخل متخبطة في دوامة الحكم وهي التي لم تجرب حتى مجرد السباحة في المياه الهادئة ، ناهيك عن السهام القاتلة والمتاريس المعرقلة التي بدأت توضع في طريقها منذ اللحظة الأولى مما زادها إرباكا وتخبطا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن ، وهو المواجهة مع الشعب ولا ادري ان كان الحماسيون يدركون ان هذه المواجهة ربما تكون المرحلة الأكثر خطورة وربما تكون المقدمة الأولى لحسم الموضوع برمته ... ولا ادري ان كان قادة حماس سيفيقون ولو لحظة واحدة من فعل اللطمات التي توجه إليهم ويعمدون إلى قرار يحفظ لهم ماء الوجه ، ويبقي لهم شيئا من مقومات الاستمرار ، أم انهم سينجرفون أكثر بعدا عن دائرة البقاء عالميا وعربيا والوصول إلى جزيرة العزلة التامة حتى على صعيد قاعدتهم الشعبية ؟!!!