تعبير شائع فى محلات الكشرى فى مصر فعندما تنتهى من طبق الكشرىالذى طلبته وتطلب المزيد يأتيك العامل بطبق أقل قليلا من الأول وبنصف الثمن تقريبا ويسمى quot;كِمالةquot;... ويبدو أن حكومتنا الرشيدة جدا قد قررت تطبيق نظام quot;الكِمالةquot; ومحلات الكشرى على ما تقدمه للمواطن البسيط من أطباق كوارث يومية ووجبات حوادث ومآسى انسانية لا تنتهى فما تحدث مصيبة أو كارثة إلا وتُتبعها بكِمالة لها من أجل نشر ثقافة الكشرى التى تجيدها وتمتاز بها حكومتنا الرشيدة.......
لا أستطيع أن أصف حادث الأمس فى شبين القناطر إلا بهذا الوصف وعذرا لكل مواطن بل كل انسان يشعر بانسانيته وأن من حقه أن تُحترم هذه الانسانية...إلى كل هؤلاء أقدم اعتذارى مسبقا لهذا التشبيه وأقول أن حكومتنا الرشيدة جدا قررت أن تقدم quot;كِمالةquot; لكارثة قليوب بحادث شبين القناطر....... هل يمكن هذا ؟؟!! هل يصدق أحد ذلك ؟؟!! أيام قليلة بعد كارثة كبيرة أقامت الدنيا ndash;كما يقولون- ويحدث حادث آخر لا يقل جرما واهمالا عن الحادث الأول... ألا يشعر هؤلاء بأى قدر من المسئولية أو أمانة الوظيفة !!! أليس عندهم أى احساس بالشعب !!! هل فقدوا شعورهم وعواطفهم تجاه المواطن ؟؟!! هل يمكن أن يتكرر حادث فى أقل من أسبوعين.....!! هل ماتت ضمائرهم ؟؟؟ هل...؟؟ هل...؟؟
من المعروف على المستوى الفردى والجماعى....على المستوى الشخصى والمهنى.. على كل المستويات التى نعرفها والتى لا نعرفها أنه مع حدوث خطأ (مجرد خطأ وليس كارثة أو مأساة) أن يتم ولو مؤقتا تشديد الرقابة وتفعيل كل أدوات المتابعة وآليات المراقبة من أجل تجنب تكراره ولو لفترة بسيطة.... ثم يبدأ التساهل وتخفيض قبضة الرقابة ليتكرر نفس الحادث بعد سنتين أو ثلاثة وكان هذا هو سيناريو حوادث السكة الحديد فى العشر سنوات الماضية لذلك كنا نتوقع ndash;أو المفروض- أن الرقابة والمتابعة الفنية والبشرية ستستمر لفترة أما أن يفصل بين الحادثين 10 أيام فقط فهذا يعنى وبوضوح وبدون أى شك انعدام فاعلية جميع وسائل الرقابة وأدوات المتابعة المستخدمة فى السكة الحديد....... يعنى يكل وضوح انهيار كامل فى هذا المرفق..... انهيار على مستوى الأفراد وعلى مستوى المعدات كذلك...... يعنى وبوضوح فشل كامل للحكومة لا يساويه أى فشل آخر.... يعنى وبوضوح هبوط فى أسلوب عمل الحكومة التى يتسم رئيسها بالدقة والتنظيم والرؤية المستقبلية (كما قال الرئيس مبارك فى تصريحه) ولا أدرى إذا كان رئيس الوزارة يمتاز بكل هذه الصفات الجميلة والتى تحظى بإعجاب الرئيس وتحدث كل هذه الكوارث الأليمة ألا يحق لنا أن نطالب برئيس وزارة لا يتمتع بهذه الصفات ولا بإعجاب الرئيس ولا يرتاح للعمل معه لكى نرتاح نحن من هذه الكوارث ونتخلص من سياسة محلات الكشرى وطبقه التى تقدمها لنا الحكومة........!!!!

د/محمد لطفى كاتب وطبيب مصرى
[email protected]