مخاطر الحرب لتغيير نظام الملالي في إيران أقل بكثير من إستمرار مخاطر هذا النظام على مستقبل السلام في المنطقة والعالم

لقد كثر الحديث عن إيران الصفوية العنصرية التي تعتبر نفسها اليوم قوة عظمى تسعى بكل ما أوتيت من قوة للسيطرة على دول وشعوب المنطقة المسالمة وتتسلط على مستقبلها السياسي. حيث تمتلك قدرة حربية فائقة وتعتبر القوة الثانية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل. فهي ليست متخلفة أوعاجزة عن تحقيق أطماعها التوسعية في المنطقة كما ترى مكوناتها الصفوية في المنطقة.

وبفضل روسيا والصين وباكستان وكوريا الشمالية ـ التي مكنتها من إنشاء مجمع حربي ـ صناعي ضخم يستخدم أكثر من مئتي ألف مهندس وفني وعامل ماهر. وكما هو معروف بالنسبة للمهتمين بالشأن الإيراني بأن إيران تنتج ما يقرب من ألفي نوع من الأسلحة، من الذخيرة إلى الطائرات، ومن الزوارق المجهزة بالصواريخ إلى الأقمار الصناعية. وتنتج مجموعة كبيرة من الطائرات بدون قيادة لأغراض الاستكشاف والقتال وأغراض أخرى مختلفة. كذلك قامت بتطوير ترسانة للصواريخ الموجهة للسفن ولبناء الغواصات الصغيرة والمتوسطة والزوارق السريعة المجهزة بالصواريخ والمتميزة بسهولة المناورة، وصواريخ قادرة على حمل رؤوس بيولوجية، وصواريخ متفجرة تصل زنتها إلى 600 كلغم. بالإضافة الى صناعات تجميعية تشمل المروحيات والطائرات والصواريخ الموجهة لاسلكياً والدبابات والمكونات الالكترونية. وترسانة من القذائف والصواريخ يتراوح مداها من 45 إلى 2000 كيلومتر. وهنالك الآن 19 مركزاً في أنحاء مختلفة من إيران تعمل في الأنشطة الجوية الفضائية. وخلق بنية تحتية قادرة على تلبية أي مطالب هجومية للقوات الإيرانية. بالإضافة الى أنشطتها النووية.

لقد حولوا ايران الى دولة صناعات عسكرية ومعسكرات هجومية. لتحقيق حلمهم بقيام الإمبراطورية الصفوية الثانية في المنطقة. من خلال طبيعة الأسلحة الهجومية التي تمتلكها ونوعيتها، وإمكانيات قواتها المسلحة القتالية والتدميرية. وإثبات ذلك لا يحتاج لتقديم دليل، فالأدلة قائمة من خلال دعمها المستمر وغير المحدود لمكوناتها الصفوية في دول منطقة الشرق الأوسط العربية والمنتشرة في مناطق أخرى من العالم. كما أثبتتها الوقائع الأخيرة عندما جهزت quot; حزب الله quot; من تجهيزات عسكرية وقدرات قتالية متطورة شملت 10.000 صاروخ كاتيوشا، وصواريخ مضادة للبوارج كالتي دمرت البارجة الإسرائيلية أخيراً.. وتدريب أكثر من 3000 عنصر، بينهم أكثر من. 500 مقاتل على درجة عالية جدا من التدريب والتأهيل العسكري. وعلى ضوء هذه القدرات الصاروخية لإيران في لبنان فقط، إذاً الباب مفتوح على مصراعيه أمام مزيد من المفاجآت التي قد تفجرها إيران لدمار المنطقة. لما لها من قواعد وأسلحة تدميرية في العراق وسوريا وكذلك في بلدان الخليج العربي سراً. بالإضافة الى مساعيها لإمتلاك أسلحة نووية لدمار المنطقة بأسرها.

ومن المعروف بأن لدى الإدارة الأمريكية كماً من المعلومات التي تؤكد الروابط القائمة بين ملالي إيران والميليشيات الصفوية في العراق وتزويدها حتى بالتقنية الخاصة بتصنيع متفجرات شديدة التدمير للميليشيات الصفوية داخل العراق فلابدَّ من كشفها في الوقت الذي يناسب إدارة الإحتلال.

والجدير بالذكر أن نبين بإن تعاطف ومساندة الفئات الراديكالية مع ldquo;حزب اللهrdquo; اللبناني مثل منظمة حماس والجهاد الإسلامي والإخوان في مصر والأردن ودول عربية أخرى، ومقتدى الصدر في العراق. قد ولَّدت توجهات جديدة مختلفة للنخب الواعية والمثقفة في دول الشرق الاوسط والعالم العربي والإسلامي، أهمها ظهور الفرق بين الشيعة الصفوية والطائفة الجعفرية في ميدان السياسة والدين، مما سيساعد ذلك على تقليص نقاط الخلاف وتقريب وجهات النظر بين السنة والطائفة الجعفرية في منطقة الخليج العربي والعالم الإسلامي وسوف يساعد على إبعاد الحركات الاسلامية الراديكالية عن ساحة شعوب المنطقة السياسية. وتفسد مخططات إيران ومنظمة حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله ومنظمات إرهابية أخرى لقيام جبهة راديكالية لهدم وتخريب دول وشعوب المنطقة.

فلنقرأ أحدث ما ورد على لسان آية الله مشكيني خلال اجتماع quot; مجلس الخبراء quot; الذي يعتبر طبقا لدستور الجمهورية الاسلامية اعلى جهاز في الدولة، وهذا يعود الى طبيعة سلطاته المتمثل في اختيار وعزل quot; المرشد الأعلى quot; الرجل الذي يمارس quot; السلطة المقدسة quot;.

وعلى وجه التحديد، قال مشكيني ما يلي:

quot; النقطة المضيئة الوحيدة في العالم هي ايران quot;.
quot; الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الدولة الوحيدة التي تتمتع دون سواها من دول العالم بحكومة شرعيةquot;.
quot; الحكومة الشرعية الوحيدة التي تحظى برضاء الله من بين كل حكومات العالم هي حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانيةquot;.
quot; ان بقية البشرية تعيش في quot; ظلام دامس quot; تحت ظل انظمة quot; قهرية واستبدادية quot;.
quot; الجمهورية الاسلامية امتداد لله في الارض، زعيمها نصبه الله، وحرسها الثوري هو جيش الله، وجميع مواطنيها اعضاء في حزب الله quot;.
quot; الحكومة الشرعية الوحيدة التي تحظى برضاء الله من بين كل حكومات العالم هي حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانيةquot;.
quot; ان نظام الجمهورية الاسلامية هو الوحيد الذي يحظى بمباركة الله والـ 14 المنزهين عن الخطأ، أي الرسول (ص) وابنته فاطمة وعلي بن أبي طالب والأئمة الـ11 المتحدرين منه مباشرة quot;.

المشكيني نعم ملا غبي، لكنه يمتلك قوة الرجل الثاني في إيران بعد laquo;المرشد الأعلىraquo; علي خامنئي.

ان ما قاله مشكيني يؤكد للعالم أجمع بأن إيران الصفوية هي المحور المتقدم للشر وقاعدة مركزية عظمى لتصدير الإرهاب لدول المنطقة والعالم. وبالتالي ستخضع كافة عصابات الرعب والإجرام ومنظمات بن لادن الإرهابية لقيادتها مع المغفلين من إخوان المسلمين في عمان ومصر ودول الخليج العربي والعالم العربي بكل أسف.

المنطق يتطلب من دول وشعوب منطقة شرق الأوسط دون إستثناء ان تأخذ ما قاله مشكيني مأخذ الجد. كونها تعني أن الجمهورية الاسلامية الايرانية كـ quot; امتداد لله quot; عليها الإستمرار بتصدير ثورتها الصفوية لخراب المنطقة والعالم. وهي قادمة على إنتاج سلاحها النووي. لأن إستمرار المشكلة تهدد مصالح دول وشعوب المنطقة الذاتية بأسرها والمجتمع الدولي كله لذا يتطلب من الجميع، أن ينضموا إلى مناهضي التيار الصفوي ويقفوا مع جهود الإجماع العالمي بشجاعة في هذه المرحلة للإستئصال هذا الورم السرطاني من جسم الشعب الإيراني الصديق والجارة إيران وجسم المنطقة والعالم.

لقد أخذت الإدارة الأمريكية تنظر فعلاً لإيران بإعتبارها دولة راديكالية دينية وقفت أيضاً خلف كافة العمليات التي ازداد بها العداء لأمريكا ونما في المنطقة بدلاً من أن يتراجع. وكيف يمكن لها أن تتعامل معها كقوة كبيرة أخذت تصعد لتصبح فعلاً من اكبر وأخطر دول quot;محور الشرquot; وquot; البنك المركزي quot; لتمويل الإرهاب في المنطقة والعالم.

وفي الحقيقة هناك العديد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية يضغطون على الرئيس بوش أن يعمل على تغيير نظام الملالي في إيران. ولقد أوضح أخيراً جون بولتون، سفير أميركا لدى الأمم المتحدة بأنهم يفضلون laquo;تغيير النظامraquo; في طهران. بالإضافة الى أن هنالك تياراً قوياً في الرأي العام الأوروبي والأمريكي يفضل القضاء على نظام الملالي في إيران.

وأخيراً، يمكن القول بأن مخاطر الحرب على شعوب المنطقة لتغيير نظام الملالي في إيران ستكون أقل بكثير من مخاطر إستمرار هذا النظام على مستقبل الشعوب والسلام في المنطقة والعالم.

رضـا الرضـا
أمين عامالهيئة العراقية للشيعة الجعفرية