لا أبالغ حين أُخبركم من اني قد قرأت أكثر من خمسمئة تعليق لقراء عرب وعلى مختلف المواقع الرسمية

هم جميعا ً يقرأون ويكتبون العربية وربما يجيدون بعض اللغات الأخرى ولعلهم أكاديميون، أساتذة، موظفون، موظفون عامّون، تجار،فنانون وشعراء، طلاب وشباب ونساء،كسبة، ناس عاديون، متقاعدون، بعثيون، قوميون، قومجية أو حواسم....الخ، عليهم دراسة وفهم ماهو العراق الحديث وليس العراق العربي العباسي،وعليهم
والشخصية الألكترونية وكذلك الصحف المطبوعة الناطقة بالعربية والأنكليزية، وأغلبها تُدين إعدام صدام،
وحسب التعليقات التي نشرت، فإن أكثر من نصفها كتبها مواطنون عرب من مصر وسوريا وألأردن والسعودية وخاصة عل شبكة الأنترنينت عبر إيلاف والعربية والجزيرة، أما النصف الأخر فيتقاسمه المغتربون العرب والعرب الذين يعيشون في الخليج وخاصة في قطر.

التعليقات جميعها تؤكد نعمة الأنترنيت، الذي أصبح لمواطني العروبة والإسلام ككرسي إعتراف جديد، وكرسي الإعتراف قد وفرته الكنيسة المسيحية منذ زمن طويل لا يعرفه البعض،فكلهم في تعليقاتهم يلومون الرؤساء والملوك العرب على خذلانهم أمام الصليبين والفرس والصفويين الجدد في العراق، وغالبيتهم إعتبروا صدام شهيد العروبة والدين،وغالبيتهم قالوا في التعليقات إن الأمة العربية لم تنجب سوى شهيدين هما صدام وعمر المختار، لكنهم يكتبون ليقولوا شيئا ًمن خلف ستار،والعراقيون أعدموا صدام أمام الله والسماء والناس وعلى الأرض وفي مقر مخابراته السابق وفي يوم العيد.

جميعهم يتحدثون في تعليقاتهم عن مشاعر باطنية مكسورة وهم خلف المكاتب الوظيفية الرسمية والخاصة أو من خلال (كمبيوترات )أولادهم..أولادهم الذين لايهمهم صدام ولا يعرفونه بقدر أغاني الأمّة الهابطة التي تنتج من الغناء التافه أكثر من مسحوق الغسيل..، عدا الذين علموا الأولاد على حب قائد العروبة الذي أطلق ألف صاروخ فاشل على اسرائيل المتقدمة علينا بكل شيء رغم الحروب،ولم تخسر من أبنائها إلا حفنة والعراق خسر مليوني نسمة وتشرد خمسة ملايين وأصبح ديناره الوطني ورق لايشترى ونسائه سلع في سوق المتعة ورجاله كئيبون أينما ورحلوا وسكنوا.


جميع التعليقات تشاركت في عبارة (إنا لله وإنا إليه راجعون) وهذه العبارة إسلامية تقال حتى على الكافر والزنديق والملحد، فسوف نعود جميعنا لمن خلق، لكن عبارة (سيد شهداء العرب) وعبارة (شهيد الأمّة) لا تصحان على قتيل قاتل و زان ٍ فاجر أحمق الأهواء والقرارات (كما وصفه بعض زعماء ورجال الدين العرب أثناء حربه على الكويت بنك العرب سابقا)،هدر مصالح الأمّة وحطم كبرياء رعيته وجعلهم نفرا ً فارا ً أو ُملقون على الأرض بخضوع العبيد يقبلون البسطال الصليبي، وأشعل النيران في خيرات ألله من النفط والزرع وما شاء الله من الأنعام.

المعلقون وهم جميعا ً يقرأون ويكتبون العربية وربما يجيدون بعض اللغات الأخرى ولعلهم أكاديميون، أساتذة، موظفون، موظفون عامّون، تجار،فنانون وشعراء، طلاب وشباب ونساء،كسبة، ناس عاديون، متقاعدون، بعثيون، قوميون، قومجية أو حواسم....الخ، عليهم دراسة وفهم ماهو العراق الحديث وليس العراق العربي العباسي،وعليهم فهم لماذا العراق بلد المشانق والدماء، وعليهم أن يفهموا من العراقيين في الداخل أو من خارجه، لماذا وضيع الشأن كصدام يصبح قائدهم ثم يعدمونه شنقا ً مثل الذي يُزني بالمحارم.

من المدهش إن جميع التعليقات لم تثر أمرا جديدا ً، وكأن العقل العربي المذكور أعلاه بجميع مواصفاته قد بني حجرا ً تلو حجر،والحجر لايتغير بالتجميل،سوى بالطرق أو التكسير.

واصف شنون