(إلى القطان)



إشارة (1)

هذا المقال قد يُعجب البعض
ويُغضب البعض، فأقول للنوع الأول أني لم أقصد إعجابهم وأقول للنوع الثاني: ماذا ينفع الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه؟ وأظن أن الخلاف لا يُفسد للود قضية.

إشارة (2)

هذه مقالتي الرابعة حول مؤسسة القطان وتحديداً برنامج الثقافة والعلوم بها، وهذا حرصاً مني ndash;كما قلت منذ
المقال الأول- على أداء مؤسسة عريقة مثلها.

إشارة (3)

السيد محمود أبو هشهش القائم على برنامج الثقافة
والعلوم برام الله، لمّح سابقاً بطريقة غير مباشرة أن يلجأ للقضاء بسبب مقالاتي السابقة، لأنه رأى فيها تهجماً، فأقول أولاً أني أستغرب هذا لأنني لا ألجأ للتهجم والتجريح
عامةً في مقالاتي، وأحاول الموضوعية وإبراز الحقائق فقط. ثانياً ما سأذكره هنا إصراراً مني على قول كلمة حق ولا أتمنى أن يكون السلطان جائراً.

إشارة (4)

حين أشرتُ سابقاً أن أحد الكُتاب حصل على الجائزة ثلاث مرات، وإحدى الكاتبات حصلت عليها مرتين في تقرير صحفي لموقع إيلاف،
كانت ردود برنامج الثقافة والعلوم إيجابية حين أعلنتْ عدم منح الجائزة الأولى لمن مُنحها من قبل.

تنبيه (1)

في مجال الشعر لهذا العام 2006 تم حجب الجائزة الأولى، وكأن فلسطين عقمتْ عن ولادة مبدعين شباب. وليت الأمر مرّ مرور الكرام، بل أصروا في بيان لجنة التحكيم على أن ما قُدم
لهم من مجموعات شعرية لا يرتقي بجائزة أولى، وبالتالي كأنهم يقولون أن هؤلاء الشعراء الشباب أشباه شعراء. فهل يُعقل أن أجود الأصوات الشعرية الفلسطينية الجديدة في غزة
والضفة والتجريبية الحداثية بعمق أمثال نصر شعث ويوسف القدرة ومحمود ماضي ومايا أبو الحيات وسماح الشيخ وهند جودة لا تستحق كلها أو بعضها هذه الجائزة؟! وما زد الطين بلة هو
الإشادة ببعض المجموعات الشعرية وإعطائها جوائز تشجيعية مالية في سياق أقل ما يُقال عنه أنه إهانة، وأتحدث هنا تحديداً عن الفقرتين اللتين تحدث بهما البيان عن شعر محمود
ماضي ونصر شعث، حيث ذكّرتني بما كتبه الناقد خضر محجز يوماً ما عن الشباب من نقد هجومي وذكر لسلبيات أدبية غريبة، وكأنهم يناقشون كاتباً مبتدئاً، رغم أني أجزم هنا أن
مجموعتي نصر شعث ومحمود ماضي أفضل من مجموعات كثيرة لأسماء لامعة وتتم حولها رسائل ماجستير ودكتوراة، بل إن بهما من الحداثة والتجريب والتجديد والصور الفنية المدهشة ما
تتقزم أمامه دواوين محمود درويش نفسه الأخيرة.

تنبيه (2)

في مجال القصة القصيرة كانت الجائزة مناصفة
بين القاصة أسماء الغول وقاصة أخرى لم أسمع بها من قبل، واعتراضي هنا ليس على أسماء الغول فهي تستحقها بجدارة ولا على الاسم الآخر فأنا لا أستطيع الحكم على كتابة لم أقرأها،
لكن سخطي ألا يفوز بالجائزة ولا حتى بجوائز تشجيعية مبدعين ومبدعات متميزين أمثال يسري الغول ونهيل مهنا وسماح الشيخ أيضاًُ، وقد تمت الإشادة بمجموعة سماح الشيخ دون ذكر
سلبية واحدة ومع ذلك لم تفز بشيء، فأي تناقض هذا؟! كما كان النقد حول مجموعة نهيل مهنا غريب أيضاً.

تنبيه (3)

كان الأولى ببرنامج الثقافة والعلوم وبلجنة التحكيم حين تتقدم لها هذه الكوكبة اللامعة من المبدعين والمبدعات الشباب، وأزعم للمرة الأولى كماً وكيفاً بهذا القدر،
كان الأولى بها أن توزع جوائز الشعر والقصة القصيرة بينهم مناصفة على الأقل، أو ألا تغمط أحداً منهم حقه.

إشارة (5)

لقد أثارت نتائج المسابقة كالعادة صدمة بين المبدعات والمبدعين المشاركين وغير المشاركين، ومن المشاركين كان نصر شعث الذي سيكتب قريباً حول ما سماه quot;إهانة من
القطانquot; ومن المشاركات كانت مايا أبو الحيات وسماح الشيخ وهند جودة اللواتي أردن الكتابة والرد على ذلك لكنهن تراجعن عن ذلك ربما من باب لا حياة لمن تنادي، رغم أني لا
أشاركهن هذا الرأي. والغريب هنا أنه حتى من فازوا بجوائز تشجيعية اعتبروا النتائج مجحفة.

تنبيه (4)

لجنة التحكيم ضمت أسماءً لامعة، أمثال ميرال الطحاوي من مصر وشاكر لعيبي من العراق، ورياض بيدس من فلسطينيي الداخل وزهير أبو شايب وأحمد دحبور مع الاحتفاظ بالألقاب لكل
منهم، وأتوقف هنا فقط عند الاسمين الأخيرين ولن أدخل هنا في تفاصيل السجالات الالكترونية بيني وبين السيد العزيز أبو شايب حول درويش والشعراء الشباب وإصرار كل منا على
رأيه، ولن أدخل في تفاصيل هجوم نصر شعث على مجموعة شعرية للشاعر دحبور، لكن الأهم من ذلك كله أني أزعم هنا أن القضية بين لجنة التحكيم وهؤلاء المبدعين الشباب خاصة الشعراء،
تحديداً شعراء قصيدة النثر، هي قضية أيديولوجية حداثية أكثر منها قضية شخصية، فالشاعرين أبو شايب ودحبور من مدرسة التفعيلة ومن المنتصرين لها، ولهما ذائقتيهما الشعرية
المختلفة، التي تختلف عن صور شعث وماضي السريالية وقصائد نثر القدرة، رغم أن الشاعر دحبور كتب في إحدى مقالاته في عيد الأربعاء عن مجموعتين شعريتين ليوسف القدرة ومحمود
ماضي، فكيف يتم في المسابقة تحجيم المستوى الشعري لماضي وإلغاء شاعرية القدرة وعدم ذكرها من أصله في البيان؟!

إشارة (6)

أكد لي أحد الشعراء الشباب المشاركين أن الشاعر أحمد دحبور تحديداً هو من صاغ بيان لجنة التحكيم الأخير، وبالشكل الذي صدم الكُتاب الشباب لما فيه من
تقزيم لإبداعاتهم رغم فوز البعض بجوائز تشجيعية هزيلة كيفاً رغم أنها قد تكون غنية مادياً.

تنبيه (5)

كان من الممكن وضع حد للأخطاء الدورية لنتائج المسابقة، ويمكن وضع حد للأخطاء المستقبلية لو تم تكاثف حقيقي من جانب الشباب المبدع في غزة والضفة والداخل، فكلنا يعرف
القصة الشهيرة عن العصي التي إن تفرقت تكسرت وإن تجمعت أصبحت عصية على من يحاول تفتيتها.

إشارة (7)

يؤكد
بعض الشباب أو يشك، أن الجندي المجهول دائماً وراء هذه النتائج الغريبة لمسابقة القطان كل عام هو محمود درويش نفسه ومن بعده الكاتب غسان زقطان. وهذا ليس من باب نظرية
المؤامرة، لكن من باب شواهد حية، فهم يقولون أن الكاتبة عدنية شبلي التي فازت مرتين في مسابقة القطان ثم عملت في مؤسسة القطان، نشرت في الكرمل أكثر من مرة ومن المعروف عن
المجلة أنها خاصة بأصدقاء ومريدي درويش، ثم أنهم يؤكدون العلاقات الجيدة بين الكاتب غسان زقطان وأكثر من كاتبة شابة معروفة فازت بجائزة الشعر أو القصة القصيرة، بل إن
بعضهن شاركن بفضله في ملتقيات أدبية عالمية. وأنا شخصياً ألحظ أن مساعدة الكاتب زقطان ليست مقصورة عليهن طبعاً بل على كُتاب شباب آخرين في غزة ينشرون في الصفحة الثقافية
للأيام، ويكفي هنا التلميح فلا أريد التصريح. وأنا طبعاً لم أذكر هذا من باب الحسد والغيرة فأكثر من لقاء لدول عربية وأجنبية دعيت له رفضته لأسباب تتعلق بالوضع السياسي
العام حالياً كما أني نشرتُ قبلهم في الصفحة الثقافية للأيام، لكني أرفض احتواء الجيل الأدبي الشاب من قبل أية جهة كانت، وأرفض ما قد يُمارس معهم من سياسة quot;اطعم الفم تستحي
العينquot;، حيث تمنعهم هذه الأعطيات الثقافية من الجرأة المطلوبة للوقوف في وجه الأصنام الثقافية ونقد التهليل والتطبيل لها. وكل من له عقل فليتدبر.

إشارة ربما خارج السياق

في مسابقة الفنان(التشكيلي) الشاب لم يفوز أيضا ndash;للسنة الثانية على التوالي ndash;الفنان
الرائع جداً المبدع الواعد شادي زقزوق الذي قدّم هذا العام 2006 والعام السابق مشروعيْن فنيين أفضل بكثير جداً -بشهادة كثير من المبدعين- من بعض الأعمال التي فازت، وما هو أروع
من ذلك أن مشروعه الفني الأحدث قد قام به في ليالي غزة المظلمة التي قطعت عنها عملية quot;أمطار الصيفquot; التيار الكهربي، إلا أنه وبإصرار المبدع واصل عمله على مدخل بيته على ضوء
(الشمبر)!

علي أبو خطاب