استهمل عماد البابلي مقالته المعنونة: (( يوم القيامة في ميزان العقل )) التي نشرها في ايلاف بالجملة الكارثية التالية: (( الحقيقة التي يجب.. يجب أن تقال عن الوهم الذي نغرق فيه الآن )) وكقاعدة عامة في الثقافة هي عندما نجد شخصا ما يتحدث بأسلوب الجزم واطلاق اليقينيات وادعاء احتكار الحقيقة مثلما جاء في كلام البابلي نقوم مباشرة بالشطب على سلامة عقل وثقافة هذا الشخص ونعتبره لايستحق المناقشة!

وعماد البابلي كاتب عراقي أعلن عن نفسه في مقال كتبه ونشره في موقع عراقي انه ينتمي للحزب الشيوعي، وهذا ليس تشهيرا به، وانما لإلقاء الضوء على دوافعه من وراء كتابة هذه المقالة وغيرها.

فلو كتب البابلي نقدا للفكر الديني البشر الذي أنتجه رجال الدين، ولو فضح جرائم الاحزاب الاسلامية.. لكنا صفقنا له واعتبرنا عمله يصب في خانة العمل الثقافي التنويري الذي يهدف الى اضاءة الطريق امام القراء من خلال تعرية القوى الظلامية الدينية.

ولكن ما كتبه في هذه المقالة هو عبارة عن ترديد ببغائي للمقولات الشيوعية وغيرها بخصوص العقيدة الدينية الألهية وليس الفكر الديني البشري، ومنذ السطر الاول من المقالة نلمس النفس العدواني حيال معتقدات الناس، والهجوم الاعتباطي الذي كشف ضحالة التكوين الثقافي للكاتب!


ويبدو ان الكاتب سقط ضحية أسر المقولات الشيوعية وغيرها، واخذ يلوكها بـ (( دغوماتية)) وغياب تام للوعي النقد المعرفي، فالمقولات الجاهزة هي التي تتلاعب به وتقوده الى حيث كتب مضافاً لها الشحنات الانفعالية التي أنتجها الواقع العراقي المأساوي أزاء الدين ككل، ولكن مع هذا تظل العقائد بمنأى عن النقد المجاني، فيوم القيامة هو أحد أصول الدين، ولابأس من الشرح والتوضيح والتشذيب، ولكن بشرط عدم نفي أصل المعتقد، وتكرار هذا المفهوم لدى كافة الديانات هو دليل على صدوره من رب واحد للبشر وليس له علاقة بالأسطورة والمخيلة واللاشعور الجمعي.

سلمان جمعة