تنشط هذه الايام ديماغوجية الحزب الشيوعي في التفاخر والتبجح بعدد الضحايا من أعضاء الحزب الذين أعدموا من قبل نظام صدام وغيره من الانظمة، وللاسف هذه الديماغوجية حالة عامة لدى كافة الاحزاب العراقية: القومية والاسلامية، والماركسية، اذ انهم يفتخرون بفضيحة فشلهم في الحفاظ على حياة أفراد احزابهم من الاعتقال والاعدام.


فأنعدام المنطق والغوغائية وعدم وجود أنجازات سياسية وطنية حقيقية تجعل هذه الاحزاب تلجأ الى هزائمها وتقلب المنطق وتتمشدق في احتفالات غبية وكأن فشل هذه الاحزاب الامني في أخذ الحيطة والحذر وهزيمتها أمام أجهزة نظام صدام الاجرامية ووقوع أفرادها في قبضة زبانيته وتعذيبهم واعدامهم.. يعد هذا الفشل الأمني انتصارا نضاليا من منظور هذه الاحزاب الديماغوجية!

في العراق لم يكن يوجد تنظيم حقيقي يطلق عليه الحزب الشيوعي.. وانما ماكان موجودا هو مجموعة من المواطنيين العراقيين المتمردين الحانقين على الاعراف والتقاليد العشائرية والاجتماعية والدينية... والذين وجدوا المناخ الملائمالذييحتوي هذا التمرد ويضفي عليه الشرعية الفكرية والاخلاقية في صفوف الحزب الشيوعي، وحتى الكلام والتنظير والتفلسف في الماركسية والشيوعية الذي يأتي لاحقاً بعد الدخول في التنظيم هو شيء هامشي وديكور تنظيمي واجتماعي وسياسي، فلم تكن الشيوعية لدى الفرد العراقي هي الهدف الاساسي، وانما الدافع الحقيقي للفرد العراقي في الانخراط في النشاط السياسي هو الدافع السايكولوجي الذي يتمثل لدى الشيوعي في السخط والتمرد على الواقع.

هل كان الحزب الشيوعي حزبا وطنيا يعمل لصالح العراق؟

الجواب قطعا بالنفي، فهذا الحزب كان أحد أدوات الاتحاد السوفيتيوينطبق عليه بلغة السياسة الصريحةوصف عميل لدى الروس ولاشأن لمصالح العراق لديه، وقد كان الحزب الشيوعي احد الاسباب لنشوء الدكتاتورية في العراق بسبب دعمه لإنقلاب عام 1958 الاسود والضحايا الذين سقطوا كانوا ضحايا من اجل الحزب وليس من اجل الوطن.


أما الادعاء بأن انتشار الثقافة المعاصرة في العراق يعود الفضل فيه الى الحزب الشيوعي..فهذا الأدعاء يجعلنا نتساءل: أية ثقافة نشرها الشيوعيون في العراق؟.. هل ثقافة تمجيد الدكتاتوريات والقتلة من امثال: ستالين وكاسترو وشاوشيسكو وغيرهم من الطغاة وتقديمهم كمناضلين هي المقصودة؟ أم ضرب الهوية الوطنية ومشاعر الانتماء الوطني بالثرثرة وترديد هذيان الأممية؟أم أشاعة ثقافة الكراهية ضد الحضارة الغربية وقيمها ومنجزاتها؟

لقد ختم الحزب الشيوعي تاريخه قبل موته الراهن بأرتكاب جريمة الخيانة الوطنية العظمى حينما أقدم على تشكيل مجاميع من العصابات المجرمة بأسم (( الانصار )) وحاربوا العراق كوطن وليس نظام صدام الاجرامي اثناء اندلاع الحرب العراقية الايرانية، ومعروف ان من بديهيات الوطنية هي عندما يكونالوطن في خطر وفي حالة حرب يجب عليك تأجيل خلافاتك وتدافععن وطنك وليس رفع السلاح ضده.

كانت عصابات (( الانصار )) في شمال العراق تقوم بعمليات الغدر الجبان للجنود العراقيين المساكين البؤساء وتعتبر عملية غدرهم وقتلهم انتصارا نضاليا كبيرا، علما ان الحزب الشيوعي حينما حمل السلاح فهو أقدم على هذه الخطوة أستجابة لرغبة العصابات الكردية التي كانت تحارب العراقتنفيذا للمخططات الايرانية.

وسوف لن تنسى الذاكرة العراقية قيام ثلاثة من اعضاء البرلمان العراقي الشيوعيين بالتصويت على قانون تقسيم العراق الى دويلات طائفية وقومية نزولا عند أوامر الاكراد الذين يستعملون الحزب السيوعي كتابع ذليل ورخيص يستخدمونه عند الحاجة.


ان الحزب الشيوعي وعصابة الانصار التابعة لهارتكبوا جريمة الخيانة الوطنية بحق العراق وتلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي وعليه فهو حزب ارهابي يجب محاكمته في يوم ما على جرائمه.


وختاما.. أعتذر جدا لأصدقائي من الشيوعيين اذا ما جرحت مشاعرهم فأنا أنتقد الافكار والممارسات ورغم كوني مستقل سياسيا ألا انني أعتبر صداقتي مع بعض الشيوعيين العراقين من أجمل الصداقات الانسانية.

خضير طاهر

kodhayer@netzerocom