أعلنت طهران عن تجربة ناجحة لأول صاروخ فضائي إيراني الصنع. وقال التلفزيون الإيراني إن الصاروخ حمل مواد خاصة بالبحوث أعدتها وزارتا الدفاع والعلوم إلى الفضاء.


ولو صح ما ذكرته احدى الصحف الروسية من ان ايران لم تطلق - غالب الظن - أي صاروخ في يوم 25 فبراير. وان مصدرا في وزارة الدفاع الروسية أعلن إن محطة الرادار الروسية الموجودة في أذربيجان لم ترصد أي صاروخ ينطلق من الأراضي الإيرانية إلى الفضاء. وفي الوقت نفسه لم يرصد النظام الروسي لمراقبة الفضاء أي شيء جديد في الفضاء. فان معنى ذلك ان القادة فى طهران قد فقدوا هدوءهم المعتاد واضاعوا ما اشتهر عنهم من دهاء وانهم اضحوا فى حالة نفسية لا يحسدون عليها من جراء الانباء التى تترى عن خطط الهجوم عليهم وصاروا لا يعرفون من اين تأتيهم الضربة الجوية هل من الولايات المتحدة أم من اسرائيل ام من الاثنتين.وانهم فقدوا الثقة فى امكانياتهم الدفاعية واضحوا فى حالة تخبط وان التصريحات العنترية لا تعبر الا عن حالة خوف شديدة، فأخر تصريحات الرئيس أحمدي نجاد قال فيها أن الغرب غير قلق من المنشآت النووية الإيرانية بقدر خوفه من فقدان التأثير أمام القوة التي تواصل إيران اكتسابها. وأشار إلى أن إيران تتعرض طوال الـ28 سنة الأخيرة إلى مختلف المؤامرات الرامية إلى حرمانها من التكنولوجيات النووية السلمية. حالة القلق الايرانى جاءت بعد اعلن الصحفي الأمريكي سيمور هيرش.- المعروف بدقة مصادره والحائز على جائزة بوليتزر و لا يمكن استغلاله لتسريب معلومات فى اطار حملة نفسية على طهران،-، ان quot;البنتاغونquot; يعكف على رسم مخطط واسع لتوجيه ضربة جوية على إيران، وإن تركيز إدارة الرئيس جورج بوش ينصب على تدمير المنشآت النووية الإيرانية وإمكانية تغيير النظام الراهن. وأوضح في مقابلة مع CNN أن المخططات العسكرية الأمريكية quot;قطعت شوطاً كبيراًquot; وأن quot;عناصر الاستخبارات والعمليات الخاصة الأمريكية تعبران إلى داخل إيران منذ أشهر. يبدو ان القادة فى طهران قد بنوا حساباتهم على اسقاط أى فرضية لضربة امريكية أو اسرائيلية لهم معتمدين على الموقف الداخلى الضعيف للرئيس بوش والورطة الأمريكية فى العراق ولكنهم لم يحسبوا ربما ان هناك تفكيرا فى واشنطن يربط بين نهو الورطة وضرب طهران. ولذا ربما لجأوا الى الاكذوبة الفضائية بافتراض صدق الرواية الروسية التى اصدقها!


د. عبدالعظيم محمود حنفى
خبير الدراسات الاستراتيجية
مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات القاهرة