ملاحظة: السفير الجيد هو ذاك الذي يكرس كل وقته لصالح سياسة وطنه. أما التأليف والمذكرات فبعد إنتهاء فترة وظيفته...

سأعتمد على الذاكرة بكتابة بعض ما جاء في كتاب حسن العلوي (عبد الكريم قاسم رؤية بعد العشرين) الذي أصدره بعد أن عرفنا اليوم أنه كان مجرد موقف آني لما جرى لإبن خالته. عدنان الحمداني بيد سيده إلى الأبد الطاغية صدام حسين.

هنالك مثل عراقي يقول (العادة اللي بالبدن ما يغيرها غير الجفن) أثبت الزمان صحته و خطأنا حين إعتقدنا عدم إنطباقه على حسن العلوي ونحن نقرأ له ما يشبه (طلب العفو. او رسالة الغفران) لما كان يؤمن بها من مباديء إكتشف زيفها بالممارسة والمعايشة.

لقد صدقناه لحد البكاء معه حين أشعرنا بندمه على مواقفه ضد الزعيم عبدالكريم قاسم. الذي أنهى دراسته بكتبه التي كانت والدة الشهيد تقرضها له للمذاكرة فيها..
وكم هي رومانسية تلك الفقرة التي وصف بها (العلوي) حالة (كيفية) اُم الزعيم، المضطربة. الخائفة أكثر من اُمه عليه لتأخر عودته من المدرسة ذات يوم بسبب غياب زميله الذي تعود إيصاله معه بواسطة دراجته. فإذا بالطيبة. اُم الزعيم الطيب تأخذه إلى أقرب محل لبيع الدراجات الهوائية لتُملكه واحدة منها..
ما سلف عينة من الحسنات التي إعترف بها السيد العلوي في كتابه المذكور أعلاه. عليه وعلى عائلته من قبل الشهيد عبدالكريم قاسم واُمه فما هو الشيء الذي قدمه حسن العلوي رداً للجميل.

فوفق إعترافه هو في نفس الكتاب. إنضم إلى الحزب الفاشي (البعث) وقام بدس منشوراته المغرضة ضد ثورة 14 تموز تحت وسادة الزعيم ب الغرفة التي كان يقضي القيلولة فيها عند أهله، مستغلاً وضعه عندهم كواحد من أفراد العائلة وبعد نجاح الموآمرة. عام 63. صار المسؤول الإعلامي للإنقلابيين. فكتب في ( مثقفه ) الأكاذيب والتلفيقات التي قال عنها في كتابه. لم تكن حقيقية بل للإساءة لسجل الزعيم الناصع. وذكر كيفية كتابته لموضوع سرقة (الزعيم) لأموال العراق. علماً بأنه (حسن العلوي) تأكد من حساب عبدالكريم قاسم في البنك فوجد لديه فقظ أقل من دينار ونصف الدينار!!


لم يخطئء من قال. عندما تسقط عن الرجل إنسانيته يصير بعثياً بل منافقاً بإمتياز حيث يتخرج منه متمكناً في إقناع خصومه بصدق توبته وخلاصه من الموبقات التي تربوا عليها في أدبياتهم السوقية..
وما براءة غالبية قادة حزب البعث وعلى رأسهم (أحمد حسن البكر) من مبادئهم بعد تمكن عبدالسلام عارف القضاء على سلطويتهم عام 64 وعودتهم عام 68 إلى الحكم إلا دليل (التمسكن لحين التمكن)..
السيد حسن العلوي بجوالته الماراثونية في القنوات العربية هذه الأيام، وكثرة أحادثيه المنسجمة مع أهدافها. كشف عن معدنه الوفي لتلك الحالة التي قابل بها الذين أغرقوه بالجمائل..

جملة قصيرة وعابرة قالها السيد علوي في لقائه الفضائي دلت على غايته من موضوع كتابه الجديد (عمر والتشيع) حين وصف نفوس الشيعة في العالم مثل جزيرة (قبرص ومن حولها البحار السني) أما بداخله فقد ضمر تكملة الجملة وهي و فيضها يؤدي إلى الغنى!!!

إدانة السيد حسن العلوي لعملية تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين ووصفها ب (بإعدام صدام السني وليس صدام الديكتاتور) كانت بادرة إعلانية ذكية للكتاب لجعله أكثر رواجاً بين السنة لعلهم يقفون على حقيقة ما ذهب اليه حسن العلوي بالوصف..
أماإنكار ممارسة صدام للطائفية فيدحضه أطلاقه إسم (عمر) على إبنه تزلفاً لسيده المذهبي. وهنالك عوائل شيعية كثيرة في العراق أطلقت أسماء الخلفاء. أبي بكر. عمر عثمان ( رض ) في زمن الطاغية ولكن نكاد أن لا نجد سنياً واحداً بإسم (رضا) او حتى (كاظم وجواد)..


لقد ولدت كما الكثير من الشيعة في بيت مقابل الشيخ الجليل (عبدالقادر الكَيلاني) (باب الشيخ) وكان الكثير منا يوزع صدقاته ونذوره لزوار ضريحه ونأكل (شوربة) متبرعيها من السنة فلم نشعر او نحس للحظة واحدة (بسنية) من يجاورنا إلا بعد مجيء حزب البعث إلى السلطة عام 1963...

إن كثرة ساعات ظهور السيد حسن العلوي من على شاشات الفضائيات هذه الأيام (وفي جميع الأوقات) وإدلائه بكلام صار ينافس به من يصب الزيت على نار الوضع العراقي ليزيده إشتعالاً. تثير علامات تعجب كبيرة عن الوقت المتبقي له لممارسة وظيفته كسفير العراق في سوريا..!!! هل سمعتم شيئاً منه عن إنجازات سفارته؟؟!!


حسن أسد