بداية وقبل الخوض في تفاصيل هذه المقارنة بين حسن العلوي الكاتب وعباس جيجان الشاعر اود ان اتساءل كما تساءل غيري عن هذا الحضور الاعلامي المفرط الذي حظي به الكاتب حسن العلوي؟! وعن هذه الدعاية المهولة له في اغلب وسائل الاعلام العربية؟! فلم يبق للرجل الا الظهور في قنوات روتانا والجزيرة الرياضية ليكون حسن العلوي قد اتم دورة كاملة على شاشات الفضائيات العربية! ثم لماذا لم ياخذ حسن العلوي صاحب كتاب ( الشيعة والدولة القومية ) هذا الظهور الاعلامي الذي اخذه حسن العلوي حينما ألّف كتاب (عمر والتشيع )؟!

وبعد هذه الاثارة المشروعة اعود الى ما جاء في العنوان اعلاه فاقول:

مع ان المقارنة مبدئيا بين الاثنين فيها اجحاف لحسن العلوي ذلك المؤلف الذي رشحت في مخيلته السياسية مؤلفات على طراز (اسوار الطين ـ العراق دولة المنظمة السرية ـ الشيعة والدولة القومية ) التي تتوفر فيها رؤية سياسية متوازنة سواء اكنا نتفق مع تلك الرؤية او نختلف معها، لكن الذي يجمع الشخصيتين في سلة واحدة هو ذلك الوحش الكاسر المختبئ في اعماق الاثنين والذي يتطلع للظهور بمجرد ان يجد فرصة للتعبيرعن ذاته، وفي كثير من الاحيان تعبر الشخصية البعثية عن نفسها حتى في حالة عدم توفر اجواء ضاغطة تجبر البعثي ان يشاهر في بما يمتلك من قناعات.

لقد هاجت في حسن العلوي روح البعث كما هاجت في عباس جيجان او مشعان الجبوري الذي اعتذر عبر قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس بُعيد اعدام صدام اعتذر عن كل مواقفه التي كانت ضد صدام حسين (هذا الرجل أنا اليوم أجد نفسي أعتذر من ذكراه إن تصرفت أو فعلت ما أوصله لهذا لأنه أثبت أنه رجل ) تاريخ الحلقة ـ 2/1/2007 ـ او كما هاجت في غيرهم من الشخصيات البعثية التي تركت العراق واعلنت التحاقها بصفوف المعارضة العراقية آنذاك.

هذه المواقف جاءت بايعاز من وحي النموذج البعثي داخل حسن العلوي وغيره خصوصا وان انتقال الرجل من السلطة الى المعارضة لم يكن بمحض ارادته بل كان ( مكرها اخوك لا بطل ) وذلك باعترافه شخصيا امام تركي الدخيل في برنامج اضاءات على قناة العربية والذي قدم بتاريخ ـ الجمعة 23ـ2ـ2007 ـ حينما سأله مقدم البرنامج ( صدام هو اللي دفعك لتكون معارضاً ولم تكن أنت معارضاً؟ ) اجابه العلوي قائلا: ( نعم صحيح... ). ان الرجل في هذا البرنامج وغيره اصبح يكيل المديح لصدام بطريقة غريبة، فانه بالاضافة الى ما تقدم جاء في نفس البرنامج وعلى لسان حسن العلوي مايلي:

(ـ صدام لا يميل للمشروب والمركوب.

ـ صدام ليس عميلا.

ـ تعاطفت وياه لأن صدام حسين... هذا رجل تهزني فيه المواقف..

ـ صدام لم يكن طائفيا فقد اعدم من السنة اكثر من الشيعة.

ـ صدام ذكي )

وبمناسبة ذكاء صدام اود هنا ان استذكر كلمة شهيرة لشوارسكوف قائد قوات التحالف في حرب الخليج الثانية والذي قال في احدى حواراته الصحفية: اذهلنا صدام باختياره الحلول الاكثر غباءا!

في خاتمة هذه الوقفة ليس بودي الا ان اضيف تساؤلا اخر الى جميع علامات الاستفهام التي تقدمت بـأن النوبة وصلت الى حسن العلوي الذي سبقه قبل ذلك كثيرون... فلمن ياترى تصل النوبة هذه المرة من بين صفوف البعثيين القدامى الذي جاهروا بمعارضة صدام حسين او حتى حزب البعث؟

دعونا ننتظر قليلا.. .فانهم بدأوا..... كاوراق الخريف واحدة تلو الاخرى.

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]