ما أنبل البكاء مع الشرفاء الذين يتعذبون من أجل وطنهم ومن أجل الحب والسلام ونشر الثقافة.
رجل في الستين من عمره طالما شاهدته عندما كنت أمر من امام مكتبته في شارع المتبنى.. أحرق قلوبنا ببكائه على ضحايا وخسائر جريمة تفجير شارع المتنبي ببغداد انه السيد نعيم الشطري صاحب فكرة بيع الكتب عن طريق المزاد في شارع المتنبي.
لقد عذبنا هذا العراقي المثخن بالجراح وهو يجهش بالبكاء امام كاميرات التلفزيون وأبكانا معه وأشعرنا بعار عجزنا وخرابنا وسفالة وخيانة الساسة العراقيين الذين وقفوا يتفرجون على مأساة تدمير احد صروح الثقافة العراقية.
بكى نعيم الشطري وسرعان ما كفف دموعه ونهض واخذ يصرخ بالشعر والنثر ويعلن تصديه للشر والارهاب بالامل والعمل... وكأنه يقول للعالم أجمع هيهات الانكسار والموت لروح العراق، قد نسقط ونصاب بالجروح، ولكن لن ننكسر ونفقد الامل والحياة، فقد كتب على أرض الرافدين ان تكون مثلما هي وطن الاحزان.. كذلك هي وطن الابداع والشمس وصنع الحياة.
ان نماذج انسانية من شاكلة نعيم الشطري وعذاباته على وطنه تجعلنا نكتشف المعدن الحقيقي للعراقيين الحقيقيين الشرفاء الذين يعيشون ألم وطنهم وأوجاعه لحظة بلحظة بكل اخلاص ونبل.
تحية لكل عراقي شريف يشعر بالألم والانتماء لوطنه.. والخزي والعار للاحزاب والساسة العراقيين.
خضير طاهر
التعليقات