زيارة خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الاوربية لدمشق بتكليف من قادة الاتحاد الاوربى ال27 لم تكن مفاجئة للمتتبعين للاتصالات السرية التى تمت بين دمشق وبين دول اوربية وعلى رأسها ايطاليا والمانيا التى وادت وفق نتائجها وبعجد توافق مع الأمريكيين فوفق تقدير الأوربيين ان الأوان قد حان لعقد صفقة مع النظام السورى الذى كان يحس بعزلة خانقة من جراء الموقف الأوربى الذى اجمع على مقاطعته منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريرى. والموقف الاوربى من الصفقة احتوى على وعود مقابل طلبات محددة من دمشق فى أن.
أما الوعود فكانت وعد أوربى بمساعدة سوريا على استرجاع هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967 والتى يعلم الأوربيون ا، النظام غير قادر على استعادتها بالحرب لاختلال موازين القوة العسكرية بينه وبين اسرائيل لصالح الأخيرة وعلى خلفية الرغبة المعلنة السورية فى عقد اتفاق سلام مع اسرائيل وعلى خلفية المحادثات والتفاهمات الاسرائيلية السورية فى سويسرا وغيرها على اساس عقد معاهدة سلام بين الجانبين يتم فيها تطبيع العلاقات بين الجانبين مقابل تنازلات مشتركة حيث تنسحب اسرائيل من الجولان المحتل مقابل السلام ومقابل تنازل سوريا عن بحيرة طبرية لصالح اسرائيل والجزرة الأوربية الثانية كانت وعود اوربية بالموافقة على قيام اللجنة الأوروبية لاشراك دمشق في اتفاقيات التعاون وهي المتبقية بعد اختتام عمل ذلك مع كل دولة متوسطية، كجزء من الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية التي بدأت في برشلونة في عام 1995 والتى كانت قد توقفت رغم أن اللجنة الأوروبية كانت قد أنهت مسودة دخول سوريا في اتفاقيات التعاون في كانون أول 2003، إلا أن الدول الأعضاء لم يوافقوا على الاتفاقية، فبعض الأعضاء الهامين مثل بريطانيا وألمانيا، قد عبروا عن قلقهم من كون بند حظر أسلحة الدمار الشامل قد ألغي تأثيره، وطلبوا من اللجنة الأوروبية، وهي الهيكل المسؤول عن التفاوض على الاتفاقيات الأوروبية، أن تعيد التفاوض مع السوريين على هذه القضية.كما إن عدداً من الدول الأعضاء أظهروا قلقهم- انذاك - من أن سياسة حظر نشر أسلحة الدمار الشامل الجديدة إذا لم يتم تطبيقها في أول مناسبة لذلك، وخصوصاً مع دولة مثل سوريا، فإن مصداقية المبادرة بأكملها ستكون في خطر.
خارج نطاق التفاوض على اتفاقيات التعاون فإن سوريا كانت- ولا تزال - تتلقى كذلك ضغطاً من بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل بريطانيا، التي تحاول تكرير النجاح الليبي هذه المرة مع سوريا. وتتركز الجهود حول إقناع السوريين بالانضمام إلى معاهدة الأسلحة الكيميائية (سي.دبليو.سي) لأنه ونظراً للمعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى وجود مخزون كبير من هذه الأسلحة لدى دمشق، فإن هذا النطاق هو الأكثر إثارة للقلق، يتنبأ الكثيرون بجهد ثلاثي متماثل بين الثلاثة الكبار (بريطانيا ـ ألمانيا ـ فرنسا) للتفاوض على صفقة مع دمشق.
وفى مقابل تلك الوعود السخية كانت الطلبات الأوربية محددة احترام كامل لسيادة لبنان وسلامة اراضيه وتمرير موضوع المحكمة ذات الطابع الدولى والتى اظهرت دمشق اثناء المحادثات السرية مع الأطراف الاوربية انهها ترفضها لأانها ستصل فى النهاية الى قلب الاسرة الحاكمة ومن هنا كان التلويح الأوربى بالموافقة على ان تستثنى اسرة الاسد من مقصلة المحكمة الدولية!وان تساهم سوريا كعنصر استقرار فى المسألة الفلسطينية وفى المسألة العراقية ويبدو ان حكام دمشق قد وافقوا من حيث المبدأ ولولا تيقن الأوربيين من ذلك الموقف لما تمت الزيارة أصلا. وهكذا بدأت خيوط الصفقة تتضح ويبدو أن الاطراف اللبنانية قد أخذت علما بها فلانت ىالمواقف ويبدو أن الايرانى اظهر توجسا فتتالت الزيارات بين البلدين لازالة أو الادق التخفيف من تلك الهواجس!
د. عبدالعظيم محمود حنفى
خبير الدراسات الاستراتيجية القاهرة ت 0109336549
التعليقات