رسالة من مواطن عربي!

السادة أصحاب الفخامة والسعادة والسمو:
لا نعرف بداية هل ستصلكم هذه الرسالة أم لا؟ وهل ستقرأونها أم لا؟ على كل حال ما سأكتبه لا يدخل ضمن باب الواجب، بل ضمن باب إقرار وقائع!
من البساطة بمكان لو نظرنا إلى حال المواطن العربي لوجدنا أن بداية القول:
المواطن العربي دمه ليس رخيصا، حياته ثمينة جدا لأنه ليس معرضا في كل لحظة إما للموت هدرا على يد نخب الإرهاب أو على يد أعداء آخرين، وليس معرضا في كل لحظة لكي يدخل السجن سواء لكونه صاحب رأي، أو من باب العبث. سجل سلطنا العربية مشرف في مجال حقوق الإنسان، وسجلها شفاف في مجال النزاهة في الحكم. حيث لا فساد أبدا ولا سرقة أموال الشعب، لا عمولات ولا صفقات مريبة. والأقليات عندنا تحسد نفسها أنها خلقت كأقليات في بقعتنا العربية. لأنها تحوز على كامل حقوقها، حيث لا تميز للمسلم عن المسيحي ولا للسني عن الشيعي، ولا للعربي عن الكردي. ولدينا انتخابات نزيهة وشفافة يحسدنا عليها العدو قبل الصديق. لدينا تداول سلطة ودساتير علمانية، لا يوجد ما يهدد مجتمعاتنا من تشرذم أو من حروب أهلية أو طائفية.
الاقتصاد العربي في أوج نموه، السلطات تتعامل بشفافية مع مصاريفها البروتوكولية. ليس لدينا مقنعين جاؤوا من أقبية مخابراتنا العربية لكي يهددوا بقطع الرؤوس بسيوف المجد والغار، مطلقا بل العكس هو ما لدينا حيث أقدمت المجموعات الإرهابية الألمانية على التهديد منذ أيام بقطع رأس أم عربية وابنها. هل رأيتم؟ الإرهاب عندهم لايخوض المعارك بشرف بل بغدر وأقنعة تخفي رمز سلطاتهم الإرهابية. فالإرهابي الذي يفجر نفسه ممن يخاف لكي يرتدي القناع؟ عندما يريد قطع رأس مراسلة تلفزيونية أو عندما يريد حز عنق أخته لأنه شك بها وبشرفها، وهذا الذي يرتدي القناع تراه ذليلا على عتبة ضابط استخبارات لديهم. القناع عندهم هو ليخفي دور المستشارة ميركل في تجنيد الأرهابيين الألمان. وبالمناسبة لديهم جند برلين وجند بروكسل، ونحن لدينا بعثات تبشر بروح السماح والتعايش الحر الكريم بين الشعوب.
السادة أصحاب الفخامة والسمو والسعادة:
شوارع مدنهم تعج بالمارة الذين يلهثون وراء رغيف الخبز بينما رجالات سلطهم يملكون أموالا لا تأكلها النيران. فكل ضابط مخابرات ألماني أو فرنسي مثلا لديه في قصره العشرات من الجنود يخدمون عائلته أو يشرفون على مزرعته. والاتحاد الأوروبي ليس مثل الجامعة العربية أبدا، فهو أسس لكي يقوم أصحاب القرار في بلدان الاتحاد لأوروبي بحماية سلط بعضهم بعضا من حرية الرأي والتعبير. فهم لايؤمنون مطلقا بتداول السلطة فكل حاكم أوروبي يرى نفسه منزلا واحدا وحيدا لم تنجب مثله إمرأة من قبل ولن تنجب: كل حاكم أوروبي ينظر إلى نفسه بأنه نسخة وحيدة خلقها الله ولن يكرر مثلها أبدا. لهذا هم لايؤمنون بتداول السلطة لأنها تتنافى مع خصوصيتهم الثقافية. كما أنهم يستخدمون معارضاتهم الأوروبية لكي يبتزوا بعضهم بعضا. فالرئيس الفرنسي يدعم المعارضة البريطانية حتى يحقق له رئيس الوزراء البريطاني ما يريد. ليس مثلنا نحن العرب، فالسلطة في سورية مثلا ترفض دعم المعارضة اللبنانية المسلحة في مواجهة الحكومة الشرعية. ونحن هنا الذين نعيش في الغرب كمستثمرين نقول لهؤلاء الغربيين تعلموا منا ومن سلطاتنا معنى الحرية والشفافية والنزاهة في الحكم. لهذا هم يطالبوننا بالتدخل من أجل الضغط على السلطات الأوروبية لكي تحترم سيادة القانون وشرعة حقوق الإنسان. فالمواطن الأوروبي يتمنى الهجرة إلى بلداننا لما فيها من حرية تعبير وكل شيء فيها نظيف، ويهرب خوفا على حياته من المقنعين الأوروبيين ومن المخابرات الأوروبية التي لازالت تعتقل أي مواطن أوروبي بلاحسيب ولا رقيب وفق قوانين الطوارئ عندهم. والأنكى من كل هذا أن السلطات الأوروبية تدعم الجاليات الأوروبية المهاجرة في بلداننا من أجل نشر ثقافتهم الإرهابية، حيث نسمح لهم ببناء الكنائس ودور الثقافة الأوروبية، بينما هم لايسمحون لنا ببناء المساجد ودور الثقافة الإسلامية. كما ينسى هذا المواطن الأوروبي أنه يعيش في بلداننا معزز مكرم يحميه القانون العربي ومع ذلك يهدد بتفجير مجتمعاتنا، ويحاول دوما أن ينشأ خلايا إرهابية مسيحية لتفجير المطارات العربية ومترو الانفاق العربي وأبراج التجارة العربية. إنه مواطن مقموع في وطنه وغريب في بلداننا، وكلما كان أكثر تشددا كلما استقبلته الدول الأوروبية. لماذا لاتقومون بسن سياسات هجرة جديدة وتعيدون المسيحيون المتشددون إلى ديارهم في أوروبا لكي نرى تشددهم عندما يصبحون أمام ضباط الاستخبارات في بلدانهم.
السادة أصحاب الفخامة والسعادة والسمو:
لن أطيل عليكم ولكن لماذا القمم العربية فأمورنا كلها على أحسن ما يرام؟

غسان المفلح

مواطن عربي