سؤال منطقي يجب مناقشته انطلاقا من معيار مصلحة الشعب العراقي اولا.. هل توجد مشاكل فعلية حقيقية بين الشيعة والسنة أم ان مشكلتهم الحقيقية مع الخطر الكردي الذي يهدد وجود الدولة العراقية ؟

ماموجود من مشاكل حاليا بين الشيعة والسنة هو أمر مفتعل من صنع المخابرات الايرانية والسورية التي تقوم بقتل ابناء العراق من الشيعة والسنة بواسطة أدوات عميلة من بقايا البعث والتكفيريين والميليشيات الشيعية والهدف معروف هو ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق العراق واشعال الحرب الاهلية بقصد عرقلة المشروع الامريكي، وكذلك تحقيق مركز نفوذ في لهما.

الشعب العراقي بمكوناته الشيعية والسنية لايوجد بينمها مشاكل حقيقية تبعث على الكراهية والحقد وتؤدي الى القتل والتهجير الطائفي، بل على العكس يوجد ما يوحدهما ويجمعهما وهو وحدة الدم العربي ورابطة القربى العشائرية التي هي أقوى من الفروق المذهبية.

لو فكر الشيعة العرب والسنة العرب قليلا بمصالح ومستقبل العراق لوجدوا ان العدو الحقيقي الذي يهدد وجود الدولة العراقية هم الاكراد الذين يخططون ليل نهار لتدمير وحدة العراق والاستيلاء على امواله واراضيه وتركه ممزقا تطحنه الصراعات والحرب الاهلية.

فالعقل السياسي العراقي العربي يجب عليه تحديد من هو العدو الأستراتيجي الداخلي الذي يهدد كيان الدولة و يريد أبتلاعها بشتى الطرق وسيجد ان هذا العدو هو الاكراد الذين أثبتوا طوال تاريخهم أنهم أعداء للعراق وحملوا السلاح ضده وخربوا اقتصاده وقتلوا آلاف الشباب من ابناء القوات المسلحة الباسلة وقاموا بأدخال الجيش الايراني ومساعدته على احتلال الاراضي العراقية.

فالاكراد ليس لديهم ولاء وانتماء للعراق وهم يصرحون علنا أنهم ليسوا شركاء في بناء البلد وانما ينتظرون الظرف المناسب للإنفصال عنه بعد ان يكونوا قد أستولوا على أمواله واراضيه في عملية قرصنة مافيوية تستغل ضعف العراق وانشغاله بمشاكله العويصة!

علينا نحن العرب الشيعة والسنة بأعتبارنا الاغلبية ان نستفيق من هذا الغباء القاتل ونتوقف عن ذبح بعضنا البعض، فالاكراد يشكلون عبئا ً اقتصاديا على ميزانية العراق فهم يأخذون حصة مقطوعة من واردات النفط قدرها 17 % تصل الى مبلغ 10 مليار دولار وليس مليون سنويا وهذا المبلغ الضخم يعادل ميزانية الاردن وسورية معا، والسؤال المشروع هو لماذا نعطيهم هذا المبلغ الكبير من اموال الشعب العراقي وهم ليس لديهم اخلاص وانتماء للعراق ولايستفاد منهم البلد في اي شيء حتى واردات جباية الضرائب الكمركية على الحدود التركية لاتستلمها خزينة الدولة ؟

فليس من الحكمة والذكاء التفرج على الاكراد وهم يخططون لتدمير وطننا وذبحه وسرقة ثرواته واراضيه ونحن نقابله بصمت أهل القبور من دون ان نتحرك للدفاع عن مصالح ومستقبل الشعب العراقي المهدد من عدو داخلي يتربص به كل يوم لذبحه!

ان الواجب الاخلاقي والوطني يدعونا نحن العرب الشيعة والسنة بوصفنا الأكثرية التي دافعت عن العراق بدمائها في كافة الحروب بينما كان الاكراد يطعنوننا بالظهر في عز الحرب، ونحن العرب من شييد وبنى المعامل والمصانع بينما الاكراد بعد سقوط صدام هجموا عليها وفككوها وسرقوها وباعوها الى ايران.

فعلى عرب العراق جميعا شيعة والسنة التوحد والتصدى بوجه العدو الكردي واتخاذ قرار تاريخي هام جدا وهو أعلان منح مدن.. السليمانية واربيل ودهوك حق الاستقلال لتكوين الدولة الكردية التي ليست لها علاقة بالعراق وقطع كافة اشكال الارتباط معها وإيقاف صرف مليارات الدولارات من ميزانية العراق لهم، وترحيل الاكراد من مدن.. كركوك والموصل وديالى وبقية المدن العراقية، وترك الاكراد وشأنهم فهم قومية لهم خصوصيتهم ونحن لانريدهم معنا.

خضير طاهر

[email protected]