في الواحد والعشرين من آذار كل سنة تنعقد المهرجانات الشعرية في عدد كبير من المدن خصوصا في باريس، احتفالا بالعيد العالمي للشعر. فالشعر كما صرح مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، في رسالته بهذه المناسبة، quot;يرسم معالم أشكال ممكنة من الحوار بين الثقافات وضروب التأريخ ومخزون الذاكرةquot;، ويضيف: quot;إن الحرص على تعزيز هذه الأشكال من التبادل والتناقل والحفاظ عليها لجدير بأن يكون الغاية التي يسعى هذا اليوم العالمي إلى بلوغها. وإني لأتمنى أن يتيح هذا اليوم المكرّس لخدمة تنوعنا الإبداعي إنعاش وتجديد قدرة كل فرد فينا على استيعاب التعددية الثقافية للعالمquot;. هناك فعلا شعراء، أوروبيون بالأخص، يكتبون ضمن هذا الخط الإنساني التفاؤلي... وهناك شعراء، خصوصا العرب الذين فرضتهم الظروف السياسية لشعوب المنطقة التعيسة، لاتهمهم من هذه المناسبة سوى الظهور والحصول على جوائز أكثر، وبالتالي فرض أنفسهم على قراء لغتهم وكأنهم سلطات معترف بها عالميا.... فها هو محمود درويش بعد أن لطش من معطف المسكين سعدي يوسف، جائزة القاهرة للإبداع الشعري، أستطاع بفضل أحد عشر درويشا من أتباع الختيار عرفات، أن يجعلوا من درويش هو نجم اليوم العالمي للشعر في اليونسكو وذلك باقامة سهرة (بكل ما تحمل الكلمة العربية من معان) له: لعرض بطولاته الشعرية عبر فيلم، وادعاءاته quot;الإنسانيةquot; التي يدبجها صحفيون فرنسيون جهلة لا يفقهون كلمة عربية واحدة، بنعوت، أقل ما يقال فيها أنها سرعان ما تتساقط من قراءة البيت الأول.... لكن، انتبهوا.. إن الأحد عشر درويشا أذكياء في التعتيم والخبث، بعضهم يسيطر على معهد العالم العربي في باريس، ولهم تعامل مباشر مع دبلوماسيين لهم دور سياسي في القضية الفلسطينية المرمية على المائدة الفرنسية المليئة بالخمر والخبز.. إن هؤلاء يعرفون كيف يلعبون اللعبة: فمثلا، وجدوا طريقة للتغطية على ألاعيبهم، رتبوا مع الوفد الدائم في اليونسكو لجمهورية مقدونيا (اليوغوسلافية السابقة)، حفل محمود درويش...
بعد أن فرض نفسه لعشرات السنين كشاعر مقاومة، ووظف نقادا وصحفيين لهذه المهمة ومنظمة فتح تدفع الرواتب، وبعد أن لم تعد المقاومة الفلسطينية مقاولة مربحة، طلع علينا بموضة جديدة بأنه quot;شاعر الحوارquot;!!!
الحوار مع من. نحن كعرب وهو بالأخص كفلسطيني، إذا اردنا الحوار فيجب أن يكون مع النقيض: الإسرائيليين. هل سمعتم يوما محمود درويش يدعو الى الحوار مع الإسرائيليين؟
هل نسيتم ما كتبه قبل عام في مقال يدعو فيه كل الأدباء العرب أن لا يتحاوروا مع الإسرائيليين... وأن يقاطعوا كل ما هو إسرائيلي..
هل رايتم درويش يعلن عن زيارة يقوم بها إلى إسرائيل للحوار مع الشعراء الإسرائيليين؟؟ رغم أنه يزور تل أبيب سرا كهارون الرشيد.
هل سمعتم رأيا ولو صغيرا لشاعر quot;الحوارquot; هذا، في ما دار من أحداث مأساوية بين الفلسطينيين، وما يدور في غزة؟
مسكين الفلسطيني: ما خلفه ليس سوى هراوات الإسرائيليين واحتلالهم البشع لأراضيه، وما أمامه سوى شعراء يريدونه جثة يقتاتون منها الشهرة والجاه.
التعليقات