يبدو أن أدونيس لايكف عن تأكيد ما قاله يوسف الخال فيه اول سبعينات القرن الماضي: quot;أدونيس لايأبى إلا على تزييف ماضيهquot;.. وماضي كل ثقافة وفكر. فها هو، فيمحاضرته بالمجلس الاعلى للثقافة يوم السبت تلخيصا لاربع محاضرات

أدونيس يناقض نفسه بنفسه
ألقاها بمكتبة الاسكندرية في الاسبوعين الماضيين ضمن برنامج (الباحث المقيم)، يعيد عبارات اصبحت مملة من تكرارها بأنه quot;يحترم حاجة الفرد الى الدين كتجربة شخصية ولكن quot;المشكلة تصبح حين يتحول الدين الى مؤسسة فيتحول (الدين) الى مجرد أداة عنفية وهذا ضد الدين وضد الانسانquot;. لكنه لم يستطع اخفاء مغازلته الديماغوجية مع الجمهور الحاضر.. وهو كحرباوي، بل ظنا منه، كباطني علوي (مع الاحترام لطائفة العلويين التي تعاني قبل كل شيء من أمثال النظام السوري وكتاب كأدونيس) بالأخص يعرف أنه جمهور مطعم بكل روائح الفاشية الدينية الإسلاموية. فهاهو يداعب هذا الجمهور بالعبارة التالية، ربما تمهيدا للقاءات في قناة الجزيرة: quot;ان المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي يمثل الاسلام اليوم أكثر مما يمثله محمد عبدهquot;! هل يمكن حقا لشاعر يدعي الحداثة وبالتالي يتضمن كل ادعاء من هذا النوع على نزعة إنسانية، يمكن له الدفاع عن داع لعمليات قتل الآخر والكراهية.. كان يمكن أن ينقذ تلاعبه السيء هذا بتقديم صغير مثلquot; quot;أنا أكره الإسلام.... quot; وعندها سنفهم أنه صوفي متمرد باطنييضمر في قولهأن القرضاوي المغلق التفكيرأقرب إلى الطابع الإجرامي للإسلام منرجل الدين المتفتحمحمد عبدة.
طبعا في نفس الوقت يأتي بعبارات لامعنى لها: quot;أصبح الدين عنصر ظلم وفي أحسن حالاته يصبح تسامحا وأنا ضد هذا التسامح... الانسان لا يحتاج الى التسامح بل يحتاج الى المساواة الكاملة.quot; تمعنوا في المعنى الباطني العلوي لعبارته quot;الإنسان لايحتاج إلى التسامح بل يحتاج إلى المساواةquot;!! إشارة مقصودة لموالاته لحزب الله، وأن الحرب التي قادها بأمر إيراني ضد إسرائيل هي حرب محقة وتطالب بالمساواة، فطز بفكرة التسامح؛ هذه الفكرة السامية التي تعبر عن حقيقة كل شاعر حقيقي.

اليكم عبارة أخرى ويا لضحالة تكرارها حتى من ألد أعدا مفهوم الفرد: quot;أحد معوقات الفكر العربي أنه يهمش الفرد فيصبح الانسان مجرد أداةquot;. وعبارة أخرى جد فكاهية: quot;النقل الة حاضرة بلا حضورquot;!! يبدو أدونيس وكأنه يقوم بمونتاج عربي سيء لأفكار يلطشها من هنا وهناك، لارابط فيها ولا مسؤولية اللفظ.

أو هذا التصريح الذي يلغي، قبل كل شيء،أدونيس نفسهمن ساحة الإبداع: quot;نحن العرب كطاقة ابداعية انقرضناquot;،أيحق لكل شاعريشعر بانه منقرض، أن يعمم شعوره على الجميع. وهذه العبارة التي تنطوي على نظرة تمييزية وعنصرية وكأن سنغافورة مثللبلد لا فكر فيه ورمز التفاهة:quot;سنغافورة أفضل من العرب من المحيط الى الخليجquot;. أما تصريحه quot;مليار و300 مليون مسلم لا يوجد فيهم مفكر واحدquot;، فهو قمة الانحطاط الخلقي المعبر عن حزازة نفسية وحسد من مفكرين حقيقيين مسلمين، يريد أدونيس بالغائهم، الحصول علة صفة مفكر. من هو أدونيس أمام محمد إقبال مثلا؟

أدونيس الذي يعرف كيف يداعب جمهورا فاشستيا بخلق جعجعة في فنجان فارغ، وهو متأكد أنه محصن من قبل علية مثقفي هذا الجمهور، القومجيين والداعين إلى القتل خصوصا في العراق، يصرح بكل شيء إلا بالجوهر، لم يستطع أن ينطق كلمة واحدة إزاء:
- النظام السوري
- النظام الإيراني
- عمليات الإرهاب التي أودت بالمجتمع العربي إلى أحط مستويات الحضيض.

كل واحد يمكن له رمي الكلام على عواهنه، والتمظهر بأنه راديكالي وحكيم حكمة أدونيس التي اكتشفت أنquot;النظر الى الدين على أنه لا يرقى الى مستوى الحرية ظلم للاسلام وللدين بشكل عامquot;، حكمة يرددها حتى رجال الشرطة المصرية ليل نهار...لكن علينا أولا، كما يقول نيتشه، أن نعرف من هو المتكلم؟