سبعة ملايين مكالمة هاتفية أنطلقت من العراق الى بيروت لغرض التصويت لبنت الرافدين شذى حسون التي أحرزت لقب استار اكاديمي بفضل هذه الاصوات... سبعة ملايين مكالمة طارت من سماء العراق المثخن بالجراح والفقر والجوع والمفخخات والموت.



ماذا يعني هذا اجتماعيا وحضاريا وسياسا؟


يعني ببساطة ان الشعب العراقي عبر عن غضبه واحتجاجه ورفضه للاحزاب الاسلامية ولسلطة رجال الدين في العراق وأراد أرسال رسالة قوية يعرب فيها عن سخطه ويوجه صفعة الى العقول الظلامية المتخلفة التي أجتاحت حياة العراقيين بهمجيتها!


لايمكن ان تطمس روح الشعوب.. فروح اي شعب هي قدر أزلي لافكاك منه، والشعب العراقي لم يكن في يوم من الايام شعبا متدينيا بهذا الشكل المتطرف القبيح الذي نشاهده.. لقد كان العراقي من أكثر شعوب المنطقة علمانية وانفتاحا وحبا للفن والسينما والمسرح والرياضة والدعابة والمرح.



والعراقي من أشد الناس قساوة في نقد رجال الدين والمتدينين المتطرفين، واليوم يشهد المجتمع العراقي تنامي حركة وعي نقدي عقلاني للاحزاب الدينية ورجال الدين وممارساتهم المتخلفة الاجرامية.



وكان من حسن حظ العراق ان تستلم الاحزاب الدينية السلطة كي تنكشف مبكراً حقيقتها الظلامية وجرائمها في اللصوصية والعمالة والقتل... ويطلع ابناء الشعب على وجهها القبيح ويحدد موقفه منها وينبذها ويعزلها تماما تمهيدا لقبرها في مزبلة الخزي والعار.



لقد أنتهى زمن الاحزاب الاسلامية ورجال الدين في العراق الى غير رجعة وسوف لن يشهد تاريخ مرة اخرى صعود اي حزب ديني مطلقا، وسيكون العراق مقبرة عميقة لكل حزب اسلامي ورجل ديني يسعى الى الزعامة، ومن يعرف طبيعة الشخصية العراقية يدرك مقدار الغضب والرفض الذي يجيش في صدور غالبية العراقيين ضد القوى الاسلامية الظلامية وسوف لن نستغرب اذا ما شاهدنا في يوم ما اندلاع ثورة عارمة من قبل شرفاء العراق ضد الاحزاب الاسلامية ورجال الدين وسيكون منظرا طبيعيا حينما نرى مقرات هذه الاحزاب تحطمها الجماهير الواعية وتسحل في الشوارع اصحاب العمائم السوداء والبيضاء واللحى.

خضير طاهر
[email protected]