لايمكن للكاتب ان يتطور وينتشر من دون تمتعه بالحرية في الجريدة التي يكتب فيها، وتكون علاقته طيبة مع محرر الصفحة التي ينشر فيها كتاباته.

وبما أنني أكتب مجانا ً من دون مقابل مالي في إيلاف.. فأن كلمات المديح والأطراء بحق ايلاف وكادرها التي تنطلق مني هي بلا شك كلمات نابعة بصدق ومحبة نحو العزيزة ايلاف التي لها فضل كبير في تطوري وتقديمي للقاريء العربي.

في هذا الاسبوع برز دور العلاقة الطيبة ما بين المحرر مسؤول الصفحة وما بين الكاتب، فقد سافر الصديق نائب مدير التحرير ومسؤول صفحة أصداء عبد الرحمن الماجدي الى زيورخ لغرض تغطية مؤتمر الاقليات هناك، وقد أرسلت اثناء غيابه ثلاث مقالات تباعاً ولم تنشر بسبب غيابه عن الجريدة.

تعرفت على الصديق عبد الرحمن الماجدي اثناء ما كنا نعيش في سورية قبل اكثر من 12 سنة وهو اضافة الى كونه شاعرا وصحافيا كذلك خريج فرع الادب الروسي، والماجدي كان بالنسبة لي أجمل مفاجأة في مايخص ايمانه بالديمقراطية كمفهوم وممارسة رغم انه مسلم مستقل سياسياً!

والصديق الماجدي هو أكثر انسان أشعر بوجود انسجام فكري معه لدرجة عندما دار في أحد الايام حديث عرضي بيني وبينه - وليس طلبا من قبله أو من قبلي - حول امكانية كتابتي مقالات حسب شروط زاوية الكتاب في ايلاف لنشرها هناك، رفضت على الفور، فلو كان اخي الحقيقي هو المسؤول عن صفحة أصداء لما شعرت بالانسجام معه مثلما أشعر الان مع الماجدي.

وبما أن كتاباتي غالبا ماتحصد أعلى نسبة من القراء الذين يدخلون لقراءتها بحسب مؤشر إيلاف الموجود في أسفل الصفحة.. فأن علاقتي مع الماجدي بعيدة عن موضوع المجاملة والانحياز من قبله لصداقتنا فليس كل ما أرسله ينشر بل احيانا لاينشر بعض المقالات واجد معه حق.

فتحية الى إيلاف التي كسرت الجمود وصورة الصحافة العربية التقليدية وكانت السباقة في الارتقاء الى مستوى قيم الحضارة والعولمة في نشر الوعي النقدي والمعرفة والمتعة.

خضير طاهر

[email protected]