طبعا ولاشك، بأني أعاني من فراغ، حقيقي لفضائياتنا السابحة في الفضاء، في مقاطعتها الازلية للفكر والثقافة وادراة حوارات مع المثقفين يديرها صحفيون أكفاء يفهمون معنى كلمة ثقافة.فمقاطعة الادباء والمفكرين والعلماء،سمة من سمات ومعالم فضائياتنا،ولو حدث العكس لعرفنا..أن هناك قانونا جديدا حدث في الكون،أدى الى تقلب فضائياتنا وزحفها نحو الفكر، وذلك لن يحدث الان.لذا عزلت نفسي -وتلك حقيقة- في أضاعة وقتي،لمتابعةفضائيات النزاع والخصام والهوى والميول ودس السم في العسل،ألا انني أنتظرفي أحيان كثيرة برامج تختص بلقاء المفكر العراقي حسن العلوي لما في تلك اللقاءات من متع فكرية وفائدة عميقة وتجدد في الاراء وتطور في الفكر.وبما انني قارئة نهمة لكتب حسن العلوي، أيام كنت أتدوال كتبه سرا.وكنت أحصل عليها،في ظل خطورة الوضع...ومنع الكتب، الاان تدوال الكتب الممنوعة في شارع المتنبي،كان تقليدا جميلا اعتدت عليه،وكانت الكتب تصل الي رغم العيون المتلصصة في الليل والنهار.
..........

ماأراه وماأقرأه على مواقع الانترنت هذه الايام لم يثر عجبي.فقتل المفكرين في حياتهم كانت قصة عالمية، وصارت قصة عربية.وبما انني عراقية اعرف شوارع الفكر العراقي واهله.ساتحدث عن ظاهرة قتل المفكرين العراقيين والمجددين.ظاهرة قتل المفكرين في حياتهم ثم البدء باللطم والنواح بعد مماتهم،فما أن يخالف المفكر رأي المجتمع حتى يرجم،اذا كان فكره لاينسجم وفكر الجماعة.وتلك سنة دأب عليها الفكر العراقي، قديما وحديثا،فما أن أعلن السياب ثورته الشعرية، وبدا بكتابة شعر التفعلية،رجم السياب وعاش فقيرا ومات غريبا، وبدات بعدها حكاية اللطم والنواح والاحساس بالذنب وتم رفع تمثال السياب.وحينما خالف علي الوردي في كتبه النهج والفكر والرويا المعاصرة.تم رجمه وتهديده وحرق كتبه وعزله.والان كلما يذكر علي الوردي تطل براسها حالة التفاخر التي تقول،قد كان بين ظهرانينا مفكر اسمه علي الوردي.والان جاء دور الكاتب حسن العلوي ليبدأوا برجمه،هذا الكاتب الذي يحرث في أرض حساسة وخطرة، ويناقش قضايا تاريخية من الصعب فيها ارضاء الاطراف التي لاترضى أصلا،علينا مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل، أما كيل التهم جزافا فتلك لعمري احدى امراضنا التي بات من الصعوبة، الشفاء منها. علينا أن نتريث ونهدأ، ونقرأ النوايا قد نرى نبل مهمة كبيرة، قدنرى وقف نزيف الدم الجاري عن طريق الفكر،قدنرى روية معاصرة تخرجنا من الماضي الذي يسكننا لنعيش الحاضر بدون الم الماضي،لنقرأ المهمة الفكرية ونناقشها على الضوء الابيض، الذي يخرج من داخلنا لاعلى الرؤية المسبقة والنية الحالكة السواد،هذه التهم لورميت بوجه أي مفكر غربي،لتم مقاضاة المتهمين ومحاسبتهم امام محكمة فكرية،الاان المفكر العراقي لاحقوق مادية ومعنوية ولاقانون يحميه.

...........
لن أتعجب، لن أستغرب،لكني أتساءل متى سنتغير،ليتغير مع تغير الفكر وجه العراق،متى سنقبل بفكر مغاير،وأن كان يمس جذورا زرعت من الطفولة، يصعب على المرء التخلي عنها.في البدء كانت الكلمة وأنا أقول...في البدء كان الحوار، لست بصدد مناقشة كتاب لم أقراه لكني بصدد مناقشة الافكار.وطريقة الرجم التاريخية، وانا بصدد مناقشة الالغاء الازلي للمفكرين،الكتاب الذين لم يفهموا، المغزى العميق لتلك القديمة الحديثة،للامام علي حينما...بعث بأحد اصحابه الى مصر..وقال له (ستج هناك أماأخ لك في الدين او نضير لك في الخلق)فهل نظيري في الخلق سيكون بالضرورة يحمل نفس فكري!

زهراء حسن

[email protected]
كاتبة عراقية