بعنوان quot;حول التعديلات الدستورية.. إلغاء المادة الثانية من الدستور خط أحمرquot;، quot;بقلم عصام دربالة، المنشور بموقع الجماعة الإسلامية بمصر جاء التالي:
1. هل تصدق أنه في الوقت الذي تنتظر أغلبية الشعب المصري تفعيًلا لتطبيق الشريعة الإسلامية وفقاً للمادة الثانية من الدستور هناك من يطالب بإلغائها؟
2. وهل تصدق أن أحد كبار فقهاء الدستور المصري دعا إلي إلغاء المادة الثانية من الدستور كي يستريح إخواننا الأقباط؟
3. وهل سمعت بمايكل منير ndash; أحد متطرفي أقباط المهجر ndash; الذي رفض حضور المؤتمر الذي يزمع المجلس القومي لحقوق الإنسان عقدة حول قضية المواطنة والتعديلات الدستورية إلا إذا تم الاتفاق علي إلغاء المادة الثانية.
هذه عينة بسيطة من أصحاب هذه الدعوة تكشف عن بعض الاتجاهات المتربصة بهوية الأمة.
المفارقات الخاطئة في ما كتب هذا المتطرف الإسلامي تجعلني أناقش ما كتب لكي يعرف المواطن المصري أين الحقيقة فيما ذكره كاتب المقال علي لسان أقباط المهجر أو المصريين الذين تركوا الوطن رغما عنهم بحثا عن مكان أخر يشعرون فيه بآدميتهم وحقوقهم المهدرة في وطنهم الأصلي مصر.
عندما يقول أن غالبية الشعب المصري تنتظر تفعيًلا لتطبيق المادة الثانية من الدستور نجد من يطالب بإلغائها من الدستور. في الواقع أن سبب المطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور سببه المباشر هو معاناة الشعب المصري القبطي اصل مصر من تعسف إحكام الشريعة ضد الأخر. أدعي زورا كاتب المقال أنه لولا سماحة الإسلام لما بقي النصارى في مصر. و الواقع يقول أنه لولا أن الأقباط شعب مسالم عقيدتهم أساسها عدم رد الإساءة بالإساءة لم استطاعوا أن يتحملوا ظلم المستعمر العربي طيلة هذه القرون. ولولا أن غالبية المسلمين المصريين مسالمين لأنهم كانوا في الأساس أقباط أرغموا علي اعتناق الإسلام لولا هذه الحقيقة لما وجد اليوم هذا الكم من المسلمين المعتدلين الذين يحتكمون للعقل و محبة الأخر علي الرغم من فقدها في العقيدة الإسلامية. أذن ماذا حدث لكي يطالب الأقباط حذف المادة الثانية من الدستور و التي تعطي الشرعية للمتطرفين من أمثال كاتب المقال في المغلاة في تضييق الخناق علي الأقباط وإرغامهم أما علي الإسلام بسبب الحاجة الاقتصادية أو خطف الإناث القاصرات. أو إرغامهم علي الخنوع و كتم أصواتهم لعدم المطالبة بحقوقهم أو إرغامهم علي ترك وطنهم و الهجرة خارج مصر. والمادة الثانية من الدستور فتحت الباب علي مصراعيه للمتطرفين من أمثال كاتب المقال و المنتشرين في كل أجهزة الدولة علي اتخاذ أكثرية القرارات و الأحكام تعسفا ضد الأقباط أو تجاهل حقوقهم القانونية عملا بمبادئ الشريعة الإسلامية التي تعامل غير المسلمين علي أنهم أقل ودونا عن المسلم. الشريعة الاسلامية تقول أن الاسلام هو الدين الافضل ويعلوا جميع الاديان وبالتالي من يعتنق الاسلام من مواطنين مصر يحسبون أفضل و أعلي من بقية المواطنين الغير مسلمين. وهذا في حد ذاته غير مقبول في دولة تدعو إلي العدل بين مواطنيها.


إلغاء المادة الثانية من الدستور لن تكون سببا في راحة الأقباط كما يتخيل عقل الكاتب بل هي خطوة نحو إرساء حقوق المواطنة و العدل بين جميع المواطنين. هي خطوة تقر بان من حق غير المسلم أن يعامل معاملة المسلم ولا أفضلية بينهم في أي شيء من حقوق المواطن لايعطي المسلم افضلية ولا يعطي المسيحي حق أكثر من المسلم.


ودليلي علي جهل و تعصب كاتب المقال ما جاء علي لسانة وقال فيهquot;ولماذا لا تتنازل هذه الأقلية المتطرفة عن رأيها بدلاً من مطالبة الأغلبية بالتنازل عن حقها في تفعيل شرعيتها؟ وأي حرية تلك التي تسمح بالعصف بحرية الأغلبية رعاية لحرية الأقلية المتطرفة؟quot;
التنازل علي الرأي شيء و التنازل عن حقي كمواطن شيء أخر. فالموضوع ليس أن يتنازل شخص عن أن يترك للأغلبية أن تقهره وتحتقره و تعامله معاملة مواطن من الدرجة السفلي في سبيل أن يتمتع الأقلية المتطرفة ذات الصوت العالي والإرهاب من الأغلبية الصامتة بحقوق تضمن لها الاستمرارية في النهب والسرقة وتعمد سرقة حقوق الأخر بزعم أن الشريعة لا تعطي لغير المسلم حقا مثل المسلم.
اما كونه وصف مايكل منير بأنه متطرف قبطي فهذا حتما دليل علي أن كاتب المقال يتعاطى شيئا يسمي الغباء الفكري الذي يجعله يتخيل أن هناك أقباط متطرفين. لقد كذب الكاتب وعن عمد وإصر في كذبة عندما قال أن المتطرفين الأقباط يطالبون بإقامة الدولة القبطية بل يطالبون بالتدخل الأجنبي في مصر. هذا كذب واضح تماما. وكم كنت أود أن يسرد لنا هذا الكاتب ما هو تعريف القبطي الإرهابي ؟


ووواصل هذا الكاتب خرافاته قائلا quot; أما الواقع فالنظر إلية يبين أن الأقباط ظلوا ولا زالوا متمتعين بخصوصياتهم الدينية وحريتهم العقيدية بشكل لا تتمتع به أي أقلية أو جالية إسلامية في أي بلد أوربي، وأمريكا عصفًا بحقوق المسلمين؟
هذا الكاتب يقول كذبا أن المسلمين لا يتمتعون بخصوصية دينهم وحرية عقيدتهم في الدول الأوربية و أمريكا ؟
علي الرغم من أن المسلمين ليسوا سكان أوروبا الأصليين ولا أمريكا ألا أن هذه الدول تعطيهم من المميزات ما لا يتمتع به الأقلية القبطية في وطنهم وهم السكان الأصليين. يبني المسلمين المساجد في أي مكان بل تخصص لهم البلديات الأرض مجانا وبدون أي رسوم في أفضل مواقع في المدن بل منعت تلك الدول اتخاذ أي شعارات دينية تدل علي أي عقيدة علي الرغم من أن العقيدة العظمي في أوروبا هي المسيحية ألا أنهم منعوا مظاهر الاحتفالات الدينية حفاظا علي شعور أقلية قليلة جدا لا تمت لأصل تلك الدول. أزالوا الصلبان من المستشفيات و المدارس التي بناها المسيحيين أصحاب البلد من جميع الغرف و الفصول لمجرد وجود مريض واحد أو تلميذ واحد في المستشفي أو المدرسة. أعطوا للمسلمين الحق في الصلاة في حجرات تخصص لهم وعندما يتطاول المسلمين و يغالون في طلباتهم بالصلاة في الكنائس الصغيرة المخصصة في تلك ألاماكن للصلاة قاموا بإزالة الكراسي و حجبوا كل ما يدل علي المسيحية في تلك الكنائس الصغيرة من أجل راحة الأقلية المسلمة و التي لا تمثل نصف في ألمائه في بعض الأحيان.


لو وجد طالب جامعي مسلم واحد او واحدة يوفرون لها او له كل شيء حلال علي الطريقة الإسلامية في كافتيريا الجامعة ؟ شركات الطيران دون استثناء ومعظمها مملوك للغرب تقدم وجبات خاصة للمسلمين حتى ولو لم يطلبوا مقدما. ولكن إذا طلب راكب اكل خاص يحضرون إليه وجبه حلال. بل ترك الغرب المتطرفين من أمثال الكاتب يحاضرون ويكذبون ملئ الفم يبشرون بالإسلام كدين السلام الذي يؤمن بعيسي وموسي ومريم ونحن جميعا كأقباط نعرف جيدا مدي أسلوب التقية المتبع في كل وسائل الأعلام الغربية ونستمع إلي تلك الأكاذيب ونحن نتعجب من كيف يسمح لمثل هذا التدليس أن يذاع مدعوما بأموال دافعي الضرائب من الأغلبية. بل يخصصون لهم مجانا محطات التلفزيون لكي يروجوا أفكارهم في حين يمنعوها عن الأغلبية. هذا ما تقدمة الأغلبية المسلمة للأقباط في وطنهم و علي أرضهم ؟ بل انتم تسبوننا يوميا في كل وسائل الأعلام المملوكة للدولة و لا تعطونا الفرصة للرد علي افترائكم وتعديكم المشين علينا وعلي عقيدتنا من المتطرفين من أمثالكم.

وأخيرا : من قال لك إن المسيحية لا يوجد بها شريعة ؟ من قال إن المسيحيين الأقباط يرضون بالشريعة الإسلامية من أساسة لأنه لا يوجد لديهم شريعة ؟ لا تتخيل أن من يقول لا للمادة الثانية متطرف في مطلبه لا تعتقد خطأ أن الأغلبية من الأقباط باستثناء الاثنان المشهورين من المفكرين الأقباط مرتزقة الأعلام و الحكومة يقبلون الشريعة الإسلامية. أن كنت تحب شريعتك هكذا طبقها علي نفسك و لا ترغم الآخرين علي أتباعها. ولكن قبل آن تطبقها يا تري أي مذهب من مذاهب الإسلام ستطبق ؟
هناك فرق شاسع بين حضارة أمتك التي تطالب بإرسائها أكثر وأكثر لكي تزيدكم رجعية و تخلف وبين حضارة الدول العلمانية التي تطلقون عليها دول الكفر.

شريف منصور
* ناشط مصري يقيم في كندا