من الأخطاء القاتلة بالنسبة إلى السياسي هي أن يلزم نفسه بتعهد لا يضمن تحقيقه. هذا ما فعله السيد حسن نصرالله بخبرته السياسية المتواضعة. حسن نصرالله خطيب مفوّه، نعم؛ وخطيب فصيح، نعم؛ ودبلوماسي ناعم، نعم؛ أما أنه سياسي محنك، فلا! في خطبته التي استهل بها الإعتصام الحالي وعد جماهيره بالنصر وأكد على صدقية وعوده متمثلاً quot; بوعده الصادق quot; في تجاوز الخط الأزرق والقضاء على طاقم ملاّلة إسرائيلية وأسر اثنين من جنودها متحججاً بتحرير سمير القنطار.
اليوم وبعد خمسة شهور من الاعتصام الذي لم ينجح إلا في ترحيل الحركة التجارية من وسط بيروت والتسبب بإغلاق متاجر كثيرة ومتنوعة وضم موظفيها إلى جيش البطالة، اليوم يقع نصرالله في حيص بيص وهو لا يدري كيف له أن يتبرأ من وعده الصادق. ولأن رأسمال حزب الله يتمثل بالمال الإيراني بالإضافة إلى نصرالله فإنه من الصعوبة بمكان أن يعلن نصرالله على الناس نقداً ذاتياً ويعترف بلاصدقية وعوده وهو الولي الفقيه ذو العصمة الإلهية!!
في مواجهة مثل هذا الفشل الفاضح يجرب نصرالله من خلال زبونه نبيه بري أن يتحاشى السقوط في الفشل والذي لن يغتفر عند الملاّ الخامئني مقدس السرّ. أن يفشل وعد نصرالله دونه خرق القتاد، تلك هي القاعدة عند الأحزاب الدينية والفاشية. مثل هذه الأحزاب تسقط بانتقاد الزعيم فكيف به يعلن نقداً ذاتياً؟!
أخشى ما يخشى هو أن يسمح زعماء 14 آذار لحسن نصرالله أن يتحاشى الفشل الفاضح من خلال مناورات نبيه بري المفضوحة. لئن سمحوا بذلك فلن يكون أمامهم سوى الفشل الذريع لثورتهم ولهم بشخوصهم. حزب الله كما يعلم الجميع وكما يقرّ زعماؤه دون أدنى إبهام أنه جيب إيراني في الجنوب اللبناني المحاذي لإسرائيل يبتنيه ملالي إيران لاستخدامة كورقة تفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية. هذا الجيب بكوادره الحسينية المتدينة وبترسانته الضخمة من الأسلحة وبأمواله الهائلة غير النظيفة إنما يشكل دمّلاً قائحاً في الجسم اللبناني لا بدّ من فريه عاجلاً أم آجلاً.
اليوم، اليوم وليس غداً هو أنسب الأوقات لفري دمل حزب الله وتطهير لبنان من كل القيوح الخبيثة. كل من يفاوض نبيه بري لإيجاد مخرج اللاغالب ولامغلوب إنما يتنازل بذلك عن كرامة الشعب اللبناني بالإضافة إلى الحرية والسيادة والاستقلال. وليعلم هؤلاء أنهم بذلك أيضاً يشجعون ضلالة بعض الأخوة الشيعة. على هؤلاء الأخوة الشيعة أن يعلموا أن الزائف المزيف لا يجب أن يرث الأصيل، وعليه لا يحق لنبيه بري وحسن نصرالله أن يرثا إمام الأمة موسى الصدر. الجوعى الذين شبعوا من المال الإيراني والسوري لا يعترف بهم موسى الصدر. ما زال المحرومون وراء صبحي الطفيلي وليس وراء بري ونصرالله.
عبد الغني مصطفى
التعليقات