من يصدق إنهم يقومون بفعلتهم الشنيعة هذه؟، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، إنهم مجموعة من الرجال قاموا برجم فتاة عراقية بالحجارة حتى الموت، إنها لجريمة كبرى لا تغتفر.


هذه الجريمة البشعة، التي يجب أن لا تمر من دون معاقبة مرتكبيها من الجهلة والرعاع أشد العقوبات، لأنها جريمة ضد حقوق الإنسان والحريات والمرأة، إنها حقا جريمة ضد الإنسانية.


هكذا وصل بنا الحال في العراق اليوم، وكأننا نعيش في غابر الأزمان، حيث لا تستطيع المرأة العراقية حتى الحصول على جواز السفر إلا بموافقة ولي أمرها!، وعليها أن ترتدي الحجاب قسرا وبالقوة، وأن تقتل بطريقة الرجم بالحجارة حتى الموت، مثلما حصل للفتاة العراقية ( دعاء ) في السابع من نيسان عام 2007 في منطقة بحزاني.


ولكن للأسف الشديد، بعد كل جريمة ضد النساء في العراق، لا نسمع سوى بعض الأصوات المنددة والمستنكرة الخافتة، والتي تسكت بحدود دائرة الحدث وزمانه، علما إننا بحاجة الى أصوات شجاعة، تعطي المرأة حقوقها المشروعة المتساوية مع الرجل في المجتمع والحياة.


لأن حصول المرأة العراقية على نسبة معينة في مجلس النواب والوزارات وباقي المؤسسات، لا تعني مساواتها وتحررها، بل يتطلب أن يكون لها حضورا فاعلا ومتميزا في المجتمع، وليس من خلال المحاصصة والحضور الشكلي لها في بعض مفاصل الحكومة والدولة.


ما قيمة وأهمية وجودها في بعض مؤسسات الدولة ومنهن النائبة والوزيرة، وهي التي لا تستطيع الحصول على وثيقة جواز السفر لوحدها، وترمى بالحجارة حتى الموت؟، إنها لكارثة حقيقية تحصل في عراق الحضارات والثقافات والعلوم والإبداع.


ومن البديهي فأن لا حرية ولا تحرر لأي مجتمع، مادامت المرأة فيه لم تحصل على حقوقها كاملة، ولا حرية للرجل من دون حرية المرأة.

حمزة الشمخي
[email protected]