انتهت بدون خير مسرحية الشر التي تمثل انتخابات صورية مزيفة من بدايتها إلى نهايتها ومن مقدماتها إلى نتائجها، مهزلة تجري فصولها بدون مسؤولية وباستهتار كامل لإرادة الشعب وغياب مطلق عن المشاركة من قبل المعارضة السورية،انعكس ذلك على نسبة المنتنخبين التي لايعرف قيمتها سوى أجهزة النظام نفسه المختصة بالتزوير والتحوير وإبراز النتيجة على نغمة النظام وخطابه الحجري...خطاب المقاومة والتحرير.. مسرحية تجري بنفس الطريقة الأسدية الفولكلورية لعقود، ودائما ً وابدا ً نهايتها واحدة وهي تثبيت الفردية والوصاية على الشعب وتغييبه،واستمرار النظر إلى مصالح الشعب السوري عبر quot;ماسكة quot; يصر النظام على تعصيب عينيه بها لكي لايرى بشاعة الواقع المنهار الذي أوصل سورية إليه من جهة، وعدم تحسس النظام لخطورة الظروف الداخلية والخارجية التي تعصف بسورية من جهة ثانية.

والغريب أن المسرحية تجري بنفس نمط اللاعبين الذين يدربهم وينتجهم النظام باستمرار وثبات مع تغيير هائل شهده العالم وتشهده المنطقة العربية بشكل دراماتيكي سريع، وأيضا ً يستمر بتكرار مهين على فرض رموز لاتمثل حتى أدنى رغبات الشعب وغير قادرة على قيادة نفسها فكيف بها أن تقود مجتمع ودولة في هذه الظروف الإقليمية والدولية التي تتطلب قادة ورجال حكم من نوع آخر، والأغرب من ذلك كله هو هذا الإستهتار لإرادة الشعب والكذب عليه وإظهار نجاح العملية بدون ولو تعثر أو فشل مرة واحدة لعشرات السنين، ولاندري كيف يفهم النظام الفردي هذا النجاح المستمر في إنتاج لاعبين جدد مع إخفاق جديد وفساد جديد وفشل جديد واستمرار تدني حياة الشعب بكافة أشكالها، أهي الفردية ورغبة الحفاظ على مصالح فئة صغيرة فاسدة ومفسدة على حساب حرية وكرامة شعب بأكمله، أم هي الأجندة الشريرة أيا ً كانت مصادرها التي أنتجت النظام ولازالت تعطيه الضوء الأخضر باستمرار لتغييب الشعب وحصار الحرية والديموقراطية ووقف الحراك السياسي بمافيه وقف عجلة تطوره وحصره في حالة من الشلل التام ضمن ظروف طاغية باغية تستدعي مصالح سورية أن يكون للشعب دور مباشر يؤديه؟!.

النظام السوري قد يكون بقايا متبقيات مرحلة خطيرة في حياة سورية والمنطقة، مارس فيها أخطر الأدوار في سورية ولبنان وفلسطين واليوم في العراق وعلى مستوى الساحة العربية، يرافقه فاعلا ً حينا ً ومبررا ً حينا ً وصامتا ً مصفقا ً في أكثر الأحيان مجالس شعب أفرزتها دوائر وأجهزة أمن النظام لتكون الواجهة السياسية لكل أفعاله ولإعطاؤه ليس الشرعية فهي آخر اهتماماته وإنما الإستمرارية في تكبير وقيادة حالة التزييف وتنفيذ دوره الخطير بإيصال الشعب السوري إلى ماهو عليه الآن، أي حالة الإنهاك الكامل الذي كانت النتيجة الوحيدة التي حققتها سياسة القمع والترهيب والسجون والتجويع وفقدان الكرامة باختصار إلى حالة كسر الإرادة الوطنية وهي أخطر منجزات النظام السوري ومعه مجالس فساده التي لم تضف جديدا ً مفيدا ً إلى حياة الشعب السوري لأربعين عاما ً خلت، بل ساهمت بشكل كامل بظلمه وظلامه واستعصاءاته.

والعجيب أن رزم مجالس العيب التي عينها النظام لم تقل كلمة واحدة في زلازل النظام السياسية والوطنية والإنسانية التي شهدتها سورية وكل الجرائم التي ارتكبها في الداخل والخارج وكلها دموية غاية في التطرف في التنفيذ والهدف، من انحدار أهداف النظام القومية إلى الطائفية السياسية إلى حكم العائلة، ومن التحرير وبناء الإشتراكية إلى التخلي عن ألأرض الوطنية وإشاعة الفقر وتعميم الجوع وبتصفيق حاد ومستمر لمجالس الشعب وتأييدها النظام على العبث بإرادة الشعب ومصالحه ولقمة عيشه، لم نسمع أن مجلسا ً اعترض على فردية حاكم وظلم أجهزة أمن وفقدان الألوف من أبناء الوطن وتدمير المدن فوق ساكينيها وزج عشرات ألألوف في السجون في واحدة من أسوأ عمليات قمع شعب بأكمله حدثت في التاريخ، وحتى لايأخذ الموضوع طابع التكرار رغم أنه مفيدا ً لإستمرار حضور مافعله النظام في سورية، نسأل على الجانب الآخر هل شرع قانونا ً مفيدا ً لتحرير الأرض والحفاظ على مصالح الشعب، أو قدم مشروعا ً إصلاحيا ً لمحاربة الفساد وتطوير الحالة السياسية والإجتماعية والإقتصادية، أو أسس لبناء الديموقراطية والتعددية واحترام إرادة الشعب، بل هل قدم مشروعا ً بسيطا ً تؤدية بعض الجمعيات في بعص الدول حول التنمية البشرية وتأمين الحد الأدنى للمواطن من احترام كرامته عبر تكافؤ الفرص في العمل الشريف؟!.

لاهذا ولاذاك..! الشيء الوحيد الذي برعت مجالس النظام في فعله هو أمرين لاثالث لهما: الأول هو استمرار تغييب قرار الشعب وتمرير قرارت فردية أمنية وتغطية تهالك النظام وفساده وفشله، والثاني هوتكبير حاضنة الفساد ليصبح مؤسسة سرطانية كاملة تحاصر الشعب السوري ليل نهار وفي كل مفرادات حياته وتزيد فقره وتخلفه واحتقانه، وبشكل أكثر مباشرة لم يستطع أعضاء مجلس الشعب السابقين ولن يستطع الحاليين بحكم أنهم لايمثلون سوى أجهزة النظام... سوى التصفيق والتلفيق والصياح بشعار quot; بالروح بالدم نفديك يارئيس quot; وفي هذا الشعار يكمن كل إنجازات مجالس الشعب التي اختزلت سورية كلها لتصبح فرد..، وأي فرد....؟!.

وأخيرا ً يصر النظام الفردي الذي أصبح فاقدا ًالبصر والعقل والتحسس لخطورة الحالة المتورمة سياسيا ً ووطنيا ً والمتدهورة معاشيا ً وأكثر منه أهليا ً وفي ظروف المنطقة التي تطبع الجميع بحالة الإنهاك والإعياء المهين...يصر على تغييب الشعب وحصار الديموقراطية ومنع كل مشاركة شعبية في تحقيق بعض التوازن في القوى التي لايملك النظام منها شيئا ً، ويصر على اتهام الشعب بالتطرف والمعارضة السورية الوطنية بالعمالة لهذه الجهة أوتلك، الشعب السوري كله يسأل هل سيستطيع هذا المجلس الذي سرق حق الشعب في المشاركة، أن يسأل لمصلحة من استمرار إلغاء رأي الشعب وسجن رموزه ووقف حراكه السياسي والثقافي والحقوقي الديموقراطي السلمي؟ وهل يستطيع أن يسأل ماذا فعل أنور البني وعارف دليلة وميشيل كيلو وعبد الستار قطان وآلاف من المعتقلين السياسيين في سجون دعاة المقاومة والتحرير؟!.

ليس هناك أسس للمراهنة على صحوة، ولامجال للتكهنات بإنجاز لصالح الشعب، أسلافكم من أعضاء المجالس السابقة معروفين ومعروفة أعمالهم، ومقروؤة من قبل الشعب السوري منجزاتهم، وواضحة حالة سورية أمامكم...فماذا عساكم ياجدد المجلس بدون شعب فاعلون...؟!.

د.نصر حسن