( الحوار الذي يعترف بالجميع ولا يلغي احد، الحوار الذي يؤمن بان هناك شئ لدينا يمكن تقديمه للآخر وهناك شئ عند الاخر يمكن اخذه منه، ولكن البؤس الثقافي والتعنت السياسي الموجود في العالم الاسلامي يمنع من وجود نماذج مضيئة تستطيع استيعاب الجميع وتقديم حلول لمشكلاتهم ) روجي غارودي
المنظومة الثقافية الاسلامية بشكل عام والعربية منها بشكل خاص تمر بمرحلة من الاحتراق والتآكل الذي ينخرها من الداخل.. فهي قد وصلت الى سقف من الكوارث لم يعد يطاق، وربما يودي بهذه الامة لكي تأخذ مكانها بقرب امة الهنود الحمر.
ومع ان العالم الاسلامي اتسعت رقعته بشكل كبير وقد اسس في العصر الحالي وجودا ولو رمزيا في جميع بلدان العالم الا انّه في نفس الوقت يحتظر من الداخل بسبب حماقات المسلمين انفسهم ولم يأت ذلك بالدرجة الاولى نتيجة للتهديد الخارجي كما يعتقد البعض، وذلك بعدما اصبحت المنظومة الاسلامية تنتج ادمغة مفخخة مستعدة لكي تفتك بنفسها والاخرين في ايّة لحظة.
ومع ان المتطرفين متواجدون بين ثنايا جميع الجماعات البشرية الا ان الامة الاسلامية ونتيجة لحالة الاختطاف التي تعرضت لها في المئتي عام الاخيرة من قبل بعض الجماعات الدينية المتطرفة بامتياز نتيجة لذلك فقد اصبحت هذه الامة تصدّر اجيالا مفخخة وجماعات ارهابية افواجا افواجا... وهذه كارثة ووبال علينا وعلى غيرنا من البشر.
ان هذه المؤسسة المتطرفة والمتكاملة من حيث انتاج وتعبئة نماذج ناقمة على كل ما كل شئ الملفت انها تستهدف المسلمين وتنتقم منهم اكثر من استهدافها لبقية الديانات الاخرى! وابسط دليل على ذلك هو سقف الضحايها الذي بلغ منه المسلمون مبلغا فاق جميع الضحايا الاخرين، وهذا بحد ذاته يستدعي مراجعة شاملة ومتانية من قبل جميع المعنيين بهموم هذه المنطقة المريضة حتى اولئك الذين فضلوا الخيار المسلح واستعادة النظر بمدى جدوى هذه الوسيلة في الوصول الى المطلوب.
ان القصة طويلة ولن يبق من الاسلام الا اسمه اذا استمر الحال كما هو عليه بدون مراجعة الاسس النظرية التي تقدم منتجا معبأ على طريقة هذه الادمغة المفخخة، كما ان امة ( اقرأ ) لن تجد طريقا الى ما كان لها من امجاد في سالف الازمان اذا كانت تتعبد على طريقة من يعتقد بأن: ( الفكر والكفر شئ واحد لان اسميهما مكونان من نفس الحروف ) وهو ما يقول به الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
جمال الخرسان
كاتب عراقي
التعليقات