جلس الإيرانيون والأميركيون على طاولة واحدة منذ فجر الثورة الخمينية في العالم، وأين جلسوا في بعبع العروبة التاريخية ومجدها المهان في بغداد،وكان العراقيون ليسوا وسطاء بل مترجمون عن الفارسية فقط.

ألا ترون معي كيف تنقلب الأمور،وكيف نحيا بلا هدف ولا سند،وحين نزعل نصبح من المشبوهين، فأندفع لأنحني لإمهات وعوائل حيدر السنيد ومهدي خشل وكريم ورحيم السيد خصاف وعادل حمودة وطالب الشيخ محسن..الخ من الضحايا،وجميع الأسماء التي ذكرتهم هم من عوائل مدينة صغيرة واحدة،ولكن بأفكار مختلفة منتسبة الى حزب الدعوة،وكان منهم الأستاذ طالب مدرس الأنكليزية الذي عدموه البعثيون هو واخوته لأنه فقط لايحب الكلام عن نفسه أو عن أي أحد..!!؟

أصبحت بيوت بعض العراقيين الأصلاء خرائب، لأن بعض أولادهم قد أصبحوا أو مالوا وحسب تقارير الرفاق أو النصراء (جمع نصير بعثي ) إلى أفكار حزب الدعوة العميل كما يسمى أنذاك.
كانت العوائل العراقية الجنوبية تنصح أبنائها بعدم الإلتقاء بفلان وعلان من أبناء (حزب الدعوة العميل )،وكانت التهمة لعوائل المعدومين من(الدعوة ) يعدها الناس أشدّ ُ من تهمة (الزنى )،أما عوائل الشيوعيين فلكم الحساب،وعمد بعض الناس إلى تغيير ألقابهم خشية الترابط العائلي،أما الأن في الحكم الديمقراطي فقد عاد الناس للإرتباط بكل من له علاقة بحزب الدعوة من بعيد أو قريب،فليس بإمكانك الحصول على وظيفة دون الإنتماء إلى حزب الدعوة وكذلك أن لايكون لك إرتباط سابق من بعيد أو قريب بـ(حزب البعث العميل )..!!!.،وكما يقول الوردي هذا ديدن الشعوب التي لاتنظر إلى المستقبل ولاتتذكر الأمس.

في الحرب على إيران غنى الشعب أغانيه الحربية وتغنى بالعامية أمجاده منذ حمورابي حتى صدام،فهب الشعراء والمغنون وبعض المسرحيين لتمجيد الرمز، بينما كانت سيارات الأجرة تحمل النعوش،والشوراع والطرقات في كل حدب وصوب تعلن بلافتاتها السود عن موت الأحبة..الأولاد والأخوة والأزواج والأباء،وشمل الموت غجر العراق الذين لاجنسية لهم (الكاولية )،فأعطيت لهم الجنسية...!!

يقول الألمان ما لنا وهتلر،وفي دواخلهم الباطنة يقولون لقد فعلها إبن إبن أبيه الألماني النمساوي وفتك بأوربا،لكن الألمان وبعد هتلر بدأوا بالبناء وتحول الكمبيوتر الذي صنعوه بحجم ملعب لكرة القدم الى محفظة جيب.
أما ما يقوله بعض العراقيين والعرب،لقد فعلها صدام،فخربت حياتنا،لكنه مات ولم ينس فلسطين،بينما يقول البعض لقد كان صدام درسا ً للعالم العروبي ولإيران بل للكويت عاشقته الأولى في الحرب الأولى.
لقد كان صدام درسا ً نعم،ولكن للناس الذين يستطيعون أن ينظروا أين يقفون،وكيف يصنعون من جديد علمانية صدام بدون قبيلة ولامذهب ولا حجر ولا حزب ولا رأي واحد.

يقول مصطفى السيد خصاف إن أبناء إخوته (الشهداء ) في سبيل حزب الدعوة كريم ورحيم،لا زالوا يسكنون بيوت مؤجرة في بلدتهم التي تبعد عن بغداد 350 كلم،ويتأسف على حياتهم التي ذهبت من أجل المذهب أو الحسين أو العراق،ويقول ليس لهم أحد هناك،لكنهم شهداء،هذا ما أتفق عليه.

واصف شنون