لسنوات طويلة ظل نظام الرئيس مبارك يلعب بورقة الاخوان المسلمين والمتطرفين والمتشددين الاسلاميين فى مصر لاشغال الشعب بالمشاكل الطائفية بين المسلمين والمسيحيين واضعاف وحدتهم حتى يظل هو الاقوى الوحيد المتربع على عرش المحروسة بلا منافس..والذى يتابع الاحداث منذ حكم مصر السادات وحتى اليوم يجد النظام الحاكم سمح للمتأسلمين والمتطرفين والمتاجرين بالدين الاسلامى ببسط نفوذهم على كل شىء داخل مصر من دور عبادة ونقابات مهنية وعمالية وطلابية واعلام مكتوب ومسموع ومرىء وبيوت توظيف الاموال على الطريقة الاسلامية.. وسمح لهم ايضا بالزحف على مجلس الشعب المصرى حتى صار لهم 88 عضوا رغم عدم اعتراف او سماح القانون المصرى باحقيتهم فى ممارسة العمل السياسى.. ناهيك عن اعطاء الضوء الاخضر للمتعصبين والمتطرفين بالعبث بوحدة ابناء الشعب المصرى مما ترتب علية حدوث عشرات المجازر والجرائم ولااعتداءات على الاقباط ودور عبادتهم واملاكهم وحرماتهم وكان اخرها احداث قرية بمها المؤسفة التى احرقت خلاها عشرات من منازل ابناء القرية المسيحيين ونهب متاجرهم وتدمير مزارعهم وبدلا من ان تقوم الجهات المسئولة عن الامن بتقديم مرتكبى الجرائم للمحاكمة اجبرت الضحايا على التوقيع على محاضر صلح والتنازل عن حقوقهم مقابل السماح لهم بالصلاة فى منزل من منازل القرية!!!

وطبعا الحاكم _ ومن حوالية_ يعرفون جيدا لو عاش الناس فى مصر فى هدوء وسلام بلا مشاكل طائفية فسوف يسألونة ويحاسبونة عن تقصيرة فى حل مشكلة البطالة التى يعانى منها ملايين الشباب والزيادة الخطيرة فى عدد السكان وتدهور البحث العلمى والتعليم بكل مستوياتة ومشكلة زيادة ديون مصر الخارجية وعجز الصادرات المصرية فى فتح اسواق جديدة وتدهور الخدمات الصحية و....و.....و....الخ

اما بالنسبة للعالم الخارجى وبصفة خاصة الغرب والولايات المتحدة الامريكية فحتى وقت قريب جدا كانوا يصدقون - او يتظاهرون فى حياء انهم يصدقون- ادعاءات النظام بان البديل اذا تخلى الرئيس مبارك عن الحكم هم الاخوان المسلمين والاضرار بمصالح الغرب وامريكا.. البديل لمبارك هو محمد مهدى عاكف الذى يكرة اليهود والغرب ولايعترف بحق اسرائيل فى الوجود.

ولكن يبدوا ان الامريكان كشفوا الاوراق التى كان يلعب بها الرئيس مبارك لعشرات السنين عليهم حتى لا يستمروا فى الضغط علية من اجل ترك الحكم او ادخال اصلاحات سياسية جادة على نظام الحكم..

بل واصبح من المؤكد انهم اكتشفوا انة فى مقدورهم ايضا اللعب بورقة الاخوان المسلمين للضغط الرئيس مبارك واجبارة على تلبية طلباتهم بارسال جنود مصريين الى العراق ولعب دور اكبر فيما يتعلق بالسودان والفلسطنيين ولبنان وايران.

والدليل على صحة ما اقول هو الغزل المتبادل تارة فى العلن وتارة اخرى فى السر بين الامريكان والاخوان المسلمين وانزعاج رئاسة الجمهورية واحتجاجها على مقابلة وفد من رجال الكونجرس بممثل الاخوان فى مجلس الشعب المصرى منذ ايام قليلة واتهام المتحدث الرسمى للرئاسة السفير عواد الادارة الامريكية بالازدواجية لان الامريكان يرفضون لقاء اى عضو فى حكومة حماس الفلسطنية وفى نفس الوقت يلتقون بممثل الاخوان المسلمين.

لقد ظن الرئيس مبارك ونظامة انة فى مقدورة اللعب بورقة الدين وعفريت الاخوان والمتطرفين الى الابد داخل مصر وخارجها ولذلك فقد كانت صدمة عصبية وخيبة امل لة ان يرى الامريكان يلعبون نفس اللعبة الذى ظل يلعبها لمدة تزيد على ربع قرن من الزمان ويهددونة بعفريت الاخوان.

ان الخوف الاكبر الان ان يقوم الامريكان بدعم الاخوان المسلمين وعقد الصفقات السرية معهم للوصول الى حكم مصر اسوة بما فعلوا مع حماس فى البداية للقضاء على عرفات واسامة بن لادن لطرد السوفيت من افغانستان وذلك من اجل تمزيق وحدة مصر واحداث فوضى مشابهة لما يحدث فى السودان ولبنان والاراضى الفلسطنية والعراق وافغانستان.. والهدف من وراء كل ذلك اعادة رسم خريطة العالم العربى والشرق الاوسط باكملة.

اننى اخشى ان اقول ان عفريت الاخوان المسلمين لم يعد يخيف الغرب او الامريكان بل على العكس اصبح يخيف اكثر النظام المصرى الذى هو مسئول بالدرجة الاولى عن خلقة.

واخيرا لا يسعنى سوى ان اقول ربنا يستر على مصر وشعبها الطيب الاصيل.

صبحى فؤاد

استراليا

الخميس 31 مايو