تطالعنا الصحف المصرية الرسمية من وقت لاخر فى صدر صفحاتها الاولى بقرارات التعينات فى الوظائف الحكومية الهامة التى يقوم الرئيس مبارك باتخاذها والتوقيع عليها شخصيا.. وفى كل مرة اقرأ قائمة اسماء الاشخاص الذين حظوا باختيار الرئيس ومباركة مستشارية ومساعدية لا اجد من بينهم مصرى قبطى واحد.
وكان اخر هذة القرارات الجمهورية التى قام الرئيس باصادرها يوم الخميس الماضى قرار تعين 44 عضو فى مجلس الشورى المصرى كان من ضمنهم اثنان اقباط فقط!!
وقد حاولت ان اعرف سبب عدم اختيار الرئيس مبارك سوى اثنان فقط من الاقباط من بين ال 44 الذين اختارهم ووافق على تعينهم فى مجلس الشورى المصرى رغم وجود ملاين الاقباط فى مصر من اصحاب الكفاءات والمهارات والخبرات العالية فى كافة المجالات السياسية والعلمية والاجتماعية والادبية.. ورغم ان الرئيس يؤكد دائما فى خطبة انة لايميز بين مواطن مصرى مسلم واخر مسيحى..!!!!
والحقيقة اننى لم اجد عذرا واحدا او مبررا لعدم اختيارة لعدد اكبر من اقباط مصر لمجلس الشورى كى يشاركوا جنبا الى جنب اخوتهم المسلمين المصريين فى العمل السياسى اللهم اذا كان قاصدا ومتعمدا التميز ضد الاقباط او اذا كان سيادتة يوقع قرارت جمهورية بدون ان يكلف خاطرة بقراءتها والالمام بمحتواها.
اما اذا ادعى البعض بان الرئيس لم يختار اكثر من اثنين فقط من الاقباط تخوفا من ردود افعال الاخوان المسلمين فاقول بكل ثقة ان هذة اللعبة لم تعد تنطلى على احد بديل ان النظام لم يسمح بنجاح احدا على الاطلاق من مرشحى الاخوان المسلمين.. وهذا يثبت ان النظام لا يخاف من الاخوان ولا يهتم بردود افعالهم. وفيما يبدوا ان الصفر الذى اخذة الاخوان المسلمين والغالبية العظمى من المصريين فى انتخابات مجلس الشورى منذ ايام قليلة كان ولابد ان يحصل علية الاقباط فى مصر ايضا ولكن ليس عن طريق صناديق الانتخابات وانما بقرار جمهورى من رئيس الجمهورية شخصيا. بصراحة لقد كنا نأمل ان يعطى الرئيس القدوة والمثل فى عدم التميز بين ابناء مصر وخاصة بعد التعديلات الدستورية الاخيرة التى ادخلت وكان فى مقدمتها التأكيد على حقوق المواطنة الكاملة لكل المصريين... وكنا نأمل ايضا ان يقود الرئيس ( او من يدير الحكم حاليا نيابة عنة فى مصر) مسيرة التصحيح وتنقية المجتمع المصرى من التطرف والتعصب والتميز الذى عانى منة الاقباط طويلا..
والمثير للحزن والالم استمرار النظام فى انكار وجود تعصب رسمى ضد الاقباط والادعاء ببلاهة وسذاجة متناهية بان جميع المصريين يتمتعون بنفس الحقوق رغم ان الواقع لا يحتاج لعبقرى او بروفسور من الجامعة لاثبات عكس ما يدعية النظام تماما.. ولا ادرى كيف يكون الجميع متساوين والرئيس نفسة الذى من المفروض ان يعطى المثل والقدوة بحكم كونة رئيسا لكل المصرين وليس المسلمين فقط يقوم باصدار قرارات جمهورية لشغل الوظائف والمناصب العليا والحساسة فى البلد دون ان يأخذ فى الاعتبار وجود ملايين المصريين المسيحيين.. اليس هذا يعد تميزا رسميا صارخا ضد الاقباط؟؟
اننى اخشى ان اقول عكس طبعيتى المتفائلة انة لايبدوا ان هناك املا للاقباط او غير الاقباط فى ظل النظام الحاكم حاليا العنيد المتخبط الذى يفرق رسميا وفى العلن بين ابناءة ويشجع على التطرف والتعصب وتمزيق وحدة المصريين بلا حياء او خجل لضمان استمراريتة وبقاءة فى السلطة بقدر المستطاع لعدة سنوات اخرى رغم انف الجميع.
صبحى فؤاد
استراليا
الاحد 24 يونيو 2007
التعليقات