ردا على مقالة quot; ملحق في النصرانية للكاتب سعد الله خليل والمنشورة بجريدة ايلاف الالكترونية بتاريخ الجمعة 22 يونيو 2007
باديء ذي بدء نحن ندين بالاعتذار للاستاذ سعد الله خليل بعد التوضيح الذي قدمه في مقاله، ان الرسل التي ذكر اسمائهم، لم يكونوا من ذوي الاصل الوثني بل هم يهود قادة الفريق المسيحي من اصل وثني، لذلك فنحن نقدم الاعتذار، وان كانت صياغة الجملة هي التي قادتنا الى هذا الفهم، ولمن لم يكن متابعا لنا نقتبس من المقال بالحرف الواحد ldquo; وبين من ضمت صفوفهم بعض ذوي الأصل الوثني، بقيادة بطرس، ويوحنا، وبرنابا، وتيموثاوس، وآخرين، وبولس المواطن الروماني المولود في طرسوس جنوب تركيا، ذو الثقافة اليونانية الرومانية. والذي آمن بالمسيح عام (31 للميلاد) وكان من القادة البارزين. وقد عُرف هؤلاء وأتباعهم، فيما بعد، باسم (المسيحيين)rdquo; (انتهى الاقتباس ) وطبعا بعد توضيح الاستاذ الفاضل ان علامة الفاصلة بين الكلمتين ( ذوي الاصل الوثني، بقيادة بطرس ) تعني ان ما قبلها من اصل وثني وما بعدها من اصل يهودي!!!، بالرغم من ان تيموثاوس من اصل وثني ( امه يهوديه وابوه يوناني)، وقد ورد اسمه بعد الفاصلة!!!، وصياغة الفقرة لحساسيتها كانت تحتاج فعلا الى توضيح اكثر، ونشكر الكاتب على توضيحه.
وعودة أخرى الى نقطة الخلاف في الموضوع، وهي تسمية (النصارى والمسيحيين)، فعندما قرأت للكاتب سعد الله خليل، مقاله بعنوان ( ملحق في النصرانية )، والمنشور بجريدة ايلاف الالكترونية بتاريخ الجمعة، 22 يونيو 2007 http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/6/242214.htm
اعتقدت ان الكاتب سوف يقدم الادلة التي طلبناها منه، ولكني وجدت ان المقال لم يضف جديدا ولم يجب عن الاسئلة المطروحة بل ويكرس الطرح السابق - بدون دليل - بان هناك فريقان ظهرا مع بداية المسيحية وتصارعا فانتصر الفريق المسيحي ( من اصل وثني ) وله ايمان غير صحيح، على الفريق الآخر (من اصل يهودي) وهو النصارى، وايمانهم مقبول بحسب اعتقاد الكاتب.
اولا: نوضح لجميع القراء ان مقالنا ليس دفاعا عن اليهود ولا عن الديانة اليهودية ولا عن تصرفات اليهود الحاليين، كما يصر البعض ان يتهمنا به، فلا دخل لنا بالسياسة، ولكن لمن لا يعرف ان المسيح من اصل يهودي وهو الطريق الوحيد الى الله الآب ولا يستطيع احد ان يكون له علاقة مع الله كآب سماوي الا بقبول المسيح كما اعلن عن نفسه في الانجيل ( يوحنا 14: 6)، نحن نوضح ونشرح ايماننا المسيحي وهو ايمان واحد مستمر بخط واحد واضح من آدم الى المسيح، لذلك نضم التوراة والانجيل في كتاب واحد باسم الكتاب المقدس لانه طريق واحد الى الله، قال السيد المسيح (لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل. فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل)(متى 5: 17 ndash; 18)
ثانيا: لم ننكر ان هناك فريق باسم النصارى، ولكننا ننكر ان هذا الفريق كان منذ نشأة المسيحية وكان يتصارع مع فريق آخر اسمه (المسيحيين )، واذا كان الاستاذ سعد الله خليل، يقر ان الانجيل ليس كتاب تاريخ يذكر اسماء كل الحركات المسيحية، فنحن نوافقه، ولكنه استشهد من الانجيل من سفر أعمال الرسل بأن هناك خلافا حصل بين الفريقين، وهنا وجب عليه ان يذكر لنا اين وردت تسمية النصارى في الانجيل، وما هي اسماء الرسل الذين كانوا قادة هذا الفريق؟؟، والا فيكون افتراضه باطلا لانه ذكر تسمية المسيحيين وقادة فريقهم من الانجيل، فلماذا يعجز عن الاتيان بالدليل على الصراع الدموي الذي رسم خطوطه في المقال؟
ثالثا: يستشهد الاستاذ سعد من كتب الدكتور أسد رستم ( 1897 م ndash; 1965م ) و الآب لويس شيخو (1895م ـ 1928م) انهما ذكرا تسمية ( النصارى) وفاته انهما استخدما التسمية كمرادف لتسمية ( مسيحي ) وليس للتميز بين فريقين ( احدهما مسيحي والآخر نصارى)، وهما اذ يكتبان للقاريء العربي ( اغلبهم مسلمون) يستخدمان الاصطلاح الذي يعرفه، في وقت معاصر لهما ndash; راجع التواريخ - فمثلا مصر معروفة بالانجليزية ( ايجبت) ولكن عندما نخاطب القاريء العربي نستخدم الاسم الذي يعرفه، وكذلك نقول الهنود الحمر، في حين ان اسمهم ( نيتف امريكان) اذا فالتسمية تخضع لعوامل عدة ولكن لا يصلح هذا للاستدلال على ما اراد الكاتب الذهاب اليه من ان (النصارى والمسيحين كانا فريقين منذ فجر المسيحية يتصارعان على العقيدة وانتصر احدهما على الآخر وازاله واخفاه ودمر كتبه وايمانه )
رابعا: لو كان الكاتب استخدم لفظة النصارى كمرادف لاسم ( مسيحي ) لما اعترضنا، وقد ذكر حالات يتم فيها بالفعل استعمال الاسم كمرادف ولا نأبه للتصحيح والتنويه في هذا الامر، ولكن اعتراضنا يا استاذ سعد ليس على التسمية، بل على الطرح الذي تفضلت به ( وحتى لو كان بتسميات اخرى ) فانت ذهبت الى ان الفريقان تصارعا على من يحفظ لنا الايمان القويم، وذهبت الى ان الايمان الحالي هو للفريق الذي من اصل وثني والذي احرق الاناجيل الحقيقة وكتب غيرها محرفة، اظن هذا الطرح يجب التوقف عنده بحزم ومراجعة كل كلمة في المقال، لانها كلها جاءت مغلوطة وغير موثقة المصادر.
خامسا: الكاتب يناقض نفسه بالقول ان الفريق المسيحي انتصر على الفريق النصراني وافناه، فهو يستشهد بان مسيحيو الشام ومصر يستخدمون هذا الاسم في مناسبات عدة، ونحن نسأل الكاتب: هل انقرضت النصرانية ام لم تنقرض يا استاذ سعد، الم تقل في مقالك ان المسيحية اتجهت الى الغرب والنصرانية الى الجزيرة العربية؟؟ اقتباس من مقالك (لكن النصرانية لم تعمر طويلا في جزيرة العرب. فلم تر القرن الثامن الميلادي هناك، إذ قضي عليها، ودُفنت منبوذة في رمال الصحراء) هل لك ان تستقر على رأي؟؟ هل انقرضت ام لم تنقرض؟؟ فاذا كان نصارى مصر ونصارى الشام من اصل يهودي فيكون زعمك بانقراضك زعم باطل، واذا كانوا من اصل وثني، فان زعمك ايضا هو زعم باطل اذ يقول ان تسمية النصارى والمسيحيين في المنطقة العربية هو مرادف لشيء واحد.
وانت كتبت في مقالك ( نتاج بحثك ) ان كنيسة انطاكية هي المقر الذي اسسه المسيحيين ( ذوي الاصل الوثني)، وانت تعرف اين انطاكية؟ اليس كذلك، فيكون اهل الشام من المسيحيين وليس النصارى ( بحسب بحثك ) ومصر ذهب اليها كارزا مرقس ( ابن اخت برنابا ) و الابن الروحي لبطرس (1 بطرس 5: 13) فيكون مصر تبع الفريق المسيحي، فكيف يستخدمان تسمية النصارى؟ الا اذا كانت فقط كمرادف لتسمية مسيحي (بحسب اللغة فقط ).
سادسا: يقول الاستاذ سعد ndash; اقتباس ldquo;لا أظن أن أحدا بحاجة لمرجع يقنعه بوجود فرق في سابق الزمان سميت نصرانية، وتمسكت بالشريعة اليهودية، وعاشت في الجزيرة العربية، وأقامت دولا في اليمن والحبشة. فقد أصبحت هذه المعلومات، معلومات عامة ومعروفة ومتداولةrdquo; انتهى الاقتباس، وبالطبع لا يوافق احدا على هذا الطرح، فهو يفتح الباب على مصراعيه لكل انسان ان يكتب عن اي دين من الاديان ثم يقول لن آتي بالمرجع فكلها معلومات معروفة؟؟ لا يا استاذ سعد، نحن نطلب الدليل والمرجعية على كلامك، فنحن اثبتنا ان المسيحيين وليس فريق آخر كان منذ فجر الايمان المسيحي وحتى اليوم، وذكرنا مراجعنا من الانجيل، وسيادتك اذ استشهدت من الانجيل ومن سفر الاعمال بوجود هذا الصراع المزعوم بين فريق المسيحيين وفريق النصارى، وجب عليك ان تأتي لنا بتسمية الفريق ومن هم قادته من الرسل من الانجيل ( حيث ان كل الرسل المعتبرين اعمدة كانوا في الفريق ذوي الاصول الوثنية بحسب تعبيرك)، والا اصبحت مقالات كانها انفاس في الهواء، مع احترامي لشخصك.
سابعا: للتوضيح من اين وردت تسمية النصارى، وردت في القرآن ( واستخدمها ايضا على انها مرادف لتسمية المسيحيين) لقول المسيح (َ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) (آل عمران: 52) و( الصف: 14) ومع هذا فان النصارى كانت طائفة مسيحية (مهرطقة) وقد عاشت في الجزيرة العربية وكانت تستقي ايمانها من الانجيل العبراني للابيونيين، وهو انجيل منحول، ينكر لاهوت المسيح، في حين ان الايمان الصحيح كان اكثر رسوخا في اماكن اخرى من العالم المتحضر آنذاك، ليس هذا فقط فالقرآن له قاموس الاسماء الخاص به مثل يسوع (عيسى) ويوحنا (يحي) ويونان (يونس) وعزرا (عزير).
هل فهم الاخوة القراء لماذا لا نرضي بما ذهب اليه الاستاذ سعد في مقالاته؟؟ انه ينفي صحة ايماننا، ولذلك فنحن نطالبه بالدليل، الذي لم يقدمه حتى الان، واخيرا، فقد نقبل تسمية النصارى على مضض في بعض الاحيان كمرادف يقوله المسلم لانه تعلم هذه التسمية من القرآن، ولكننا نعاني حتى الان في اننا لا نستطيع ان نشرح ايماننا انه ليس كما يقول القرآن عن عبادة ثلاثة آلهة او ان الله تزوج من العذارء او غيره من الاقوال المغلوطة والمنسوبة الينا من القرآن الذي كان يخاطب طائفة غير قويمة الايمان على انها جموع المسيحيين.
خادم الرب
ميلاد عبد المسيح
[email protected]
التعليقات