رفض أسرة الشاعرة الراحلة نازك الملائكة رحمها الله نقل جثمانها الى العراق ودفنها في وطنها، واصرار نجلها على دفنها في القاهرة بناءا على وصيتها.. يعتبر فضيحة وطنية مؤسفة في تاريخ الشاعرة!

ووصية الملائكة بدفنها في القاهرة بعيدا عن وطنها كشفت عن كراهية واضحة لوطنها العراق وتفضيل القاهرة عليه، والشيء الخطير ان هذه الكراهية كانت خيارا أتخذ عن سابق أصرار من قبلها،
وللتذكير ان زوجها ايضا مدفون في القاهرة وليس العراق!

أحد أسباب كراهية نازك الملائكة للعراق يرجع الى انها تنحدر من طبقة أورستقراطية - ولست متأكدا ً اذا كانت جذورها عربية أم لا ndash; وكما هو معروف عن الطبقة الاورستقراطية انها ليس لديها أنتماء وطني صادق لوطنها، فهي طبقة انانية جشعة مسكونة بحب الظهور والاستعراضات الفارغة.

وتستخدم الطبقة الاورستقراطية وطنها كجسر لتحقيق أطماعها وجشعها، وعندما يتعرض الوطن الى أزمة معينة نشاهد الهروب السريع لأفراد هذه الطبقة خارج الوطن، و معظم أبناء الطبقة الاورستقراطية العراقية هربوا من العراق عند نهاية عقد الخمسينات بعد حصول انقلاب عام 1958، ثم حدث الهروب الثاني لهذه الطبقة عام 1968 بعد مجيء البعثيين، ثم الهروب الثالث عام 1991بعد غزو الكويت وأستمر لغاية اللحظة الراهنة.

لم يعرف عن نازك الملائكة أية نشاطات وطنية لافتة تؤكد أنتمائها الحقيقي للعراق، على العكس من الشاعر السياب الفقير المسحوق الذي كان ينزف حبا للعراق رغم كل ماعاناه من عذابات الفقر العراقي.

رحم الله الراحلة نازك الملائكة وأسكنها فسيح جناته... لقد صدمتنا بهذه الوصية المؤسفة فالعاصمة بغداد كرمز حضاري تشرف اي انسان يدفن فيها.

خضير طاهر

[email protected]

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف