مازالت مركبات الأرهابيين تجوب معظم ضواحى بغداد تهدد بعضا من سكانها بترك منازلهم والا يذبحون ذبح النعاج. انه ليس بالتهديد الفارغ وانما يجرى تنفيذه فى كل يوم، وكالعادة فان الذباحين وأصحابهم يتصايحون (الله أكبر الله أكبر) قبل وبعد ذبح الضحية. بعدها تأتى عوائل جديدة لتحل محل المهجرة، او يستخدم قسم منها كمقابر جماعية، او مقرا ارهابيا، حسب الحاجة. ثم تأتى القوات الحكومية أو الأمريكية وتفتش الدور وقد تلقى القبض على بعض الارهابيين ولكن معظهم يكون قد فر الى مناطق اخرى من ضواحى بغداد ليواصلوا أعمالهم الاجرامية. الحكومة الحالية ومجلس البرلمان الحالي البعض من أعضائها قادة للأرهاب، وعاجزون عن فعل شيء جدي وحاسم، ويتحركون ببطء تحسدهم عليه السلاحف.



فى البداية كان الارهابيون يلصقون على ابواب البيوت رسائل تهديد ويحددون مدة معينة لاخلائها، بعد ذلك يتركون رصاصة، وتطور الأمر حديثا الى ان يتجول الارهابيون بمركباتهم وينذرون السكان بمكبرات الصوت فيرتعب الكبار والصغار، ويقضون ليلة ليلاء يفكرون بما قد يحدث فى الغد. من كان سعيد الحظ و له أقارب او اصدقاء يذهب اليهم مع العائلة مع القليل من الأمتعة الضرورية، وبعد أيام قليلة ونتيجة لتوتر الأعصاب والازدحام يبدأ الخصام، وهنا لاتجد العائلة المهجرة من حل سوى العودة الى دارهم، ونادرا ما يجد المهجرون دورهم خالية، وان كانت خالية فسيجدون كل شيء مدمرا او مفقودا. وتبدأ ايام جديدة من القلق والرعب خوفا من عودة الارهابيين. أكثر العائدين يكونوا قد استنفدوا نقودهم وفقدوا أعمالهم فيبدأون بالاقتراض والتسول ومنهم من ينحدر الى الجريمة، لأن الجوع (كما يقال) كافر.


طالما تساءلت وتساءل معى الكثيرون عن هوية وماهية هؤلاء الارهابيين. يدعون الاسلام ويتهمون ما عداهم بالكفر والارتداد، وأعمالهم الاجرامية ابعد ما تكون عن الاسلام. ترى كيف يعرفون من هو المؤمن ومن هو الكافر؟ نبي الاسلام (ص) نفسه لم يدعى لنفسه ذلك، وقد خاطبه ربه: ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (آية 125 سورة النحل)، فهل يمكنهم ان يدعوا انهم يفوقون النبي علما؟ ويقول جل وعلى: من قتل نفسا بغير نفس او فسادا فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا (آية 32 سورة المائدة) (لاحظ هنا انه لم يذكرالدين). واقرأ معى الآية الكريمة 111 سورة النحل: يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون. والآية 41 من سورة الزمر: فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما انت عليهم بوكيل. وتأمل معى هذه الآية الكريمة 69 سورة المائدة: ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وتفسيرها بكل وضوح ان من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا من اليهود والصابئة والنصارى سيدخلون الجنة. اي الذين تنطبق عليه الشروط الثلاثة: 1- الأيمان بالله 2- الآيمان بالآخرة 3- العمل الصالح، فقل لى بربك الا تتوفر هذه
الشروط الثلاثة فى السنة والشيعة؟ هل يجرأ معمم بان يقول بأن هذه الآية منسوخة؟


ألا يدرك الارهابيون انه لابد من نهاية لأرهابهم طال الزمان ام قصر؟ وانهم سيعودون للعيش سوية كما كانوا سابقا مع من ارهبوهم؟ وهم فى الأصل جيرانهم وأصدقاء طفولتهم وصباهم وشبابهم وأخوال وأعمام ابنائهم وبناتهم؟
واذا ندموا فهل سيعيد الندم الحياة لمن قتلوهم أو الصحة لمن أقعدوهم؟ وكم سيستغرق من الزمن لأعادة اعمار ما خربوه؟ وبماذا سيجيبون ربهم فى الآخرة (ان كانوا يؤمنون بها) عن تخريب بيوته ودور عبادته؟ عودوا الى رشدكم فسيكون حسابكم عسيرا.



عاطف العزي