ما هي الدول التي ستشترك؟ هل ستشارك السعودية؟،،، هل تشترط الولايات المتحدة على أي دولة ترغب المشاركة في اجتماع نوفمبر القادم الاعتراف بإسرائيل أولا؟ وتطبيع العلاقات معها مبدئيا؟ وتقديم التنازلات أساسا قبل الجلوس إلى طاولة الاجتماع؟... ماذا عسايا أن أقول؟ أءقول لا؟ الجواب هو فعلا quot;لاquot;،،، المشكلة في مثل هذه الأسئلة أنها تطرح دون تدقيق وتمحيص. فما الغرض من الاجتماع إن كانت هذه شروط مسبقة؟،،، الإجابة بنعم على أي من تلك الأسئلة يلغي الهدف من عقد الاجتماع وهو البحث عن حلول وسطية تستطيع الأطراف مجتمعة أن تتقبلها من أجل حل حقيقي للقضية الفلسطينية.
ومع ذلك فإنني أكاد أجزم أن مثل تلك الأسئلة نابعة من توقعات وآمال متفائلة تفوق ما هو ممكن. امتداد هذا الصراع على مدى تاريخي طويل قد يؤدي بالبعض إلى فقدان الصبر وحتى إلى اليأس. سماع ومشاهدة أخبار ما يحدث في المنطقة بشكل يومي يثير المشاعر ويؤجج الغضب. ولكن ذلك ليس حكرا على طرف في الصراع دون الآخر، أطراف النزاع تعيش الصراع المرير،،، والمجتمع الدولي يتأثر ويتفاعل ويتعاطف مع معاناة شعوب النزاع. البعض يتعاطف مع طرف ضد آخر والبعض يتعاطف مع الإنسانية والمعاناة البشرية دون تفرقة مبنية على أسس دينية أو عرقية أو ثقافية.
الولايات المتحدة من موقع مسؤوليتها الأخلاقية ومكانتها الأممية لها أكثر من دور ومهمة. تفاعلها العاطفي وتجاوبها السياسي يكملان بعضهما البعض. فنتوخى الموازنة بين الفائدة الآنية والمنفعة المستقبلية،،، وبين مفاهيم العدل والمساواة وهامش الواقع والحل الممكن،،، بين فرض الرغبة وحق تقرير المصير،،، بين مسؤولياتنا تجاه الصراع ومسؤوليات الطرفين تجاه شعبيهما. هذا الموقف يضعنا في ملتقى مَحَاوِر النقد الدائم والمطالب غير المنتهية. ولكن الحقيقة أن دورنا ينحصر على تذليل الصعاب لأطراف الصراع وعلى طرح رؤيا مقبولة لحل ممكن يدعمه الطرفان.
الرؤيا التي حصلت على قبول عام هي ما أعلناه في 2002 حين أكد الرئيس جورج دبليو بوش على إنشاء الدولة الفلسطينية كأساس لأي حل سلمي للقضية الفلسطينية. مرة أخرى أقول أن رؤيتنا تدور في فلك الموازنة بين المقبول والممكن من جانب وبين المأمول والمثالي من جانب آخر. فالاتفاق على السلام لا يتم إلا بقبول الغريمين لشروط وبنود لمعاهدة فاعل. حل الدولتين القائم على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ومستقرة لتكون ذات سيادة على أراض متصلة تمكنها من الحياة بجانب جارتها إسرائيل في أمان وسلام دائمين هو ذلك الحل الممكن والمقبول. بل أكثر من ذلك، فهو ليس ممكنا فقط، بل تنكشف أمام هذا الحل الفرص التي تدعونا إلى استثمارها بمعاونة أهل المنطقة.
القضية الفلسطينية قضية مزدوجة: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،،، والنزاع العربي الإسرائيلي، يجب التقدم على المسارين بتناغم. الاجتماع القادم في نوفمبر سيكون فرصة للأطراف ذوي العلاقة بتقديم آرائهم وطرح أفكارهم ومناقشة رغباتهم طالما أتوا إلى طاولة الاجتماع من أجل العمل على تحويل حل الدولتين الهادف إلى تحقيق سلام دائم وشامل وعادل من مجرد رؤيا إلى إنجاز حقيقي. نحن سنتشرف بتعجيل تحقيق السلام ولن نتخاذل عن الالتزام بمسؤولياتنا الأخلاقية والأممية ولكن لا نريد سلاما مصنوعا في أمريكا، يجب على دول المنطقة أن يأخذوا دورا رياديا ومباشرا من أجل تحقيق هذه الرؤيا. نحن نريد سلاما يحمل توقيع: صنع في الشرق الأوسط!
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
[email protected]
http://usinfo.state.gov/ar