ـ آلووو! سماحة السيّد؟
* نعم، أنا معك سيادة الجنرال. كيف الصحة والجهوزية؟
ـ نشكر الله. أظنك تسأل عن معركةquot; المتنquot;؟ فجاهزيتنا على الآخر. طمئن بالك ولا تأكل هـ... نعم، لا تأكل هماً!
* عال. وبكل الأحوال، إذا نقصكم صواريخ قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى، فأرجوك أخبرني على الفور ولا تجعل تكليفاً بيننا.
ـ أكيد، أكيد. وعلى فكرة، ذكرتني بصواريخي التي سبق أن هددتُ دمشقَ بها، خلال الأزمة مع المرحوم الأسد الأب في نهاية الثمانينات. كانت الصواريخ، كما تعرف، من إمداد العراقيين. ولكننا لم نلحق إستخدامها، بسبب حرب الكويت وجورج بوش الأب و..
* لا تندم على الماضي، يا أخي. وكلها مسألة مقاومة، أكانت صواريخنا صدامية أم نجادية!
ـ معك حق. المقاومة أعطتنا جميعاً دروساً عظيمة، من أهمها أن يبقى لبنان خظ الدفاع الأول عن العروبة والإسلام بوجه الهجمة الشرسة للإمبريالية والصهيونية والرجعية.
* حياك الله. فعلاً أنك رجل وطني، مثل الرئيس لحود. ولهذا السبب، فنحن مصرون أن يخلفه رجل عسكري فيquot; بعبداquot;، لكي يكرس النهج المقاوم ويكون من جهة اخرى مرتاحاً في تقاعده، لا من يزوره ولا من يدعوه لمجلس الوزراء أو المجلس النيابي ولا مسؤوليات ولا وجع رأس!
ـ نعم، يا سيّد المقاومة. أي شيء في سبيل منصب رئاسة الجمهورية سنفعله، بما في ذلك تعطيل الإقتصاد والسياحة و..
* وماذا جنينا بربك من السياحة، غير الفسق والفجور وتدهور الأخلاق؟ يريدون إضعاف المقاومة، عن طريق إخراج شبابنا من عتمة الدشم والمخابئ والملاجئ إلى شمس البحر والإستجمام والبيكيني أبو خيط!
ـ يا عيب الشوم عليهم. إنه مستوى هابط من الأخلاق الغربية، غير المنسجم مع أخلاقنا وقيمنا.
* ولكن، جنرال، أنت أيضاً لم تقصر بهم للحقيقة. فتصريحاتك الأخيرة كانت أقوى من الصواريخ، وخصوصاً عندما قلت عن زعيم محترم، من عائلة عريقة، أنه لا يساوي ما تحت زنارك!
ـ التواضع لله وحده، فأنا أتعلم من أخلاق المقاومة ولست أكثر من جندي في صفوفها.
* فعلاً، أنت في كلمتك الأخيرة وضعت الزنار على الحروف .. أعني، نعم!
ـ ولا تنسَ الجحود واللؤم والحقد، الذي قوبل به ترشيحنا لأحدهم بوجه ذاك الزعيم: وليْ إبنه قتل من أجل أن ينقص صوت آخر من أصوات الأغلبية في المجلس النيابي. بهذه الحالة، يكون من المنطقي أن يشغل واحد معارض مكان القتيل الموالي. وهكذا نفوّت على القتلة، سوريين كانوا أو عفاريت، الفرصة في إغتيال الوالد نفسه! يا خيي صحيح هذا التحليل، أو أنا غلطان؟ يعني أنا عملت جميلة مع الجميّل الأب، وهو كافأني عليها بتحريض المسيحيين علينا فيquot; المتنquot; وغيرها.
* إذا أنتَ أكرمت اللئيم تمردا.. كما يقول شاعرنا العجمي.. أعني، العربي!
ـ يحدثونك عن الديمقراطية، وهمquot; أغلبية عابرةquot;، كما قال الرئيس الأسد في خطابه. ولكنهم فسروا قصده من تلك الجملة، أنّ إستخباراته ستجعلهم أقلية في المجلس النيابي عن طريق الإغتيالات، وربما في الوزارة أيضاً!
* أحلفك، سيادة الجنرال، بشرفك العسكري: هل إغتيل سياسي واحد، مقاوم، طوال السنتين المنصرمتين؟ أليس وراء هذه الإغتيالات مؤامرة خطيرة على المقاومة، لكي يقول المواطن أنّ حكومة السنيورة هي التي تقدّم الشهداء وليس حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني؟
ـ طبعاً، يا أخي. هم يريدون طمس التاريخ وتضحياتنا في سبيل الوطن. ولكنّ سماحتكَ فوت عليهم المؤامرة، عندما بادرتَ إلى خطف الجنديين الإسرائيليين ، فولعتْ الحرب وهات من يعدّ الشهداء!!
* الأنكى ما يزعمونه بأن لبنان أضحى خراباً وأنقاضاً ينعق على أطلاله بوم وغربان الكذا وكذا. ويتناسون أنه من بين هذا الخراب والأنقاض خرجَ ماردُ المقاومة منتصراً مظفراً. ولوْوو! الإسرائيلي بنفسه إعترف بالهزيمة في حرب تموز، بينما الحكومة عندنا، غير الشرعية، ما زالت تنوح على الإقتصاد المتقوّض والسياحة المنهارة والهجرة المضطردة وضراب السخن.
ـ نعم، يجب التضحية بكل شيء في سبيل المقاومة وإنتخابي محافظاً جديداً.. أعني، رئيساً جديداً للجمهورية اللبنانية!
* صحيح، المقاومة غاية كل من يسعى لملاقاة ربه والفوز برضاه.
ـ يا حيه، صار لي دهر أذكر مقاومتكم، أما حان الآن وقت دعمكم لترشيحي لمنصب الرئاسة؟
* مواقفك غالية ونقدرها جميعاً، سواء في الضاحية الجنوبية أو ريف دمشق!
ـ وبعد، ماذا عن إنتخابات الرئاسة التي على الأبواب؟
* يعني بصراحة، الأخوان يسألون، ما هو ردّ فعلكم إذا ما طرحت فكرةquot; المحاصصة الثلاثيةquot;؟
ـ لا يا عمي، يفتح الله! الجنرال لا يمكن أن يبيع طائفته ومبادئه وتاريخه. هذا خط أحمر، بردون.
* طيب، وإذا كان الفيفتي فيفتي لا يفيدك في الوصول للرئاسة؟
ـ الحمد لله ونطقتَ هذه الجوهرة، أخيراً!
* ثيرتي ثيرتي ثيرتي، إذاً؟
ـ على أساس أن تضمنوا لي الرئاسة..؟
* في الحقيقة، يعني الواقع حالياً.. والظروف المحيطة بالمقاومة و..
ـ يا عمي، نزلنا الزنار كله وبعد بتقول لي مقاومة وملاكمة!؟

[email protected]