ما حاذرت منه طيلة أكثر من أربعين عاماً هو موروثات خروتشوف. جينات الفلاحين البورجوازية المكتوبة في الحبل الجيني الخروتشوفي هي ما تسببت في انهيار المعسكر الإشتراكي رغم كل الجبروت غير المسبوق الذي تحصّله وأخّر تقدم العالم لقرن أو قرنين. ما حاذرت منه باستمرار هو انتقال هذه الجينات البورجولزية السيئة إلى الشيوعيين من أيتام خروتشوف. لكن ما عسا العبد الفقير مثلي أن يصنع ؟ ـ أيتام خروتشوف يعدون اليوم بالملايين بل بعشرات الملايين.
أحد هؤلاء الملايين الذين يحملون جينات خروتشوف الفلاحية البورجوازية هو خالد حداده، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني. خطب حداده بالأمس يدعو الشيوعيين إلى التصويت في المتن لمرشح الجنرال عون بزعم أن خط عون هو الأقرب لخط حداده. أنا لا أريد أن أناقش حداده في خط عون وذلك لأن عون لا يملك خطاً خاصاً به على الإطلاق حيث أن نهاية خطه مهما كان لونه متصلة بخط حزب الله اتصالاً لا ينبتّ وخط حزب الله أيضاً ليس من رسم الحزب بل من رسم ملالي الفرس في إيران بداية والعصابة الحاكمة في دمشق. خالد حداده يصوت لخط عون فهو يصوّت لخط ملالي إيران والعصابة السورية. العصابة السورية اشتغلت على هوس الجنرال بكرسي بعبدا وعصابه البونابرتي ونجحت في أن تحرم الجنرال من تقرير خطه السياسي فهي التي ستقرر عنه. وسيجد بونابرت الرابية نفسه أخيراً يمص لهاية أطفال فينتفخ بطنه كما حنرال بعبدا، إميل لحود، بالهواء وليس بالحليب. لن يكون ميشال عون إلا نسخة أخرى عن إميل لحود، عضوا في حزب الله، مذموماً من قبل اللبنانيين عبر التاريخ اللبناني المستقبلي.
أنا أشكر الرفيق سمير جعجع الذي خطب بعد حداده بشباب القوات اللبنانية في المتن ليقول أن قضيتهم مع جورج حاوي ومع سمير قصير وليس مع خالد حداده المتحالف عملياً مع جماعة المحور الإيراني السوري الذي لا يرى في لبنان أكثر من ورقة تفاوض حتى وإن تدهورت كل أحوال الشعب اللبناني. وأنا من جهتي كشيوعي ماركسي لينيني بولشفي، مختلف جوهرياً عن خالد حداده كونه من أيتام خروتشوف ويحمل الجين الفلاحي البورجوازي المناقض للبولشفية، أنا من علّم الماركسية لمن هم أكبر من حداده علماً وعمراً، أنا بكل هذه الصفات أود أن أشكر الرفيق سمير جعجع وذلك لأنه استطاع أن يتحسس القضية اللبنانية ويراها في ميراث جورج حاوي وسمير قصير.
ما كان رئيس الجمهورية السابق ليترشح متنازلاً للجلوس في مقعد نيابي لو لم تناشده روح ابنه الحبيب بيير لأن يمنع مخطط القتلة من التحقق، لأن يحل محله ويكمل مسيرته. إلا أن بونابرت الرابية وخالد حداده ينبريان للحؤول دون أن يكمل الوالد أمين مسيرة الإبن بيير.
أيها الشيوعيون الخلّص في المتن لا تصغوا لزعيق حداتده وعنتريات الجنرال وتنادوا صباح الخامس من آب أغسطس لانتخاب أمين الجميل فهو الذي يحمل بقوة راية الحرية والسيادة والإستقلال وهي التي تفتح الطريق عريضة لتطور حياة اللبنانيين السياسية والإقتصادية، ولا تلتقي بطريق العصابات المهزومة التي تجاوزها الزمن فلم تجد أمامها من مسلك تسلكه سوى الإرهاب.