الغارة ألأميركية على قرية السكرية الحدودية السورية قد رسمت خطوطا فاصلة على الرمال الساخنة للصحراء السورية / العراقية المشتركة التي تحولت لملجأ مهم من ملاجيء الإرهاب الدولي و حيث يتسلل الأصوليون و السلفيون من خلالها ليمارسوا فعل ( الجهاد )!! و ليتهيأوا لتشكيل مجتمعاتهم السلفية التي يحاولون من خلالها إقامة دولتهم الطوباوية و مجتمعهم الفاضل على الطريقة الطالبانية المعروفة، و العجيب أن أفواج السلفيين تنطلق من عاصمة البعثيين السوريين و تتحرك بفعالية و نشاط بعضه يكون بعيدا عن رصد أجهزة ألأمن السورية و بعضه بتشجيع منها و تخطيط و برمجة بغرض الإستفادة من نشاطات أولئك الجماعات في تعكير و إرباك الموقف الأميركي في العراق و هو هدف مشترك لكل من السلفيين و البعثيين السوريين فالمصلحة مشتركة و لا بد من العمل و التنسيق المشترك في هذا المجال، و يبدو أن السوريين لم يتوقعوا أبدا أن يقدم الأميركان على تدخل عسكري مباشر وعلى الضرب الواضح في العمق السوري، وهو الرسالة الخطيرة التي أوصلها ألأميركان في عمليتهم الأخيرة و القائلة بفصاحة من أنه لا حدود أو سدود أو موانع يمكن أن تردع الجانب الأمريكي عن القيام بأي عملية تتطلبها ظروف و مستجدات المواجهات الميدانية مع جماعات الإرهاب الناشطة في العراق !، و أعتقد أن الخيار الوحيد المتبقي أمام السوريين هو إعلان الحرب رسميا و بشكل واضح على الولايات المتحدة و جيشها في العراق!!، و حشد الجماهير العربية إستعدادا للمواجهة!!، و بما أن الجيش السوري عاجز عن المواجهة المباشرة فليس هنالك من بديل سوى اللجوء صوب جيوش المخابرات السورية وهي ما شاء الله فرق واسعة و متنوعة مخصصة لمهام القمع الداخلي و لكن مع تغير الظروف يمكن تطويرها و تحريف برامجها لتلائم الحالة المستجدة و الطارئة، و يمكن من خلال دمج عناصر مكتب رقم 279 الإستخباري، مع قوات مكتب رقم 233 و 235 و مكتب ألأمن القومي و قوات مخابرات القوة الجوية و مكتب فرع فلسطين و بقية المكاتب الإستخبارية هذا غير الأمن العسكري و الأمن السياسي و قوات الشرطة، إضافة لقوات ( العكيد ) أبو شهاب و بقية فريق مسلسل ( باب الحارة )!!، ليمكن بعدها من تشكيل كتائب الفداء و التحرير في الشام و بغرض قلب الصورة الستراتيجية الدولية و لربما دحر الأمريكان و تحرير العراق بالتعاون مع قوات فيلق بدر و جيش المهدي و الصحابة و الراشدين إضافة لقوات الرفيق المناضل الفريق الدكتور ( عبد طيطو ) و بالتعاون العملياتي و اللوجستي مع فيالق ( عرب بزون ) و غيرهم من الفصائل المسلحة التي قد تفرض واقعا جديدا تكون الهيمنة فيه لقوات التحرير القومي المشكلة أساسا من المخابرات السورية!!، إنها فرصة العمر للنظام السوري للوصول لحالة التوازن الستراتيجي التي طال البحث عنها و تمنيها، و أعتقد أن على النظام السوري إنتهاز الفرصة التاريخية للقيام بشن الضربة الأولى و هي التي من شأنها أن تشل المبادرة الهجومية للعدو و تحقق سبقا ستراتيجيا و تكتيكيا من شأنه تغيير صورة الصراع، وكل العوامل و الأسباب المؤدية لتوجيه الضربة الإستباقية متوفرة و بشكل نادر... فيا كتائب المخابرات السورية المناضلة سيري للتحرير القومي، فإنها و الله معركة المعارك و أم المواجهات، كما أنها ( اليرموك ) الجديدة!! و على كل العناصر الإستخبارية الثبات و عدم الهروب أو التراخي.. إنه يوم الملحمة، كما أنها المعركة التي سترد بها المخابرات السورية كرامة الأمة السليبة و المنتهكة... فهل يتحرك أهل المخابرات السورية فعلا.. أم أن جحور البعث ستكون هي المصير الحقيقي لأنظمة الإستبداد... لنرى و نشاهد و نستمع..!.

داود البصري

[email protected]