مادام الوطن مشدودا ومصلوبا كالمسيح بين فتح وحماس.. والناس فيه مستقطبون إلى أبعد الحدود يمارسون غواية الإقصاء للآخر quot; وكل حزب بما لديهم فرحون quot;..!!

يتصرف كل منهما وكأنه يمتلك دون غيرة الحق والحقيقة وقد نسي الكثير منهم جمل الوطن ملوحا برسن التنظيم وكأن التنظيم منزل من عند الله لا يأتيه الباطل من فوق ولا من تحت..!!

في أحداث متسارعة لم استطع قضاء سياحة فكرية كنوع من التغيير خارج المكان والزمان.. لم أجد مناصا من الكتابة عن واقع الحال بدون تكلف أو ابتذال وquot;اللي عاجبه السوق يتسوق quot;..!!

أسأل نفسي كيف أكتب عن مشاعري الخاصة نحو باراك أوباما.. ولا أعلق على زعبرات quot; أبوعلى quot; شاهين..؟!!

وكيف أمر على الأحداث في كينيا وتشاد والصومال ولا أتوقف عند quot;ديمونا quot; وخان يونس وجباليا حيث صوت كسر العظم الفلسطيني يبدو جليا خصوصا بين إسرائيل وحماس..؟!!

ولهذا فاني أعطي لنفسي الحق في أن أواجه فتح وحماس بهدوء وبكل الشفافية الممكنة بما فعلتاه وتفعلانه سلبا كان أو إيجابا..ربما من وجهة نظر متحررة قليلا من الانتصار المسبق لطرف دون آخر بسبب هوى أو ميل أو مناكفة..!!

وبداية لتكن المواجهة مع فتح التي تراجع الآن أخطاءها وخطاياها وهذا ليس عيبا وإنما المطلوب أن تستنتج العبر المناسبة وفي الوقت المناسب وصولا إلى الرؤيا السليمة للمستقبل.

طلعت علينا سلطة فتح فياض في رام الله ببدعة براءة الذمة والتي أحدثت بلبلة وتذمرا عند أصحاب الرواتب رغم أنها قد تكون صحيحة ولكن التوقيت بالتأكيد غير ملائم خاصة في ظل الضائقة التي لا تخفى على أحد ولأن حكومة فياض هي الأولى بتقديم براءة الذمة فهي لازالت مدينة للموظفين بباقي المستحقات..!!

طلب دفع فواتير الماء والكهرباء واجب وطني على المواطن في الظروف العادية ولكن في دار الحرب التي نعيشها تعطل حدود الشرع فما بالنا بحدود فياض..!!

ان على فياض السلطة أن يولي اهتماما أكبر بغزة ولا يفرح بأنها سقطت عن كاهله في بحر عسل حماس وعليه أن يهتم أكثر بالتلفزيون الفلسطيني المتخلف إعلاميا عن ركب الحدث مقارنة بفضائيات محلية ولدت بعده بكثير ولا يكتفي بصوره الزكية مع العم زعل أبو رقطي، وأن يحدث ما استطاع في وزارة الإعلام من عصر المماليك إلى عصر العنب..!!

وعلى عباس وفياض ألا يقتربا من إسرائيل وألا يسرعا إلى التقاط الصور التذكارية مع اولمرت إلا بمقدار ما تقترب الدولة العبرية من تنفيذ التزاماتها نحو خارطة الطريق وقد أثبتت الأحداث أن إسرائيل لا أصدقاء لها وأنها ليست معنية إلا بأمنها ومصالحها فقط..!!

والدليل على ذلك عشرة اجتماعات بين عباس واولمرت منذ أنا بوليس والنتيجة صفر بل وأكثر من ذلك فا ولمرت يواصل قضم القدس بتلذذ

وأسأل ما الضير في أن quot; نحرد quot; ولو مؤقتا عن مواصلة المفاوضات واللقاءات انتصارا لكرامتنا الرسمية على الأقل ومحاولة للضعظ في اتجاه أن تكون إسرائيل أكثر جدية..؟!!

وماذا سنخسر لو تمهلنا في اندلاقنا نحو تقبيل الحلوة تسيبي ليفني..؟!!

ومن ناحية أخرى فقد كثرت التصريحات والشطحات غير الموفقة وغيرالمدروسة وهي أشبه ب quot; فص الغفلة quot;من بعض أقطاب حركة فتح مثل ما فعل أبو خوصة في قناة الحوار وما فعل مروان كنفاني في كتابه سنوات الأمل عبر صحيفة الأهرام العربي المصرية وما فعله الماريشال أبوعلى شاهين من شن هجوم بري غير مسبوق على ثكنات الرئيس عباس..!!

ان هذه العنطزات والمماحكات والذكريات البايتة لا قصد من ورائها إلا الرغبة في التلميع وطلب القرب من الفضائيات فنشر الغسيل الوسخ قطعا لن يساهم في تنظيفه وإنما قد يساهم في تعميق الجراح حتى ببن الإخوة في الفصيل الواحد والسقوط المدوي للجميع من أعين الغلابا..!!

ان فتح والفتحاويين مدعوون إلى مراجعة جادة هادئة للتجربة السابقة بحلوها ومرها مع رجاء حار لرموزها المحترمة أن تغلق أفواهها ولو مؤقتا وتمتنع عن التصريحات النارية والمؤسفة التي قد تربك وتسيء الى الحركة قبل كل شيء

وفتح بكل الصراحة مطالبة الآن الآن وليس غدا بالتخلص من نفاياتها الذرية والتي تثقل كاهلها دون النظر الى اعتبارات اللملمة والحشد فالعبرة بنظافة اليد والسيرة والعدد في اللمون..!!

أما بالنسبة لحماس فان من واجبي الملتزم بالنزاهة والموضوعية أن اشكرها وكل من ساهم ككاتب ومثقف على قرار إطلاقها سراح الكاتبين الزميلين عمر الغول ومنير أبو رزق وان تأخر فهذا الاعتقال ما كان يجب أن يحدث أصلا لأنه ضد حرية الكلمة و لأنه أساء بالدرجة الأولى إلى تجربة حماس أولا وأخير ا ولكننا نقول أن الرجوع إلى الحق فضيلة داعين بكل قوة ووضوح فتح وحماس إلى الأفراح فورا عن كل معتقل على خلفية رأي أو انتماء.لأن ذلك سبة لا تغتفر في جبين كليهما ويهز كثيرا من مصداقية شعاراتهما.!!

إن حركة حماس اليوم تعيش تحت ضغط رهيب بسبب أعدائها وهم كثر وبسبب بعض ممارساتها العنترية غير المدروسة، وهي بالمقابل تصل بحزبيتها إلى درجة الهوس وهذا ملاحظ بوضوح في خطابها الجماهيري وبياناتها وأناشيدها ومؤتمراتها إلى درجة يتكرر فيها اسم حماس في كل جملة من خطاب أو مقطع من نشيد بينما يغيب اسم فلسطين ولا يظهر إلا نادرا..!!

وهي بما تفعل جعلت من نفسها بقصد أو بغير قصد نقيضا وبديلا للتجربة الوطنية الطويلة وكلنا يعلم أن كل البدائل غير الوطنية المصطنعة من الاحتلال أوالمدعومة من حركات أصولية متشددة في الخارج قد انتهت تاريخيا إلى فشل ذريع..!!

لذا يجب على حماس لكي تضمن الديمومة إلى ما شاء الله وهي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ولا يمكن تجاوزها أن توازن دائما بين عقيدتها ووطنيتها.. وتسبق الوطن على التنظيم في كل فعل.

وحماس في تعاملها مع الأحداث كما جرى في أحداث المعبر باتت أكثر تشنجا وقطعا للأمور بالجوازم والمؤكدات في معظم التصريحات ويظهر ذلك على لسان الناطقين باسمها وبعض رموزها البارزين ويلاحظ أيضا استهلاكها المبالغ فيه لنغمة التخوين و التحريض على أناس قد تجبرها الظروف على التعامل معهم من جديد خاصة في إطار مصالحة لابد منها أجلا أو عاجلا.!!

ومن الواضح أن الأمور بعد انفراج وهمي على بوابة رفح قد عادت إلى حالة الاستحكام والانغلاق كما توقعنا خاصة بعد عملية ديمونا وإطلاق النار على الجنود المصريين..!!

فقد تغولت إسرائيل أكثر فأ كثر ففقد الشعب الفلسطيني في يومين متتاليين 15 شهيدا وتعكر صفو العلاقات مع مصر بسحابات سامة.منها محاولة فتح الثغرات من طرف واحد.. ومليون دولار مزيف من الجائعين الذين عادوا بالدراجات النارية والمخدرات..!!..وهجوم عنيف من كبار الصحفيين المصريين على حكام غزة..!!

وتبخرت بالمقابل كل التصريحات المؤكدة عن قرب فتح المعبر بشراكة أساسية بين حماس ومصر فقط، وحل محلها تصريح مصري صارم ومتجهم بكسر الأيدي والأرجل.!!

وفي اعتقادي أن المعبر لابد وأن يفتح في النهاية بعد أسابيع وبشرو ط الخماسية الدولية شئنا أم أبينا مع بعض التسهيلات التي تخفف الحصار و تأخذ بالاعتبار الحالات الإنسانية..!!

ونفسي بعد أن عادت بنا الأمور إلى خانة اليك..أن أشوف وبلا شماتة الوجوه المتمعرة للمنجمين في الحاشية..أولئك الذين أقسموا أغلظ الأيمان بانتصاره مولاهم في الغزوة، وغنوا له ما يحب سماعه..!!

وفي النهاية فاني أتمنى على فتح وحماس أن يتخففا كثيرا من الشحنات السلبية المتشنجة و غير المسئولة رحمة بنا وبأعصابنا وان ترتفعا معا إلى مستوى الحدث لأنهما إما ينجحان معا في تجاوز التحديات الراهنة أو يسقطان معا في وحل الشخصنة والصراعات الضيقة ولا نجاة لأحدهما دون الأخر.

توفيق الحاج