وضع المرأة العربية هو الموضوع المفضل لدى فئات مختلفة من الناس،فهو الموضوع المفضل من قبل من يريد أن يثبت تحضره و(ليبراليته) عبر الدفاع عن حقوقها وغالبا ما تجده مثالا للازدزواجية في التناقض الكبير بين تنظيراته وتعامله مع المرأة على أرض الواقع،وهو موضوع مفضل أيضا لدى من يتجاهل كل الاجحاف الذي يقع في حقها مؤكدا أن وضعها هو الأفضل وحقوقها مصانة و(تحمد ربها وتشكره )فهي الأفضل بين نساء العالم،ويكمل (نضاله )في سلبها المزيد من الحقوق،وهو الموضوع المفضل أيضا لدى المؤسسات الحقوقية والجماعات النسوية والجمعيات الخيرية والمقاهي الثقافية والبرامج التلفزيونية.

يناقش موضوع وضع المرأة العربية وكأن (الرجل )العربي في نعيم يحسد عليه، وينظّر الرجل العربي حول حقوق المرأة ويترحم على وضعها وكأنه أخذ كل حقوقه وكل همه اليوم هو (النضال )من أجل هذه المرأة المسكينة؟

رغم أن وضع المرأة العربية يحتاج الى الكثير من العمل والنضال لتحسينه،ورغم أنها تعاني من الكثير من الاجحاف في أبسط حقوقها الأساسية،الا أن الرجل العربي ليس أوفر حظا،وهو بدوره يحتاج الى الكثير من النضال للحصول على حقوقه،بل هناك حالات كثيرة في عالمنا العربي تكون فيها المرأة أكثر حظا من الرجل.

فالمرأة غالبا لن تسحب وتزج في حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل لارضاء نزوات قائد ما أو تحت رايات جهاد مزورة،والمرأة العربية أقل عرضة لملاحقة الاستخبارات و(زوار الفجر) والتعرض للتعذيب في السجون للاعتراف بجرائم لم تقم بها،ولا يزال هناك (حرمة )لدماء النساء،حيث يستكثر قتل (النساء والأطفال )ويعتبر جريمة في حين تبدو دماء الشباب والرجال رخيصة ولا أعرف لماذا هذا التفريق والعنصرية،وفي حالات خطف طائرة مثلا ستكون المرأة أول من يطلق سراحها مع ا لأطفال -ربما لأنه لا يزال ينظر لها على أنها قاصروناقصة عقل مثل الطفل لكن لا يهم طالما أن ذلك يعطيها حصانة ما ويحفظ لها حياتها!،-أيضا الرجل وخاصة الأعزب يعاني من اغلاق الأسواق في وجهه ومحاصرته بتلك اللوحة العنصرية (للعوائل فقط )،ويفتقد أماكن الترفيه والتسلية.

الرجل يعاني من البطالة وقلة فرص العمل لكنه مجبور على توفير اللقمة لأسرته في آخر اليوم بأي طريقة في حين لا يزال عمل المرأة في العالم العربي أمرا اختياريا،أما رداءة التعليم وهضم الحقوق السياسية فهو موزع على المرأة والرجل بالعدل وهم فيه سواء.

في النهاية وضع المرأة والرجل في العالم ا لعربي متشابه وينطبق عليهما المثل الشعبي:quot;سعيد أخو مبارك quot;

ريم الصالح


[email protected]