تتردد على لسان الرجل دوما هذه المفردات: (( أصطدتها، أوقعتها في شباكي، رميت السناره فعلقت بها... )) اضافة الى كم هائل من المفردات المشابهة باللهجات الشعبية العربية وغيرها التي تحاول اختزال علاقة الرجل بالمرأة وتحويلها الى علاقة طريدة وصياد، وكل هذا يعبر عن عقلية الرجل الأفتراسية التي مازالت جاثمة فيه منذ عصور الغابات الوحشية!
فمن النادر ان تجد الرجل قد ترقى انسانياً، واصبح يتعامل مع المرأة ككيان بشري يساويه بالقيمة الانسانية ويقف نداً له في مختلف ضروب الحياة، اذ ان غالباً عندما يلتقي الرجل - حتى المثقف - بالمرأة فأن أولا شيء يستحضره هو عملية التفحص الذكوري الجنسي لأنوثتها وقياس مدى أنطباق نموذجها على مثاله الأنثوي المرسوم في ذهنه.
والرجال عموما ليس من أولويات أهتمامهم الرابطة الانسانية بالمرأة، والأعجاب بصفاتها الاخرى البعيدة عن جمالها وانوثتها، ولهذا نجد المرأة العجوز مثلا مهما كانت تتمتع بمزايا خارقة ولكن تجد ان ليس لديها علاقات اجتماعية انسانية بريئة مع الذكور الشباب!
وعلى العكس تجد ان المرأة تعجب وتحب صفات الرجل الاخرى البعيدة عن موضوع العاطفة والحب والجنس، فالمرأة قد تعجب بذكاء الرجل أو طيبة قلبه او ترق مشاعرها على ضعفه ومرضه... فالمرأة في علاقتها بالرجل غالبا وما تستحضر البعد الانساني المعنوي وتتعامل معه بأمومة حتى لو كان أكبر منها سناً وكانت هي ليس لديها اطفال.
وهذه الفروق الفردية بين الرجل والمرأة هي بالنسبة للمرأة سلوك فطري في تعاملها الانساني مع الرجل غالبا، بينما الرجل جلب معه سلوكه الغريزي الأفتراسي الهمجي هذا من عصور الغابات معه ولم تستطع الحضارة ان تطهره من هذا التلوث للأسف خصوصا الطبقة المثقفة من الرجال التي تعتقد ان من حقها افتراس كل نساء العالم مثلما كان اجدادنا يفعلون في عصور الوحشية!
خضير طاهر
التعليقات