كل الشواهد والاحداث التى تمر بها حاليا العديد من الدول العربية والتى بلغت ذروتها هذا الاسبوع عندما احتلت المليشات المسلحة التابعة لحزب اللة العاصمة اللبنانية بيروت فى تحدى سافر للحكومة اللبنانية الشرعية.. ومن قبلها بشهور قليلة كانت غزوة قوات حماس ( المقاومة الاسلامية) للحدود المصرية مع قطاع غزة.. كل هذة الاحداث تؤكد على ان كثيرا من انظمة الدول العربية مقدمة عاجلا او اجلا على تغيرات هائلة ليس نحو الحرية والديمقراطية والرقى والتحضر والرخاء كما حدث لدول اوروبا الشرقية عقب انهيار الاتحاد السوفيتى ولكن للاسف نحو مزيد من التشدد والتطرف الدينى والمتاجرة بالاسلام والتخلف والدخول فى صراعات دموية من اجل فرض السيطرة والنفوذ والوصول الى مقاعد الحكم والسلطة.
ان ما نراة يحدث فى لبنان او غزة او السودان او الصومال وغيرهم من الدول العربية هو بلا شك ولادة بطيئة صعبة متعثرة لعالم عربى جديد لن يكون فية مكانا للعقلاء او المعتدلين او الحكماء او مؤسسات الدولة الحديثة او القانون وانما سوف يكون فقط عالما للمتطرفين والمتشددين الاسلاميين والظلاميين والمتعطشين للبطش وسفك الدماء.
لقد حاولت ان اجد مبررا لهذا العمل الاجرامى الذى قامت بة مليشات حزب اللة فلم اجدد مبررا لخروجهم الى شوارع بيروت واحتلالها وقتل الابرياء اللهم اذا كانت هذة المليشات بالفعل تعمل لحساب دول اخرى مثل ايران وسوريا وهما معروفان بسعيهما العلنى والسرى من اجل السيطرة على لبنان او عند الفشل فى تحقيق هذا الهدف تدميرة وتحويلة الى اطلال.
ومن قبل حاولت ان افهم لماذا انقلبت المقاومة الاسلامية الفلسطنية المعروفة باسم حماس على السلطة الشرعية الفلسطنية وقامت بالسيطرة على قطاع غزة وعزلة بالكامل عن العالم والتسبب فى تجويع مليون او اكثر من الفلسطنيين..كما اننى حاولت افهم لماذا لا يثور الفلسطنيين فى القطاع على قيادات حماس لانهم كانوا السبب المباشر وراء كل هذة الكوراث التى حلت بهم فلم اجد مبررا سوى ان هؤلاء ايضا مثلهم مثل اتباع نصر اللة يعملون لحساب اطراف اخرى لا يهمهم مصلحة الشعب الفلسطينى او اللبنانى وانما مصلحة انفسهم ودول اخرى فى المنطقة.
لاشك ان ما حدث ويحدث فى لبنان وغزة والسودان والصومال لايمكن استبعاد حدوثة فى اى دولة عربية اخرى وبصفة خاصة مصر التى اصبحت مهيئة بدرجة كبيرة جدا لسيطرة الاخوان المسلمين والمتطرفين الاسلاميين عليها بالكامل ووصولهم لحكم المحروسة واعلان دولة الخلافة الاسلامية بقيادة الشيخ مهدى عاكف. وبعدها سوف يعلن الاخوان الحرب على الشعب المصرى والتنكيل بة مثلما فعل الطلبة مع الشعب الافغانى فى افغانستان..وبعد ان ينته الاخوان من تصفية حساباتهم مع النظام الحالى ومعارضيهم ايضا من المصريين من المتوقع قيامهم بالغاء معاهدة السلام التى وقعها الرئيس السادات مع اسرائيل فى عام 1979 ثم اعلان الحرب على اسرائيل حتى يكتمل سيناريو الدمار والخراب وولادة الشرق الاوسط الجديد.
صبحى فؤاد
استراليا
الاحد 11 مايو 2008
[email protected]
التعليقات