نشرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء احصائيات تحدثت عن تبرع الشعب الامريكي للأعمال الخيرية الانسانية ما قيمته 306.4 مليار دولار وليس مليوناً، وهذا الرقم هو أعلى رقم يسجل رغم أرتفاع أسعار المشتقات النفطية والاغذية وتأثيرها على الدخل.

حينما قرأت هذا الخبر تذكرت الحملات الدعائية العدوانية التي تشنها الابواق الشيوعية وجماعات الاسلام السياسي والتيار القومي ومن معهم من الغوغاء ضد أمريكا وما يقولونه من إتهامات جاهزة عن وحشية المجتمع الرأسمالي واستغلاله للانسان الى أخر التهم المعروفة التي شغلت العالم العربي منذ أكثر من نصف قرن !

والولايات المتحدة لم تتوقف انسانيتها عند هذا الحد، فهي مازالت ابوابها مفتوحة للعرب والمسلمين وتستقبلهم كلاجئين ومهاجرين وطلاب وسياح، رغم علمها ان من بينهم الكثير ممن يكره أمريكا، وربما هو مشروع ارهابي مجرم، ولكن مع هذا هي تستقبلهم وتطبيق مبدأ العدالة معهم : المتهم بريء حتى تثبت أدانته.

بل ان الكثير من الساسة والمثقفين الأمريكان يطالبون بغلق معسكر غوانتنامو، وتطبيق لوائح حقوق الانسان، وهذا المعسكر كما هو معروف يضم أبشع المجرمين الارهابين الذين يريدون تدمير أمريكا وقتل كافة ابناء الشعب الامريكي.

وفي أمريكا الان تنتصب مساجد العرب والمسلمين تحت حماية رجال البوليس الأمريكي، يمارس فيها المسلمون طقوسهم بكل حرية، وهذه المساجد عبارة عن أوكار لنشر الكراهية الدينية والتطرف والارهاب.

والأخطر من هذا تقوم هذه المساجد بحملات بين المواطنيين الامريكيين المسيحيين للتبشير بالدين الاسلامي، وطبعا التبشير يكون على شكل خطاب ديني يخطيء المسيحية التي هي دين الدولة ويسعى الى أسلمة المجتمع الامريكي، فتصوروا الوقاحة والتجاوز على صاحب البيت الأمريكي الذي فتح ابوابه ووفر لهم افضل سبل العيش والسعادة، ومع هذا يهاجمون دينه ويحاولون تخريب القناعات الدينية لمواطنيه !

ولكن رغم هذا.. فأن قلب أمريكا رحب كبير ويستوعب الجميع، فأمريكا هي ليست دولة فقط، وانما رسالة حضارية انسانية، وينبوع دائم من العطاء والاختراعات والاكتشافات والافكار التي أنارت الحياة وأسعدتها في كافة أرجاء الارض.

خضير طاهر

[email protected]