أثبتت التظاهرات المتواصلة، عبر دول المهجر، التي يقوم بها الاقباط تضامناً مع اخوتهم داخل مصر الواقعين تحت نير ديكتاتورية العسكر بقيادة ديكتاتور المنوفية حسني مبارك الذي تضامن مع المتطرفين المسلمين، ورمى حبلهم على غاربهم ليمضوا خطفاً وقتلاً ونهباً للأقباط وممتلكاتهم، أثبتت إصرار الاقبياط على المطالبة بنيل حقوقهم بلا كلل مهما كانت طرق الترهيب لاسكاتهم.
ولم يكن تسلسل الاحداث التي شهدتها الأيام الماضية صدفة بل ضمن ترتيب وتنظيم بين النظام واخوان الظلام الذي يريدون اطفاء أي ومضة للنور في بلدنا مصر.
فالنظام بات معزولاً حتى من وسطه العربي بعد أن انتهت مدة خدمته الافتراضية اذ لم يعد مؤثراً في أي حدث يحصل في أي دولة عربية، بل حتى في دول الجوار لمصر. فاراد أن يذكر العالم أن ثمة فائدة منه متبقية باعتباره بديلاً لحلفائه من المتطرفين الاسلاميين الذي باع مصر لهم ولمموليهم وقبض الثمن منذ سنوات، فسمح لهؤلاء الغربان بالانقضاض على دير للاقباط في منطقة المنيا ومحاولة اجبارهم أن يبصقوا على الصليب وان ينطقوا الشهادة بالقوة، ثم الهجوم على محلات بيع الذهب في القاهرة واستمرار خطف القاصرات من بنات الاقباط واجبارهن على اعلان اسلامهن وتزويجهن لمتطرفين مسلمين.
كل ذلك أشعل تظاهرات أقباط المهجر الذي يرون اخوتهم محاصرين ببنادق العسكر الذين يتبرصون بهم الفرص لينقضوا عليهم في تظاهرة يخرجون بها فكان أقباط المهجر أذكى من كيد النظام ليقلبوا السحر على الساحر، فقد سارت حشود الاقباط في عواصم فرنسا وايطاليا وهولندا واستراليا اميركا ودول اخرى تفضح في تظاهرات سلمية غاضبة مايفعله النظام في مصر بالاقباط الذين لاذنب لهم سوى انهم مسالمون يصرون على نيل حقوقهم بأقوى سلاح وهو السلام.
وقد انضم للمتظاهرين سياسيون وبرلمانيون غربيون وغطت وسائل الاعلام الاوربية والاميركية هذه الظاهرات التي اظهرت الوجه الحقيقي للنظام المصري وفضحت تحالفه مع المتطرفين وانه هو المنقاد والملبي لرغبات أسيادهم ومموليهم.
يبقى لدينا تساؤل عن آلاف الاقباط في الدول العربية الذين يتحرقون للخروج بتظاهرات سلمية شبيهة بتظاهرات أوربا وأميركا وأستراليا تضامناً مع أخوتهم داخل مصر، فهل ستسمح لهم الحكومات العربية بتظاهرة سلمية؟ أم ان المتطرفين الاسلاميين لن يقبلوا بها حيث يخترقون مراكز صنع القرار في معظم الدول العربية؟
سؤال أضعه أمام منظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتع المدني العربية التي مللنا من سماع أخبارها كل يوم.
المهندس عدلي أبادير يوسف
رئيس منظمة الأقباط متحدون
التعليقات