ينظر العالم باندهاش لحضارة مصر العملاقة من معابد ومقابر وأهرامات..الخ علاوة على الفنون الراقية لأجدادنا العظماء ومدرستهم الفريدة لفن التحنيط كان أجدادنا لهم الريادة والسيادة في العالم و حينما أراد الله مدح موسى النبي دونت هذه العبارة في سفر أعمال الرسل quot; فتهذب موسى بكل حكمة المصريين و كان مقتدرا في الأقوال و الأعمال quot; سفر أعمال الرسل الإصحاح 7 : العدد 22 quot;.
برع أجدادنا في العمل المثمر الهادف الراقي كانت شعوب المنطقة تعيش في تخلف وتأخر كان أجدادنا يعيشون في رفاهية ورحب ويتسمون بالحكمة.


بينما برع الأجداد في العمل والبناء والحكمة والتقدم برع الأحفاد الغير شرعيين في التخلف الكسل والهدم وكل ما استطاعوا أن يسجلوه للتاريخ فن الاختزال أو سياسة الاختزال اختزال الكل في واحد لتملق الأخريين وسياسة الاختزال أصبحت أسلوب حياة للمصريين فعلى سبيل المثال لا الحصر.


* صرح رئيس الاتحاد العام لعمال مصر السيد راشد 34 مليون عامل يؤيدون الرئيس مبارك اختزل رأى ملايين العمال في راية الشخصي.
* جمال عبد الرحيم اختزل 7000 صحفي مقيد بنقابة الصحفيين في شخصه بل اختزل مصر كلها في شخصه وراية فقط.
* الإخوان المسلمين اختزلوا مسلمين مصر فيهم.


* السيد نبيل لوقا بباوى يعلن في ميادين مصر 70 مليون مصري يبايع الرئيس مبارك.
* وهكذا الحال عمال المصلحة يبايعون رئيس المصلحة ورئيس المصلحة يختزل الكل في شخصه ويبايع الوزير ورئيس الوزراء يختزل الوزراء في شخصه ويبايع الرئيس ومن المثير للدهشة والحزن في أن واحد أن تختزل مصر كلها في تيار سيأسى أو تيار ديني أو في شخص الرئيس.


سياسة الاختزال أصبحت سلوك عادى للشعب المصري وتعكس هذه السياسة النرجسية لدى الأشخاص المختزلين للأخريين كما تعكس أيضا ودونية الحكم على الأخريين وفوق ذلك تعكس مدى انهيار المستوى الأخلاقي والإنساني في التعامل بين البشر بعضهم البعض وانطلاقا من مفهوم الاختزال ليس غريبا أن ترفع مئات القضايا في المحاكم نتيجة لاختزال الله ذاته لعدد من المتحدثين باسمة تحت مسميات حماية الدين أو الإساءة لله عز وجل...الخ ويصبح الكثير منهم وكلاء الله على الأرض فاختزلوا الاله فيهم.
وعمت سياسة الاختزال منطقة الشرق فتجد حزب الله وسيف الله وآية الله وصوت الله وجبهة الله مساكين أهل مصر ومساكين أهل المنطقة فربما بحور الدماء نتيجة طبيعية لسياسة الاختزال لكل ماهو مقدس وخاصة الدين.

مدحت قلادة
[email protected]