تناقلت وسائل الاعلام العراقية التصريحات التي ادلى بها رئيس المحمة الجنائية العراقية العلياالقاضي عارف شاهين والتي كشف فيها عن اسماء متهمي قضية اسقاط الجنسية وتسفير الاكراد الفيليين ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة.
وواضح ان ازاحة العراقيين الفرس من قائمة الضحايا وحصر ضحايا التهجير بشريحة واحدة تعتبر جريمة بشعة تتمم الجريمة التي ارتكبها النظام البائد بحق العراقيين من ذوي الأصول الفارسية.


كما ان الحكومة العراقية مطالبة بالاعتراف بالقومية الفارسية كإحدى القوميات المكونة لنسيج المجتمع العراقي ، ومن المؤسف جدا أن بعض الساسة العراقيين بمستوى مخزي من الأمية يؤكد أنهم على جهل تام بالتاريخ السياسي العراقي الحديث وبمكونات المجتمع الذي ينتمون اليه ،ويكفي أن يخصصوا ساعات محددة من وقتهم للتعرف على القوميات والأقليات التي تعيش في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة.


لقد توقع العراقيون الفرس من الحكومة العراقية الاعتراف بهم كمواطنين عراقيين وتقديم اعتذار رسمي لهم بسبب دور الحكومة العراقية الحالية في تغييب قضية العراقيين الفرس الذين تعرضوا لعمليات تصفية عرقية نفذها نظام المجرم صدام حسين بحقهم وبحق ابنائهم.


فقد تم تهجيرهم من وطنهم ووطن أجدادهم بعد أن صادر النظام الدكتاتوري جميع ممتلكاهم وحجز ثم أعدم أبناءهم علما أنه تم إعتقال معظم الشباب العراقيين من ذوي الأصل الفارسي أثناء أدائهم الخدمة العسكرية في معسكرات تابعة للجيش العراقي وتم اعدامهم لاحقا. كذلك توقع العراقيون الفرس من الحكومة العراقية الاسهام في خلق المقبولية الاجتماعية وتنظيم حملة تثقيفية توضح لأخوانهم في الوطن انهم مواطنون عراقيون أولا وأخيرا، ولاعلاقة لهم بأي طرف خارجي ، وانها لمهزلة كبيرة أن يتم اعتبار العراقيين الفرس طابورا خامسا لبلد مجاور بحكم االمشترك القومي ، فاعتبار هش كهذا يمكنه أن يشمل جميع القوميات العراقية الأخرى التي ترتبط بمشترك قومي او عرقي مع الدول المجاورة.

ان تغييب العراقيين من ذوي الأصول الفارسية من قائمة ضحايا التهجير يعتبر جريمة متممة للجريمة التي ارتكبها النظام الدكتاتوري السابق.


يطالب العراقيون من ذوي الأصول الفارسية المحكمة الجنائية العليا أن تتوخى الدقة في تحديد هوية ضحايا جريمة التهجيير البشعة ، وأن تكون بمنأى عن مساعي بعض الأطراف السياسية التي تسعى لتجيير هذه الجريمة وفق أجنداتها السياسية البحت ، ونقترح على المحكمة الجنائية العراقية العليا مراجعة جميع وثائق الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية ومنظمة الصليب الأحمر فيما يتعلق بجريمة التهجير ، فلم تحدد اية جهة قانونية من هذه المنظمات ضحايا التهجير بقومية واحدة وانما ذكرت العراقيين من ذوي الأصول الفارسية الى جانب الكورد الفيلية.


ان التصريحات الواردة في وسائل الاعلام العراقية المنسوبة لرئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا القاضي عارف شاهين
والتي يحدد فيها ضحايا جريمة التهجير بشريحة واحدة من أبناء الشعب العراقي إنما تدل على جهل رئيس المحكمة ببديهيات العمل القضائي الذي يتطلب تحديد هوية الضحايا فيما له علاقة بجريمة بشعة راح ضحيتها نصف مليون مواطن عراقي ، علما أن مجرد تصفح سريع لملفات العوائل المهجرة (المسفرين) سوف تؤكد حجم الجريمة التي تعرض لها العراقيون الفرس ، فاسماء العوائل الواردة هي أسماء فارسية واضحة ، والاحصاء السكاني لعام 1947 والمثبت أدناه ، هو دليل ساطع على وجود القومية الفارسية في العراق ، ونتمنى على رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا أن يبذل جهدا بسيطا.


ليتأكد من وجود الاف الوثائق الرسمية العراقية التي تبرهن على وجود القومية الفارسية في العراق وأن جريمة التهجير والاعدام استطاعت ولأول مرة في تاريخ العراق الحديث أن تستأصل قومية برمتها من وطنها ومن وطن أجدادها.
ان درج اسم العراقيين من ذوي الأصول الفارسية الى جانب اخوانهم الاكراد الفيليين فيما يرتبط بمحاكمة منفذي جريمة التهجير ، هو ضرورة قانونية واخلاقية ووطنية ، والحريصون على التنوع الثري للفسيفساء العراقية والتعايش السلمي النموذجي بين ابناء العراق سوف يواصلون مشوارهم في الدفاع عن قومية تفتخر بانتمائها وولائها للعراق.


1
الإحصاء السكاني للعراق الذي أجري في سنة 1947 ndash;والذي يبرهن على ان العراقيين الفرس كانوا من ضمن القوميات المكونة للمجتمع العراقي :

الطائفة

سكان المدن

سكان المدن (%)

ريفيون

ريفيون (%)

المجموع

المجموع من سكان العراق (%)

المسلمين

عرب شيعة

673,000

41.9

1,671,000

56.5

2,344,000

51.4

عرب سنة

428,000

26.7

472,000

16.0

900,000

19.7

أكراد سنة

176,000

10.9

662,000

22.4

840,000

18.4

فرس شيعة

49,000

3.1

3,000

0.1

52,000

1.2

تركمان سنة

39,000

2.5

11,000

0.3

50,000

1.1

تركمان شيعة

11,000

0.7

31,000

1.1

42,000

0.9

أكراد فيلية (شيعة)

14,000

0.9

16,000

0.5

30,000

0.6

غير المسلمين

مسيحيون

94,000

5.9


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف

أضف تعليقك

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.