بثت قناة MBC في الساعة الحادية عشرة من صباح الاربعاء 28/10/2009 ندوة ثقافية مكرسة لمناقشة قضية تعليق عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق من قبل الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب شارك فيها السيد محمد سلماوي، الامين العام لاتحاد الكتاب العرب، إضافة الى عددِ من الكتاب العراقيين. وكان يفترض بي بوصفي رئيساً للاتحاد أن أشارك في الندوة، حيث وفرت لي القناة مشكورة سيارة خاصة لنقلي الى مكتبها لكن الازدحام الاستثنائي الذي أعقب أحد الانفجارات في بغداد قد حال دون وصولي في الوقت المناسب مما دفع بالقناة الى الاعتذار عن تأخري وإنهاء الندوة.

ومن المؤسف أن يعيد السيد محمد سلماوي في هذه الندوة مجموعة ملفقة من الاكاذيب والاضاليل والادعاءات ضد اتحاد الادباء في العراق، وضدي شخصياً بوصفي رئيساً للاتحاد لتبرير مواصلة تعليق وعضوية أتحادنا وأود أن اركز على قضية أساسية تتعلق بتوجيه تهمة باطلة ضدي أطلقها السيد سلماوي من خلال القناة ودونما سند صحيح. إذ جاء في قول السيد سلماوي quot; قيل أن رئيس إتحاد الادباء في العراق قد قال بأن السفير الامريكي بريمر هو محرر العراق quot; وهي تهمة ملفقة ولا أساس لها من الصحة ولم تستند إلى أية مرجعية إعلامية أو ثقافية، كتابية أو مرئية أو مسموعة، بل ودونما شهود ثقة أو سياق محدد للقول. والسيد سلماوي، الذي يتبوأ الان وللمرة الثانية أكبر مركز ثقافي في الوطن العربي، ويحمل أمانة تأريخية وثقافية وفكرية كان عليه أن يكون موضوعياً ودقيقاً في تحري الحقائق وأن لايتبنى أية مقولة، خاصة اذا ما كانت تعرض صاحبها الى المساءلة القانونية إلا بعد تمحيص وإسناد لأ إطلاق الأحكام العشوائية يشكل إساءة كبيرة للطرف الذي تلصق به مثل هذه الأحكام والتهم. ولا ادري كيف سيكتب تأريخنا المعاصر إذا ما إحتكمنا الى السنة التي شرعها السيد سلماوي في توثيق التاريخ الثقافي المعاصر، وأية أكاذيب وتلفيقات مغرضة يمكن أن تمر أمام أنف المؤرخ الثقافي أو السياسي ولا شك أن السيد سلماوي يعلم أكثر من غيره، وهو المؤتمن على ثقافتنا العربية وتراثها وتقاليدها العريقة، أن الحقيقة التاريخية أو أي نص أو قول، لايعد صادقاً مالم يستند الى سلسلة إسناد موثقة ومزكاة. والمؤرخ النزيه غالباً ما يرفض القبول بالكثير من المرويات والاقوال والادعاءات اذا ما كانت تفتقد الى الاسناد الصحيح من خلال علم خاص هو quot; علم الرجال quot; أو quot; الجرح والتعديلquot; والذي في ضوئه أبطل المؤرخون والمدونون الآلاف من الاحاديث النبوية التي أسندت زوراً الى الرسول الكريم. اذ لايعقل أبداً أن يقبل الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، المسؤول المباشر عن شرف الكلمة العربية أن يطلق التهم جزافاً دونما سند صحيح وأعتماداً على الفعل المبني للمجهول quot; يقال quot; والذي غاب فاعله لأسباب سياسية تآمرية واضحة تفتقد الى الامانة والنزاهة والموثوقية.

ومن المؤسف أن اذكر هنا أن هذه التهمة الملفقة سبق وأن لفقت وأطلقت بخبث عشية التحضير لمؤتمر إتحاد الادباء والكتاب العرب والذي كنت مدعواً إليه لكن السيد سلماوي اخبرني في اللحظة الاخيرة أن الجهات الامنية المصرية رفضت منحي quot; فيزا quot;دخول في المطار. وكانت جريدة quot; أخبار الأدب quot; القاهرية الأدبية التي يرأس تحريرها الروائي جمال الغيطاني هي التي حسب علمي قامت بنشر تلك التهمة الملفقة من خلال الفعل المجهول quot; يقال quot; ذاته والتي إستقبلها السيد سلماوي وبعض أعضاء المكتب التنفيذي ممن يحملون كراهية خاصة ضد العراق وكتابه وراحوا يتداولونها وكأنها وثيقة رسمية معتمدة دونما تساؤل عن مصدرها وسندها ومرجعيتها وأتمنى من كل ذي ضمير حي ومبرأ من الاهواء والنوايا المبيتةأن يعيد قراءة وتقليب وتمحيص تلك التهمة والتأكد من صحتها أو بطلانها لكي ينام وضميره الحي يشعر بالراحة والسكينة وهو يتمثل النص القرآني الكريم: quot; ياأيها المؤمنون إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. quot;

ومن المحزن أن تتحول تلك التهمة الباطلة الى اللحن المفضل أو quot; علكة اللبان quot; التي يمضغها البعض ودونما حياء في كل المحافل الثقافية ومؤتمرات اتحاد الادباء والكتاب العرب حيث أعيد اطلاقها في مؤتمر quot; المنامة quot; وأخيراً في مؤتمر quot; سيرت quot; بليبيا وها هي تتكرر وهذا هو المهم على لسان الامين العام للاتحاد السيد محمد سلماوي ومن خلال قناة MBC.

ونظراً لأن مثل هذه التهمة ملفقة وتفتقر الى الصحة والى أي سند إعلامي أو قانوني، ولانها ألحقت الضرر الشخصي بي بصفتي الشخصية أولاً بوصفي وناقداً ومترجماً وناشطاً إجتماعياً ونقابياً وثانياً بصفتي المعنوية بوصفي رئيساً للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق وعرضت حياتي ولا تزال للخطر، ولانها أسهمت أيضاً، وربما بصورة أساسية في أيجاد المبررات لمواصلة تعليق عضوية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، أطالب السيد محمد سلماوي، الذي كنت أتوسم فيه الحكمة والرصانة والموضوعية والامانة وهو يتبوأ للمرة الاولى المسؤولية، أن يتراجع عن أطلاق هذه التهمة الباطلة وتقديم الاعتذار المناسب لي، أو تقديم الاسانيد والسياقات والوقائع التي تثبت تلك الادعاءات، على أن تكون تلك الاسانيد بنت تاريخها وظرفيتها وسياقها لا أن تكون طازجة ومعدة حديثاً في المطابخ الاعلامية والثقافية التي تعودت على تزوير تاريخنا الثقافي والاعلامي المعاصر.

وبخلاف ذلك،يؤسفني أن أعلن باني سأجد نفسي مضطراً لإقامة دعوى قضائية شخصية ضد السيد محمد سلماوي أطالبه فيها بدفع تعويض مادي لي بسبب ما لحق بي من ضرر مادي ومعنوي وتعريض حياتي للخطر من جراء التهمه الظالمة التي أطلقها مراراً ضدي وأهيب بجميع المحامين ورجال القانون والمفكرين والكتاب العراقيين والعرب الى الوقوف الى جانبي في أقامة هذه الدعوى التي أتوخى منها أن تكون أمثولة للدفاع عن الحقيقة وعن قيم الحق والعدالة وأدانة لكل أشكال التزوير والتضليل والتلفيق التي تسيء الى تاريخنا الثقافي والى سمعة الثقافة العربية.