كيف نستطيع اختيار الكلمات المناسبة التي يمكن ان تستجيب معانيها للتعبير عن مظالم الكورد الفيليين؟ وكيف يمكننا ان نتجاوز مشاعر الحزن والاسى التي تعصر قلب أي انسان يمتلك الحد الادنى من الشعور والاحساس بمعاناة الآخرين؟ وكم هوعدد التهم التي يمكن توجيهها الى المتهمين في هذه القضية؟ وهل تستطيع هذه المحاكمة وغيرها من المحاكمات التي جرت سابقا وستجري في المستقبل ان تقدم شيئا للضحايا الذين غادروا عالمنا القاسي هذا، دون ان يحظى اكثرهم ولو بشاهد او قبر؟
هذه الاسئلة وغيرها الكثير من المشاعر الحزينة التي سيطرت علي خلال الايام القليلة الماضية وانا اتابع جلسات المحكمة الجنائية العليا التي عقدت الاثنين 24 كانون الثاني ( يناير) اولى جلساتها لمقاضاة ستة عشر متهما من اركان النظام العراقي السابق في قضية مقتل وتهجير الكورد الفيليين.
المحكمة ستنظر في تهم تتعلق بتهجير الكورد الفيليين وهم قسم من الكورد العراقيين قام النظام السابق في اوائل الثمانينيات من القرن الماضي بتهجيرهم الى ايران واسقاط جنسيتهم وسلب حقوقهم واعدام الكثير منهم لاسباب واعتبارات تتعلق بالطعن في انتسابهم وعراقيتهم والادعاء بولائهم وتبعيتهم الايرانية.
ان هذه الجريمة البشعة التي طالت هذا المكون البسيط المسالم من مكونات الشعب العراقي والذي كان الانتقام منهم شديداً لسببين، لطبيعة الانتماء القومي الذي ينتمي اليه الفيليون باعتبارهم كوردا يعتزون بكورديتهم التي منحتهم مكانة متميزة في المجتمع العراقي في بغداد والمدن الجنوبية التي كانوا يزينونها كالزهور، اضافة الى انتمائهم المذهبي الذي اعتبر ذريعة ايضا للتنكيل بهم في خلال الفترة التي حدثت فيه هذه الجريمة خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية والتي كان فيها أغلب العالم صامتا اومساندا للنظام السابق.
هذه الجريمة التي تتفرع منها جرائم عديدة وكثيرة مرتبطة بها عانى منها هؤلاء العراقيون وما زالوا يعانون من تبعاتها وهم موزعون في معظم انحاء العالم، فجرائم التسفير والتهجير والتغييب والسجن والاعتقال والاحتجاز لسنوات طويلة دون أي تهمة او حق والتي عانى منها عشرات الآلاف منهم،الذين وجدوا انفسهم مجردين من كل الوثائق والهويات الرسمية واموالهم واملاكهم التي تمت مصادرتها وعوائلهم التي تم فصلها بعضا عن بعض، فالكبار في السن من الآباء والامهات والنساء والاطفال تم اخذهم الى الحدود وتركوا بين حقول الالغام في السهول والوديان على الحدود ليواجهوا مصيرهم بين نيران الطرفين المتحاربين العراق وايران.
اما الرجال فقد تم التقاطهم من وحداتهم العسكرية التي كانوا يخدمون فيها ومحلاتهم ومتاجرهم وتم احتجازهم في السجون والمعتقلات وتصفيتهم واجراء التجارب الكيمياوية عليهم وانكار كل ما يتعلق بهم وبوجودهم.
ان هذه الجريمة وغيرها الكثير من جرائم النظام السابق والتي لم تتوفر الفرصة والظروف المناسبة للتعريف بها وعرضها امام العراقيين والرأي العام العربي والعالمي بسبب الاوضاع الصعبة والمعقدة التي عاشها العراق بعد سقوط النظام، والاهتمام الاعلامي بملفات ومواضيع اخرى تركض اليها وسائل الاعلام تبعاً لعوامل السبق والاثارة الصحفية التي تميز العمل الاعلامي عموما، وهو ما يفرض علينا واجبا والتزاما اخلاقيا ووطنيا وانسانيا بوجوب الاهتمام والتعامل مع هذا الموضوع وغيره من المواضيع المهمة ولو لانسان واحد بذات الاهمية والحجم الذي يشغله موضوع مهم يشغل الناس هذه الايام مثل موضوع الانتخابات.
شهداء الكورد الفيليون ومعهم مئات الآلاف من الشهداء العراقيين من الكورد والعرب والتركمان وسائر مكونات الشعب العراقي الذين توزع عليهم الظلم والبطش والاجرام الذي وصل الى درجة لا يمكن احيانا تصورها او تصويرها والتي تمت بوحشية ومنهجية منظمة استخدمت فيها وسائل وسلطة الحكومة والحزب والاشخاص من مختلف المستويات والمناصب الذين ساهموا في هذه الجرائم القذرة سواء كانت مساهمتهم مساهمة اصلية أم تبعية او فاعلين اصليين أم شركاء او ارتكبوا جريمة الصمت عن كل ما جرى في تلك الايام من جرائم ومظالم ليس لها تعداد او حدود.!
هذه الاسئلة وغيرها الكثير من المشاعر الحزينة التي سيطرت علي خلال الايام القليلة الماضية وانا اتابع جلسات المحكمة الجنائية العليا التي عقدت الاثنين 24 كانون الثاني ( يناير) اولى جلساتها لمقاضاة ستة عشر متهما من اركان النظام العراقي السابق في قضية مقتل وتهجير الكورد الفيليين.
المحكمة ستنظر في تهم تتعلق بتهجير الكورد الفيليين وهم قسم من الكورد العراقيين قام النظام السابق في اوائل الثمانينيات من القرن الماضي بتهجيرهم الى ايران واسقاط جنسيتهم وسلب حقوقهم واعدام الكثير منهم لاسباب واعتبارات تتعلق بالطعن في انتسابهم وعراقيتهم والادعاء بولائهم وتبعيتهم الايرانية.
ان هذه الجريمة البشعة التي طالت هذا المكون البسيط المسالم من مكونات الشعب العراقي والذي كان الانتقام منهم شديداً لسببين، لطبيعة الانتماء القومي الذي ينتمي اليه الفيليون باعتبارهم كوردا يعتزون بكورديتهم التي منحتهم مكانة متميزة في المجتمع العراقي في بغداد والمدن الجنوبية التي كانوا يزينونها كالزهور، اضافة الى انتمائهم المذهبي الذي اعتبر ذريعة ايضا للتنكيل بهم في خلال الفترة التي حدثت فيه هذه الجريمة خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية والتي كان فيها أغلب العالم صامتا اومساندا للنظام السابق.
هذه الجريمة التي تتفرع منها جرائم عديدة وكثيرة مرتبطة بها عانى منها هؤلاء العراقيون وما زالوا يعانون من تبعاتها وهم موزعون في معظم انحاء العالم، فجرائم التسفير والتهجير والتغييب والسجن والاعتقال والاحتجاز لسنوات طويلة دون أي تهمة او حق والتي عانى منها عشرات الآلاف منهم،الذين وجدوا انفسهم مجردين من كل الوثائق والهويات الرسمية واموالهم واملاكهم التي تمت مصادرتها وعوائلهم التي تم فصلها بعضا عن بعض، فالكبار في السن من الآباء والامهات والنساء والاطفال تم اخذهم الى الحدود وتركوا بين حقول الالغام في السهول والوديان على الحدود ليواجهوا مصيرهم بين نيران الطرفين المتحاربين العراق وايران.
اما الرجال فقد تم التقاطهم من وحداتهم العسكرية التي كانوا يخدمون فيها ومحلاتهم ومتاجرهم وتم احتجازهم في السجون والمعتقلات وتصفيتهم واجراء التجارب الكيمياوية عليهم وانكار كل ما يتعلق بهم وبوجودهم.
ان هذه الجريمة وغيرها الكثير من جرائم النظام السابق والتي لم تتوفر الفرصة والظروف المناسبة للتعريف بها وعرضها امام العراقيين والرأي العام العربي والعالمي بسبب الاوضاع الصعبة والمعقدة التي عاشها العراق بعد سقوط النظام، والاهتمام الاعلامي بملفات ومواضيع اخرى تركض اليها وسائل الاعلام تبعاً لعوامل السبق والاثارة الصحفية التي تميز العمل الاعلامي عموما، وهو ما يفرض علينا واجبا والتزاما اخلاقيا ووطنيا وانسانيا بوجوب الاهتمام والتعامل مع هذا الموضوع وغيره من المواضيع المهمة ولو لانسان واحد بذات الاهمية والحجم الذي يشغله موضوع مهم يشغل الناس هذه الايام مثل موضوع الانتخابات.
شهداء الكورد الفيليون ومعهم مئات الآلاف من الشهداء العراقيين من الكورد والعرب والتركمان وسائر مكونات الشعب العراقي الذين توزع عليهم الظلم والبطش والاجرام الذي وصل الى درجة لا يمكن احيانا تصورها او تصويرها والتي تمت بوحشية ومنهجية منظمة استخدمت فيها وسائل وسلطة الحكومة والحزب والاشخاص من مختلف المستويات والمناصب الذين ساهموا في هذه الجرائم القذرة سواء كانت مساهمتهم مساهمة اصلية أم تبعية او فاعلين اصليين أم شركاء او ارتكبوا جريمة الصمت عن كل ما جرى في تلك الايام من جرائم ومظالم ليس لها تعداد او حدود.!
نائب مدع عام سابق
[email protected]
[email protected]
التعليقات