تجري في العراق هذه الايام ممارسة ديمقراطية لاشبيه لها على الاطلاق في كل المحيط العربي والاقليمي.
فالعراق ينتمي الى امة مجرد المطالبة من بعض شعوبها بالانتخابات تعني تهمة بالخيانة العظمى لانها امة أدمنت الديكتاتورية و حكم التوريث و حكم انقلابات و دبابات الليل واحتلال القصر والاذاعة والتلفزيون والبيان رقم واحد. لذلك فان مثل هذه الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات العراقية هي بمثابة صفعة قوية لهذه الانظمة التي أدمنت الحكم لعقود طويلة. وهذا قد يفسر التجاهل الاعلامي العربي لميزة هذه الانتخابات العراقية, بل ان اغلب هذا الاعلام يمارس دور التخريب من خلال بث الاشاعات والاخبار المفبركة عن الانتخابات لاجل بث نوع من خيبة الامل واليأس بين العراقيين من هكذا ممارسة ديمقراطية. وهكذا سلوك متوقع من ذيول هذه الانظمة الاعلامية المرتجفة والخائفة حد الرعب من سمات العراق الجديد التي يتسيدها الانتخابات الديمقراطية وحرية التصويت وحرية الاختيار.
هل يوجد أخطاء في هذه الممارسة الديمقراطية من خلال أليات المنافسة الاعلامية وايضا من خلال البرامج التي تجاوزت المحلية الى العلاقات الدولية والاقليمية وايضا غياب مدينة مثل كركوك عن هذه الانتخابات؟ الجواب بكل بساطة وبكل صراحة نعم يوجد اخطاء كثيرة في هذا المجال , لكن مثل هكذا اخطاء في بلد خرج من نظام حكم طائفي و اقصائي وتفردي منذ الاحتلال العثماني وحتى نيسان 2003 مثل هذه الاخطاء في الممارسة المحلية الاولى تعتبر جدا طبيعية ولايمكن باي حال من الاحوال ان تنتقص من قيمة هذه الانتخابات المحلية الاولى في التاريخ العراقي الطويل. وخروج العراقيين جميعهم وبكل طوائفهم وقومياتهم للتصويت هو الرد الابلغ والصفعة الاخرى للمشككين باهمية هذه الانتخابات على المستوى الوطني العراقي. وهذه الصفعة توجه الى الناعقين في الفضائيات العراقية والعربية والى الذين تشعر بارتجافهم وخوفهم من من خلال مستوى كلماتهم المكتوبة والمستخدمة في بعض الصحف العراقية والعربية. فاعداء الديمقراطية العراقية الجديدة هم من اقليمها المحلي وجوارها العربي وايضا من الواقع المحلي المتضرر من هذه الحقائق الكبرى التي ترسم على ارض العراق وهولاء والهيئات المشبوهه معهم يتلقون الصفعة بكل ذل وهزيمة وانحطاط وهم الاخطر على العراق لانهم يحاولون تفكيك الصف الوطني من الداخل العراقي. لذلك هم الاجدر على الاطلاق بهذه الصفعة من غيرهم.
الصفعة الاخرى والكبرى التي يتوقع من الشعب العراقي الكريم توجيهها الى بعض الواجهات السياسية العراقية التي عاثت فساد وخراب بالبلد منذ نيسان 2003 وحتى يومنا هذا. يجب ان يكون راي العراقيين واضحا اتجاه هولاء من خلال توجيه صفعة ازاحة وتقزيم دور هولاء تجار الدم والوجع العراقي هولاء الذين فقدوا حيائهم وخجلهم الان والان فقط تذكروا هولاء ان هناك مدن كبرى في العراق اسمها البصرة والعمارة والناصرية والموصل وايضا الفلوجة والكوت والرمادي وديالى وسامراء وبابل تعاني جميعها الويل والظلم من نقص الخدمات وفرص العمل والعناية الصحية والمنظومة التعليمية. لذلك يجب ان تكون هذه الصفعة هي الرئيسية بين كل الصفعات الاخرى لاجل بناء تغير جذري في المعادلة السياسية العراقية من خلال انتخاب مجالس المحافظات ليكون اكتمال الصورة في الانتخابات البرلمانية القادمة والتي لاتبعد سوى عام واحد من الان. لايجب اطلاقا ان تمر هذه العبثية التي مارسها quot; البعض quot; خلال خمسة سنوات دون عقاب دستوري وقانوني من خلال اقصائهم بالتصويت والاختيار الصحيح. مع التذكر دائما ان الائمة علي والحسن والحسين وكل أئمة اهل البيت quot; عليهم السلام جميعا quot; ليس طرف بهذه الانتخابات الا بصفة الامانة والحرص على الانسان التي يتسم بها أئمة بيت النبوة الكرام. ومن جانب المتاجر الاخر فلا عمر ولاابو بكر ولاعثمان quot; رضquot; طرف بهذه المعادلة السياسية الا بما يرضي الله ورسوله.
ان العراق بخير وان العراق في الطريق الصحيح وان الصور واللافتات وحرية التعبير والترويج لكل القوائم والمرشحين تدعو الى الفرح والفخر بعراق جديد يبنى بأسس انسانية وديمقراطية رغم الجراح ورغم المختلسين والحرامية وتجار الامال العراقية لكنها تبث مشاعر التفأول بغد افضل. وتصرخ عاليا بحقيقة اعظم ان العراق لم يعد ملك لمحافظة او طائفة او عشيرة او عائلة معينة بل انه عراق كل العراقيين دون استثناء.
وهكذا يجب ان يكون العراق او لا يكون.