بداية انا عراقي ولست مصريا، ولاتربطني أية علاقة بالجهات الحكومية او الحزبية في مصر، مما يعني أنني أعبر عن وجهة نظري انطلاقا من قناعات شخصية أعتقد انها تخدم مستقبل مصر والسلام والأمن والأستقرار فيها وفي عموم المنطقة.

فأذا أردنا ان نرتب الأولويات الان في مصر ونتساءل : هل هي أولويات الديمقراطية والتعددية، أم أولويات الأمن والاستقرار، والحفاظ على مكانة مصر الدولية، ومحاربة الارهاب والتطرف الديني وتيار الاسلام السياسي؟


والجواب المنطقي الواقعي سيكون الى جانب أولويات الحفاظ على الأمن والاستقرار ومكانة مصر في العالم، فمصر الان تتعرض الى خطر شديد داخلي وخارجي، فعلى الصعيد الداخلي يوجد تنظيم الاخوان المسلمين الذي يتربص بها للإنقضاض على السلطة وتحويل هذا البلد وحضارته الى امارة اسلامية ظلامية تصدر التخلف والكراهية والارهاب والقتل، واما على الصعيد الخارجي فواضح المؤامرة الايرانية - السورية بالاشتراك مع حماس وحزب الله ضد مصر ومحاولة التدخل في شؤونها واختراقها وتأليب الشعب على الحكومة من خلال اللعب على وتر الاوضاع الاقتصادية والشعارات السياسية الغوغائية !

وامام هذا الخطر لابد من البحث عن الحلول الواقعية التي بأمكانها التصدي لهذه التحديات والتهديدات اخذين بنظر الاعتبار تقدم الرئيس حسني مبارك بالسن وضرورة ايجاد البديل المناسب له على ان يكون هذا البديل بمواصفات معينة أهمها : قدرته الحفاظ على استمرار وتماسك المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية ومنع حدوث اي انفلات او فوضى في حال انتقال السلطة، وشخصية بهذه المواصفات لاتتوفر ألا في جمال مبارك بحكم قربه من والده الرئيس واطلاعه على اسرار الدولة وشبكة علاقاته العريضه.

فجمال مبارك يستطيع ضمان ولاء المؤسسات الامنية والعسكرية والسياسية له، وتأمين انتقال هاديء للسلطة، وبالتالي المحافظة على الأمن والأستقرار، وعلى مكانة مصر الدولية، والتصدي بحزم لتنظيمات الاسلام السياسي الظلامية الارهابية، وألا فأن مصر مهددة بالضياع مثلما حصل في ايران والعراق والسودان بسبب صعود تنظيمات الاسلام السياسي الى السلطة.


وختاما أود القول انني أعيش في أمريكا وأتنعم بحياة حرة كريمة بفضل النظام الديمقراطي فيها، وأقدر قيمة واهمية الديمقرطية، ولكن بالنسبة لمصر وكافة الاقطار العربية الديمقراطية خطر كبير عليها كونها ستكون جسراً لصعود تيارات الاسلام السياسي الى السلطة، فمن مصلحة الشعوب العربية تطبيق دكتاتورية العلمانية بالقوة بعيدا عن الكلام المثالي الرومانسي وشعارات الديمقراطية التي لاتصلح لهذه الشعوب.

خضير طاهر


[email protected]