الحرب الدائرة الان بين اسرائيل والمقاومة الاسلامية المعروفة باسم حماس والتى راح ضحيتها حتى الان اكثر من 400 فلسطينى وعشرات من الاسرائيليين يرجع الفضل الاول والاخير فيها الى جماعة الاخوان المسلمين فى مصر فلولا دعمهم الادبى والمعنوى والمادى لما تمكن الحماسيون من الغدر بالرئيس الفلسطينى الشرعى محمود ابو عباس واعلان تمردهم علية والاستقلال بقطاع غزة وعزلة عن بقية الاراضى الفلسطنية وتحويلة خلال العامين الماضيين الى امارة اسلامية تتلقى اوامرها مباشرة من الاب الروحى المرشد العام للاخوان المسلمين ومقرة القاهرة.


ولولا الاخوان المسلمين ومساعداتهم المستمرة ودعمهم المتواصل بالمال والسلاح وربما ايضا الرجال للمنشقين على الشرعية الفلسطنية لما تمكن الموالين لحماس من اطلاق صواريخ القسام فى اتجاة القرى الاسرائيلية والتى اعطت المبرر لاسرائيل لقصف غزة على مدار الايام الستة الماضية..


لقد كانت القضية الفلسطنية منذ عام 1948 وحتى مطلع عام 2007 هى قضية شعب طيب كريم لا يعرف التعصب احتلت معظم اراضية وتم تهجير مئات الالوف من سكانة.. قضية صراع انسانى بين محتل وشعب يريد استرداد حقوقة المغتصبة.
ولكن بقدرة قادر سعى تلاميذ المرشد العام للاخوان فى غزة الى تحويل الصراع بين الفلسطنيين والاسرائيليين الى صراع دينى بين اليهود والغرب المسيحى من ناحية والمسلمين العرب من ناحية اخرى.


ونتيجة تحويل القضية الفلسطنية على يد الاخوان وبفضلهم الى صراع دينى بين اصحاب الاديان السماوية بدأت الامور تنعكس بالسلب على تعاطف العالم مع الشعب الفلسطينى لان بعض من الذين يزعمون انهم قياداتة اصبحوا يتكلمون بلغة لا تفرق كثيرا عن لغة الطالبان ويهددون ويتوعدون مثل اسامة بن لادن والظواهرى وغيرهم...


والحقيقة ان دخول الاخوان المسلمين فى الصراع الفلسطينى الاسرائيلى لم يخدم الفلسطنيين بل على العكس ادى الى خسائر فادحة لهم وعودة قضيتهم الى نقطة الصفر من جديد وانقسامهم على انفسهم وصراعاتهم الداخلية وفقدهم تعاطف العالم الحر مع قضيتهم العادلة.


واليوم ورغم انتكاسة المولود الاول للاخوان فى الاراضى الفلسطنية..ورغم الخسائر الفادحة التى لحقت بالفلسطيين والقضية الفلسطنية بسببهم الا انهم للاسف يتبجحون ويخرجون يوميا اتباعهم الى شوارع ومدن مصر يرددون الهتافات البذيئة والاتهامات الرخيصة ضد الرئاسة والنظام والحكومة وويطالبون فى نفس الوقت قيادات الجيش المصرى بالتمرد والانضمام الى حماس واعلان الحرب على اسرائيل!!!


والعجيب فى الامر ان جماعة الاخوان المسلمين هم طبقا للقانون المصرى جماعة ممنوعة ومحظورة..اى بلغة بسيطة غير مصرح لهم بممارسة انشطتهم والعمل السياسى.. ومع هذا يسمح لهم النظام بوجودهم المكثف فى كل مكان على ارض مصر رغم ما يشكلونة من خطر على حاضر ومستقبل مصر..اما خوفا منهم وعجزا او لجعلهم العفريت الذى يخيفون بة الغرب عند المطالبة بادخال تغيرات على النظام تتماشى مع الديمقراطية وحقوق الانسان.


بالمناسبة يوم امس استطاع القراصنة الصوماليون التابعين لمليشيات المحاكم الاسلامية اختطاف سفينة مصرية اخرى بكامل حمولتها وافراد طاقمها البالغ عددهم 28 مصرى..لقد كنت اتطلع لسماع اوقراءة بيان من اخوان مصر للتنديد بعملية الاختطاف ولكن للاسف لم يصدر بيان بهذا الشان منهم فترى لماذ؟؟


هل لان الاخوان المسلمين هم من اكثر المتعاطفين مع القراصنة المتطرفين المتاجرين بالاسلام؟؟ هل لانهم يشعرون بالندم والخجل من انفسهم لانهم كانوا يطالبون بارسال المجاهدين والمقاتلين لمحاربة الجيش الاثيوبى الذى دخل الى الصومال بناء على طلب الرئيس الصومالى عبدالة يوسف فى عام 2006 لمساعدتة على السيطرة على هذة العصابات؟؟

صبحى فؤاد
استراليا
الجمعة 2 يناير 2009

[email protected]