تفاجأت بالعديد من التعليقات المهذبة الجميلة التي تدل الرقي الحضاري لأصحابها، وهذا دليل على ان المجتمعات العربية فيها نماذج ( فردية ) انسانية تمتلك عقولا متنورة وسمواً روحياً رائعا... وهذه النماذج بأعتبارها قلة قليلة فهي لاتلغي القاعدة العامة التي تشير
الى تخلف هذه المجتمعات وافتقارها للروح الحضارية واحترامها لحق الاختلاف وحرية التعبير، فالشرقي عموما يعتبر الحوار حرباً والبطل هو من يستطيع ان يتفوه بأكبر عدد ممكن من الشتائم والبذاءات السوقية وكل ماهو عدواني قبيح، والسبب طبعا يكمن في غياب احترام الذات فمن يحترم نفسه تجده دائما يختار لها افضل الكلام والخيارات والسلوك اذ انه من أجل نفسه اولا تراه يعمل على الارتقاء بها الى الأفضل من كافة النواحي.
ولقد لفت انتباهي تعليق احد القراء الاعزاء على المقابلة التي أجرتها معي إيلاف اذ كتب مايلي :
((GMT 19:14:54 2009 الجمعة 2 يناير
100. العنوان: اهتم قليلا بمظهرك
الإسم: خبير في الزواج
لا اعتقد انك سوف تجد زوجة وانت صاحب هذه الصورة..على الاقل صبغ شعرك شوي والبس عدسات خضراء بدل النظارة او ازرع شوي شعر..والله الموفق.))
فالقاريء العزيز أتضح من كلامه انه ليس خبيرا مثلما يدعي، ومن حسن حظه وقع بين يديّ خبير محترف في شؤون الزواج كي أصحح له معلوماته، وهذه فرصة لجميع القراء لمعرفة بعض جوانب شخصية المرأة، يقول عالم التحليل النفسي بير داكوا (( المرأة مثل الماء تأخذ جميع الأشكال )) وهنا المعضلة الصعبة التي تعرقل عملية معرفة المرأة وتصنيفها وادراك ثوابتها الفكرية والعاطفية والسلوكية، فهي كائن زئبقي لايمكن الأمساك به ألا من أكتوى بناره وتعذب بحبه وعاش النعيم بقربه وشرب من كأس مرارته.
في عملية اختيار المرأة لشريك حياتها القاعدة الوحيدة الثابتة لدى كافة نساء العالم هي عشق المرأة الخرافي وضعفها امام : المال والسلطة، فالنساء عموما ضعيفات امام الرجل الثري أو الرجل صاحب السلطة المعنوية او الرسمية، بغض النظر عن نوعية الرجل الاخلاقية والفكرية وطبيعة شكله.
ماعدا هذه القاعدة لاأحد يستطيع التنبؤ بسلوك المرأة ورغباتها ومزاجها، والكثير من الرجال يقعون في فخ أوهام معرفة اعماقها وهم فعلياً لايعرفون شيئا عنها سوى أوهامهم.
وأعود الى نصائح خبير الزواج لتفنيدها، فأقول له: بالنسبة للصلعة والشعر الأبيض لدى بعض النساء تنظر اليه على انه من علامات النضوج والخبرة الحياتية والعاطفية، وحسب نظرية التحليل النفسي كل أمراة تبحث عن ملامح والدها في الرجل الذي تحبه ومنظرالصلعة غالبا مايثير في المرأة الحنين لدور الأبنة الصغيرة التي ترتمي في احضان الأب بحثا عن الحنان والشعور بالأمان.
ونفس الكلام ينطبق على الرجل الذي مهما كبر يظل في لاشعوره يبحث عن ملامح أمه في المرأة التي يحبها ويتوق الى الى الارتماء في احضانها بحثا عن ينابيع حنان الأمومة التي غادرته، ولعل الرجل بحاجة الى الزوجة التي تقوم بدور الام أكثر من حاجة المرأة للزوج الذي يقوم بدور الأب.. نظرا لشدة حجم ضغوط الحياة على الرجل.
خضير طاهر
[email protected]
التعليقات