تعاني مصر المحروســة والديــار المصريــة عمومـــــاً من مظاهرالفوضي الأخلاقية والسلوكية في المجتمع المصري غلبتّ القيم المادية علي علاقات الأفراد...، وسيادة القيم الاستهلاكية الترفيهية..، وشيوع السلوك السلبي والعزلة الاجتماعية وحلول وسيادة الفردية الأنانيــة لتحل محل الشعور الجماعي وتزايد العنف وشيوع ثقافة العنف والتطرف وسـيادة العدوانيـة التي من نتائجها البلطجـــــة...بجميع أشكالها من البلطجة بالمركز الاجتماعي أو المالي او الســلطوي .rlm;
وشيوع وسيادة سلوك الفهلوة والشطارة والنفاقrlm;.rlm; وعدم الخضوع للقانون ومحاولة التحايل عليه.
أكتب هذا بمناسبة إصرار حكومة مصر المحروسة علي التطبيق الجدي لأول قانون بمصر، وهو قانون المرور.
نعـــــــــــم، التغيير الحكومي هو مطلب شــعبي يزداد الضجيج بمطالبته وتحقيقة من حين لآخر..، وخاصــة عند إشـــتداد الأزمات المُصطنعة، ويؤجج هذا المطلب وسائل الإعــلام مثل لاقنوات الفضائية العشوائية والغير منظبطة في محاولات رخيصة لنفاق الشعب المصري ودغدغة مشاعرة والعزف الغير متناغم علي احتياجاته الضروريـــة، بالإضافة إلي عشرات البعشرات من الصحف الخاصة والحرة...وهي حرة فقط في كتابة ما يثر ويبليل الشعب المصري.
وبهاتين الوسيلتين الإعلامتين القويتات التأثير علي البسطاء و لعقود عديدة مضت..، نتســـي وتناســـي الشـــعب المصري بالمحروســة أن هناك قوانين يجب أن تطبق لضبط أداء الدولة وتسيير المجتمع، وســادت ثقافات الإستثناءات، ورخاوة تطبيق القوانين، ومقولات (( إنت مش عارف إنت بتكلم مين؟ و إنت مش عارف أنا إبن مين؟..الخ ))
وهكذا عند حدوث أزمة بمصر أو أزمات في مجالات الحياة العديدة، ساد الشارع الشعبي المصري مطالبــات بتغيير الحكومة وســرت إشا عات التغيير الوزاري المرتقب !!!
وهناك مقولــة هامــة جِــداً..، وهي:
quot;quot; أن الشعب الجيد تحكمـــــه حكومـــــة جيــــدة quot;quot; والعكس صحيح لكن الحل ليس في تغيير الحكومة، حيث أن اي حكومة في العالم لا تعمل بدون تفاعل مع الشعب الذي تحكمة..، إما ســلباً.. أو إيجابـــاً.
الحــل هو في تغيــير الشــــــــعب لا في تغيــير الحكومــة
bull;موجة قوبــــة من غـلاء أســـعار المواد الضرورية والسلع الغذائية ضربت العالم أجمع نتيجة الإرتفاع الجنوني والغير مسبوق لأســـعار برميل النفــط الخـــام بقفزات ســـعرية جنونيـــة أثرت تأثيراً مباشـــراً علي الأسعــار في مصــر المحروســـة فارتفعت أســعار اللحوم والزيت والسكر والدقيق والبنزين والسـولار...الخ، وتنفرد مصر المحروسة عن العالــم أجمعه بخاصية بمضاعفة الأســـعار العالمية وتترجمها محلياً بارتفاع الأسعار بالجنية المصري لطبيعة خاصة بالتجار..، وتقديم الخدمات بمصر، هذه الخاصية هي الجشـــع والطمـــع دون أدني معايير إقتصادية إجتماعية.....وعليه، هاج الشعب المصري وماج، وصالت وجالـــت الفضائيــات العشــوائية من برامج العاشرة مساء، و90 دقيقــة والتاسعة والنصف والعاشــرة والربع...الخ، وركبت الموجه القنــــــنوات الدينيــة التجاريــة واســضافت كل من له قدرة علي دغدغة مشاعر الشارع المصــري ومن له قدرة أكثر علي مهاجمــة الحكومــة بمصــر المحروســـة وسبها وإظهــار أن كل هذا نتيجة خلل في أداء أعضائها الموقرين، لكن لم يظهر أحد يوضح أن موجة الغــلاء هذه هي موجة تجتاح العالم بأســره، وشملت الشمــال الغني، والجنــوب الفقــير.
bull;لم يتكلم أحد عن تغيير أنماط الاســـتهلاك وتغيير ثقافة الشراء، مثل شعوب الشمال الغنية التي تشتري الفاكهة بالثمرة، واللحد والطيور بالقطعة، والخضروات بالعبوة الصغيرة، واختفت في دول العالم المتقدم الغني وحدة الشراء الوزنية ( الكيلو ndash; الرطل ndash; الأوقية...)، ونحن نا زلنا مصرين علي شراء اللحم والطيور والفواكة والخضروات.....بالكيلو، سواء هناك أزمة اقتصادية أم لا
bull;الشعب الذي أنفـــــق على المخدرات في العام الماضي 2007 مبلغ 18مليار ومائتين مليون جنيه مصري (3.42 مليارات دولار) أي بما يعادل 2.5 % من الدخل القومي للبلاد..... ويمثل هذا الرقم حسب الدراسة الإحصائية التي تمت بما يوازي 79.5 % من دخل قناة السويس و 32.8% من عائد التصدير، و41.3 % من عائد السياحة،!!! الشعب الذي ينفق ذلك الرقم علي المخدرات......مطلـــــوب تغيــــــــــــيره.
bull;الشعب الذي ينفق 9 مليارات جنيه سنويا على الاتصالات عبر المحمول بواقع أكثر من 300 مليون جنـــــــية يوميـــاً علي مكالمــات بالهاتف المحمـــول وأن 2 من بين خمسة شباب يحملون التليفون المحمول وان 80% منهم يستخدمون كروت الشحن بنظام البطاقات المدفوعة مسبقا ومعظمهم ليس في حاجة إلى المحمول ولكن يحملونه بحثا عن الوجاهة الاجتماعية والمنظرة......... شـــعب مطلــوب تغيــيـره.
bull;الشعب الذي أنفق 4 مليار و700 مليون جنية مصري عن طريق حج وعمرة 3مليون و400 مليون مصري سنة 2007 عن طريق شـراء الهدايا وتكلفة الحج فقط من غير أي مصاريف للتأشيرات حيث لا تتقاضي المملكة العربية السعودية لا دراهم ولا ريالات لإصدار تأشيرات الحج والعمرة........شعب لا يجب أن يطالب بتغيير الحكومة لغلاء الأســعار.
bull;الشعب المصري يفتقد الوعي المروري كما افتقد الوعي السياسي.... الوعي المروري هذا هو الذي يجعل الإنسان ملتزما بقواعد المرور التزاما نابعا من داخلة يتفاخر به دون ما حاجة الي شرطي او خوف من غرامة وما الي ذلك وللأسف حل محل الوعي المروري ثقافة الفهلوة المرورية والشاطر هو الذي يدوس علي قواعد وقوانين المرور كما يدوس علي رقاب العباد....لذا رأينا قطاع كبير من الشعب يرفضون قانون المرور الجديد ويرفضون الاصرار علي تطبيقه ويشككون في ذلك عن طريق الإعلام العشوائي...الشعب الذي يستنكر تطبيق قانون لتنظيم الشارع المصري وإلصاق صفة الحضاري إليه.........شعــب مطلــوب تغيـــيره.
bull;الشعب الذي ييجاوز جهازه الحكومي الخمسة ملايين موظف ويكون متوســط عمل الفرد منهم هو 37 دقيقة في الشهر الواحد هو شعب يحتاج إلي التغيير لا أن يطالب بتغير الحكومة.
bull;الشعب الذي يلقي بالقمامة في الشارع أو من نوافذ سيارتـــه الفارهـة والشعبية ويبصــق في الشــارع، و يضع حجــر أو طــوب أو صفايـــح زبالـة مملؤة بالطــين مقتطعــاً حيزاً من الشــارع العام المملوك للجميــع مخصصـــــاً موقفــاً مـلاكي لركـن سـيارته، و يقوم بعمل مطـــبات صناعيـة من أســـوأ ما يمكن أمام محــلاته ليجبر الســيارات المـــــارة علي التهدئــة أمامها، و يقــوم برفـع مكـــبرات الصـــــوت علي أعلي درجــة من الإزعـــاج في حـــالات فرحــه وتَرَحِــه.... ومشكلات التلوث البيئي......... شعب مطلــوب تغيـــيره.
bull;شعب يتكاثر بطريقة عشوائية ليبلغ عدد سكانه حسب نتائج جهاز التعبة العامة والإحصاء لعام (2007) 75مليونا و480ألفا و426 بزيادة قدرها 24،27 % عن أخر تعداد أجرى في عام 1996م.وبتشجيع غير مسؤول من شيوخ الفتاوي الفضائية و قد حذر الرئيس المصري حسني مبارك من خطورة الزيادة السكانية في مصر و إضرارها بالإقتصاد و تحقيق معدلات التنمية المطلوبة و ذلك في كلمة ألقاها في مؤتمر حول السكان عقد في القاهرة بقاعة المؤتمرات في الأزهر 9 يوليو 2008، كما أن الأمم المتحدة بينت أنه في حال استمرار المتغيرات الديمغرافية على مستواها الحالي فان مصر ستضيف إلى سكانها نحو 23 مليون نسمة بحلول العام 2025 و 45 مليون نسمة بحلول عام 2050...شعب مطلـوب تغيـيره.
لقد ساهم الإعلام المرئ في أن تفقد القيم والمقدسات الاجتماعية ثباتها لدي أبناء المجتمعrlm;،rlm; ان الكثير من الدراسات الاجتماعية تشير إلي أن مشكلة التزايد السكاني تلتهم القاعدة الاقتصادية وتؤدي إلي التخلف في كافة ميادين الحياة من ضعف فرص التعليم وعدم القدرة علي توظيف الطبقات الفقيرة وارتفاع درجة الحرمان البشريrlm;.rlm;
حيث تفاعلت عوامل عديدة متداخلة مثل الهجرة إلي دول النفط والتوسع في التعليم والتضخم الذي صاحب الانفتاح الاقتصادي في المساهمة في نصف القرن الماضي في تشكيل خريطة اجتماعية جديدة في مصر اتسمت بالتنوع والتباين والتفكك في ان واحد وقد دلل علي ذلك بأننا نجد انتساب أسرة واحدة إلي مراكز اجتماعية متعددة باختلاف مصادر دخل أفرادها وفقا لطبيعة الحراك الاجتماعي السائدrlm;.rlm; ثم تكوين خلطة ثقافية غريبة علي المجتمع المصري.
ولعل السؤال الذي يتبادر إلي الاذهان الآن هوrlm;:rlm; ما الحل؟ وكيف تخرج من هذه الأزمة السلوكية والفوضي الأخلاقية؟rlm;!rlm;
عدة حلول أهمهاrlm;:rlm;
bull;ضرورة تطبيق القانون بصورة متساوية تؤتي ثمارها في خلق نوع من الطمأنينة لاحترام القانون مما يؤدي إلي تحسن صورة العلاقة بين الدولة والفردrlm;،rlm; لكسب الثقة المفقودة.
bull;العمل من أجل رفع المستوي العلمي والثقافي ( ورفض ثقافة الكذب للتبرير ولاشسائدة في كل المجالات وشائدة أيضاً بين الحكومة والشعب وتنمية الوعي لدي الفئات الاجتماعية المختلفة في سبيل مواجهة ظاهرة تقبل الناس للخرافات وسلوكيات الشعوذة والسحرrlm;،rlm; وإعادة صحيح الدين للشعب المصري.
bull;محاولة حل مشكلة البطالة خاصة بين الشبابrlm;،rlm; إعادة النظر في محطات اختيار القيادة لتولي المناصب العامة علي كافة الاصعدة السياسية والادارية والتنفيذيةrlm;.
bull;ضرورة اعادة النظر في وظيفة الاعلام المصري حتي يمكنه التصدي بوعي وبحب للوطن للمشكلات القائمة ورفع مستوي الوعي الاجتماعي والسياسي وترسيخ قيم الاصالة الايجابية والحد من السلوكيات السلبيةrlm;،
bull;rlm; توسيع مساحة الديمقراطية الاخلاقية واتاحة الفرصة لخلق مساحة الحوار العقلاني البناءrlm;،rlm; ضرورة مراجعة وتعديل بعض التشريعات الخاصة بالاسكان من منظور اجتماعي انتاجي يساعد علي وجود المأوي العصري للشبابrlm;،rlm;
bull;العمل علي إعادة دور المدرسة والأسرة كمؤسسات فاعلة في مجال التنشئة الاجتماعية والتربوية وتأكيد دورها الايجابي في خلق القيم الايجابية الأصيلةrlm;.rlm;
bull;تفعيل معني المواطنــــة بكل ما تحمل من معاني وسلوكيات الحق والعدل والمســاواة
لأن غياب العدالة وفقدان النظام في ظل انعدام القدرة في تطبيق القانون هو سر أسرار ما نعانيه من أزمة أخلاقية وفوضي سلوكيةrlm;،rlm; ومن ثم فبداية الاصلاح يكون الادراك النظري لأهمية العودة إلي سلم القيم الأصيلة التي يتمتع بها الانسان المصري علي كل المستويات ولننتقل من هذا الادراك النظري لأهمية العدالة والنظام واحترام القانون في كل صغيرة وكبيرة إلي تطبيق كل ذلك في حياتنا العمليةrlm;،rlm; إن الانسان المصري إذا وجد القدوة سيعيش حالة العدالة والنظام حقا وسينقلب من انسان فوضوي رافض لقيمه التقليدية ومستمتع بالخروج عليها إلي انسان منتم محب لكل مامن شأنه اعادة العدالة والنظام إلي حياتهrlm;.rlm;
ميشيل فهمي
التعليقات