ما تفوه به نائب وزير الخارجية الإيراني الآغا ( منوشهر محمدي ) في خراسان حول ضرورة إسقاط أنظمة الخليج العربية التي وصفها بالتخلف ليس مجرد خطأ مطبعي! كما أنها بالقطع ليست تصريحات صدرت عن طريق الدس و الفبركة ولربما السهو غير المقصود!!، بل أنها ترجمة حقيقية لبرنامج سياسي و تنظيمي إيراني واسع المدى معد ومخطط له منذ أوائل الثمانينيات و مر بمراحل عديدة و مختلفة من التطبيق و التأجيل وتبعا لمؤشرات الأحداث و التطورات في المنطقة، و النظرة الدونية التي ينظر بها حكام إيران لعرب الخليج ليست جديدة أو مستحدثة بل أنها تجري في الخلايا الحية لذلك النظام العدواني الحاقد النائم على أطماعه التوسعية المغلفة بأوهام و تصورات و خرافات صفوية محضة فضحت جانبا كبيرا منها ممارسات النظام الإيراني في العراق المحتل و أفعاله الخسيسة هناك و مناصرة و دعم أجهزته السرية لفرق الموت و للجماعات و المجاميع الخاصة هناك و لعملائها المنتشرين عبر مختلف الواجهات والعناوين المذهبية أو الطائفية، لقد خيل للنظام الإيراني أنه بنصرهم المبين في العراق وهيمنتهم على الأوضاع هناك بسبب حماقة الإدارة الأميركية وقوات الإحتلال الأمريكي هناك يستطيع مصادرة دول المنطقة أو فرض منطق النظام البلطجي و التصعيدي المستمر تحت وابل قصف مكثف من الشعارات الدينية و المذهبية و التحررية المزيفة، ولا يوجد مثلنا نحن أهل العراق من يعرف حقيقة أطماع النظام الإيراني و حقيقة الدس و التزييف و الخداع في خطابه الإعلامي المخادع المغطى و المتدثر بالشعارات التمويهية و المتصنع للإستضعاف و المسكنة بينما حقيقة ذلك النظام تخفي خلف مساحيقها المزيفة كل معاني الغدر و الخديعة، و النظام الإيراني حينما يتحدث اليوم عن زوال الأنظمة الخليجية فهو لا يلغب بالنار فقط بل يعبث بأمن شعوب الخليج العربي التي كانت و لا زالت تنظر للشعب الإيراني الجار و الصديق نظرة الإحترام و التعاطف و المودة و يبدو أن نظام الملالي قد تناسى مئات الآلاف من العمال الإيرانيين الهاربين من شظف قادة الثورة الإيرانية وهم يلتمسون الرزق و الحياة الكريمة في دول الخليج العربي، كان بودنا لو أن النظام الإيراني نظر لعوراته و مخازيه و مساوئه قبل أن ينظر في إسقاط الأنظمة المسالمة و المتحضرة و التي نجحت في البناء و التنمية و نقلت شعوبها نحو آفاق رحبة من الرزق الوفير و الخير العميم على عكس وضعية الشعوب الإيرانية المتدهورة وحيث الفقر يضرب أطنابه و المخدرات تعصف بأركانه و طوابير الهاربين من جنة ( آيات الله ) لا تعد و لا تحصى إضافة للتدهور في جمهورية ( الولي الفقيه )!! كان بودنا لو إستثمر النظام الفرعوني المعمم في طهران ثروات إيران في التنمية و البناء بدلا من بناء مشاريع و برامج الموت و تمويل المرتزقة من فرق القتل و التخريب و الدمار، كنا نتمنى على النظام الإيراني لو إلتفت لشعوبه و حريتها و الحفاظ على كرامتها بدلا من مشاريع التخريب و محاولات إسقاط الأنظمة كما يحدث بجلاء ضد مملكة البحرين و ضد دولة الكويت و كما حاولوا و يحاولون دائما ضد المملكة العربية السعودية رغم أن دول الخليج و مجلس التعاون الخليجي لم يقصر أبدا في دعم الشعوب الإيرانية و في محاولة إقامة أفضل العلاقات مع النظام الإيراني وهاهو وزير خارجية دولة الكويت د. محمد صباح السالم يرفض رفضا باتا التهديدات بالحرب الأميركية ضد إيران وهو نفس موقف جميع أنظمة الخليج العربي التي تحاول جاهدة الحفاظ على وحدة و كرامة و مصالح و خيرات الدولة و الشعوب الإيرانية، دول الخليج العربي لا يمكن أن تكون مشروعا لتصدير الدمار لإيران بل على العكس تماما فرغم المؤامرات و رغم دعم طوابير العملاء و المرتزقة و رغم التفجيرات و محاولات الإغتيال و تشكيل الخلايا السرية التي كانت ضحيتها دول الخليج فإنها سعت و تسعى دائما لنزغ فتيل القنابل المؤقتة التي يزرعها النظام الإيراني بتصرفاته و تصريحات قادته الملغومة و العدوانية و المفتقدة للياقة و لأبسط مباديء حسن الجوار و يبدو أن الحرب العراقية / الإيرانية الطويلة المرعبة لم تعلم النظام الإيراني شيئا بعد..!! كما يبدو أن الحقد التاريخي قد إنطلق من عقاله ليتجاهل الأدوار الجليلة التي تقدمها المنظومة الخليجية للحفاظ على السلم و الأمن الإقليمي، النظام الإيراني بتصريحاته الإستفزازية تلك لن يحصد في النهاية سوى العاصفة.. و أي عاصفة... إنها غاصفة تهاوي قلاع الدجالين و مروجي سياسة التدمير الشامل، فلدول الخليج العربي و شعوبه رب يحميها و على الباغي ستدور الدوائر بكل تأكيد... تلك حتمية التاريخ....

داود البصري

[email protected]